حزب الشعب الجمهوري هو بكليته جزء من الدولة السرية التي لاتزال تحتفظ بقوى عديدة مزروعة في الجيش وقوى الامن وحزب الحركة القومية العنصري.
هؤلاء وبدعم من النظام السوري وايران بدأوا بالتآمر منذ تفجيرات الريحانية والحلقة الثانية هو مانشاهده في ساحة التقسيم التي انتشرت تداعياته الى معظم المدن التركية.
الظروف الحالية التي تسود المنطقة من اصطفاف طائفي سني شيعي ودخولها الى المجهول هي القشة الباقية بيد الدولة السرية للعودة للتمسك بها للعودة الى الاستيلاء على السلطة.
خطأ اردوغان القاتل هو نرجسيته التي لا حدود لها والتي تركت انطباعا في المجتمع التركي انه يسعى الى ان يصبح الحاكم الاوحد في المستقبل بالرغم من نجاحاته العملاقة في الاقتصاد والانتصار على طغيان الجيش ودولته السرية.
المثير هنا هو الهلع الذي اصاب بعض اركان الحزب الحاكم وعلى رأسهم السيد بولنت آرنج نائب رئيس الحكومة الذي بدأ بتقديم الاعتذار الى المتظاهرين بعكس لغة اردوغان التهديدية مما يدل على حدوث شرخ في الحزب الحاكم وبهذه السرعة الضوئية !. هذا التصرف يشير الى ان المؤامرة اخظر بكثير مما يتصوره البعض.
الاكثر اثارة هو وقوف الاتحاد الاوربي مع المتظاهرين بالرغم من معرفة الغرب بحيثيات تآمر الدولة السرية.
الدولة السرية بما بقي في يديها من قوى الشر لا تهضم خطة الحكومة في حل القضية الكردية بعد الاتفاق مع حزب العمال الكردستاني في الوصول الى حل سلمي لهذه القضية التي انهكت الدولة التركية طوال تسعين عاما منذ نشوء الجمهورية التركية. حل هذه القضية تقض مضاجع ايران والنظام السوري الذين كانوا يبنون آمالا كبيرة على اللعب بـ " الورقة الكرية " كما كان يحدث في السابق.
الانقلاب العسكري هو رهان خاسر لأن حزب العدالة والتنمية لا يزال يحظى بدعم شعبي كبير اضافة الى الدعم الكردي حيث لا يتجرأ اية مجموعة من الضباط حتى مجرد التفكير بمثل هذا العمل الانتحاري.
الازمة قد تطول ؟ ولكن الى حين...... اي عندما تخرج الملايين من مناصري حزب العدالة والتنمية الحاكم الى عرض عضلاتها وحينها توضع النقطة في نهاية السطر وهو زوال الدولة السرية والى الابد.
الفائدة الوحيدة من كل مايجري هو ان يعود اردوغان الى رشده واتمام ما بدأه من اصلاحات في بدايات وصوله الى سدة الحكم والاسراع في تطبيق الحل السلمي للقضية الكردية -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق