الاثنين، 3 يونيو 2013

حماس دافعت عن مرسي في المؤتمر القومي العربي فأخرجها الهتاف المندد -

تميز المؤتمر القومي العربي الرابع والعشرين الذي انعقد في القاهرة بهجوم وهتافات ضد حماس، لدفاعها عن الرئيس المصري محمد مرسي، فانسحب وفدها من المؤتمر. كما زارت معظم الوفود المشاركة ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

القاهرة: شهد المؤتمر القومي العربي الرابع والعشرين، الذي شارك فيه 180 ممثلًا من 22 دولة عربية بالقاهرة، خلافات شديدة بعد إنسحاب وفد حركة حماس، بسبب كلمة محمود بدر، منسق حملة "تمرد" التي قال فيها إنه كان يتمنى أن يكون في استقبال الوفود العربية المشاركة بالمؤتمر من دون أن يكون فيها رئيس يتبع الإخوان المسلمين، وهو ما أعتبره أسامة حمدان، رئيس وفد حماس، خروجًا على روح المؤتمر الداعي للائتلاف بين الحركات الوطنية الإسلامية والمدنية لصالح الدول العربية، مطالبًا بإحترام رئيس مصر.
وقد قوبلت كلمة حمدان بهتافات مثل "يسقط يسقط حكم المرشد". إثر ذلك، إنسحب وفد حماس من المؤتمر، وفشلت جميع جهود الوساطة لثنيه عن قرار الإنسحاب. هذا ورفع المؤتمر صور الرئيس جمال عبد الناصر، الذي زار عدد من ممثلي الوفود العربية ضريحه.
غير مرغوب فيه
أكد محمود بدر، منسق حملة "تمرد" أن مشاركة حركة حماس في المؤتمر لم يكن مرغوبًا فيها من جانب الكثير من الحضور، بدليل حالة الترحيب الكبيرة بقرار الإنسحاب، وخروج الهتافات ضد المرشد.
وقال بدر لـ"إيلاف" إن الجميع يدرك العلاقة الوثيقة بين حماس والإخوان المسلمين، "ودورهم الخفي الذي بدأ بقتل الثوار واقتحام السجون إبان ثورة يناير المجيدة، ودورهم أيضًا في قتل الجنود المصريين الـ 16 في رمضان الماضي، والمستندات والدلائل تؤكد كيف ساعدت حماس الإخوان في الوصول للحكم".
وأشار بدر إلى أن مؤتمر القومية العربية يهدف إلي التجمع والتواصل بين مختلف الفصائل العربية، "لكن وجود حركة حماس الإرهابية سوف يفرق العرب ولن يجمعهم".
وأشار بدر إلى أن حملة "تمرد" قادرة على جمع ما يزيد على 15 مليون توقيع، من أجل الحضور أمام قصر الإتحادية يوم 30 حزيران (يوينو) لإجبار الرئيس محمد مرسي على التنحي، كما حدث مع حسني مبارك يوم 11 شباط (فبراير) 2011، "ولن نغادر المكان من دون تحقيق مطالبنا، فتوقيعات المواطنين تمثل إرادة شعبية، وتمثل رأي الصندوق الإنتخابي كما يدعون".
يكرهون حماس
أكد سعد عبود، نائب رئيس حزب الكرامة سابقًا، لـ"إيلاف" أن لدى الشعب المصري كراهية مستحكمة نحو حركة حماس في الوقت الحالي، بالرغم من أنها كانت تحمل آمال الشعوب المصرية والعربية في مقاومتها ضد الإحتلال الاسرائيلي، "لكن تورط الحركة في دم الشهداء من الجنود المصريين والثوار لن يمر مرور الكرام، ولن ينسى، لذلك نطالب مرسي بسرعة خروج نتائج التحقيقات بشأن قتل الجنود الـ16على الحدود في رفح ليستريح الشعب، خصوصًا أن استمرار الغموض في نتائج تلك الجرائم يزيد من عداء الشعب ضد حركة حماس، ويؤكد في الوقت نفسة العلاقة المشبوهة بين الإخوان وحماس منذ قيام ثورة يناير".
وأضاف عبود أن حماس لا تمثل مرسي، "فهي ليست حزب الحرية والعدالة حتى تعترض على الهجوم على الرئيس، وتطالب الحضور بذلك، بوجود عدد الشخصيات المعارضة لحكم مرسي بين الحضور، مثل حمدين صباحي وممثل حملة تمرد، فقد أخطأ الوفد في تصرفه وكان من الطبيعي خروج هتافات ضد حكم الإخوان".
ورد عبود زيارة الوفود لضريح الزعيم جمال عبد الناصر إلى أن عبد الناصر يمثل أمل الشعوب العربية نحو التوحد، بعد فوضي ثورات الربيع العربي، "ولذلك سوف نجد صور وشعارات عبد الناصر مرفوعة في أي تجمع عربي، لدرجة أن رؤساء دول يرفعون شعارات ثورة يوليو 52 حاليًا، مثل حديث الرئيس الأوغندي عن دور عبد الناصر وثورة يوليو 52 في تحرر دول أفريقيا، وفعلها مرسي أيضًا بالحرص على إستكمال ما فعله عبد الناصر بالنسبة لحماية العمال المصريين والمنتج المصري أثناء إحتفالات عيد العمال الماضية".
شائعات منسقة
أعرب فهمي مصطفى، القيادي بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، عن أسفه لإجبار حركة حماس على الخروج من المؤتمر، بالرغم من أن الإجتماع تم تنظيمه خصيصًا لبحث أزمات  العالم العربي، "ومشاركة حماس من أساسيات أي مؤتمر عربي لأهمية القضية الفلسطنية، لكن المشاركين في المؤتمر إنتقموا من مرسي من خلال حماس".
وقال مصطفى لـ"إيلاف" إن المؤتمر أقيم خصيصًا هذا العام للهجوم على الإخوان والحكم الإسلامي في بلدان الربيع العربي , "وكأن الأمر مدبر, بدليل حضور معارضي الرئيس من دون صفة رسمية, فبأي حق يتم دعوة منسق حملة تمرد في مؤتمر عربي يناقش أزمات الدول العربية؟ ولم توجه دعوة حضور لشخصية تمثل الأحزاب الإسلامية، وكأن الدعوات مقصورة على المعارضة فقط؟".
وأشار إلى أن الذين يهاجمون حركة حماس حاليا كانوا من المدافعين عنها في عهد النظام البائد, "فصباحي زار غزة، وفعلها السيد البدوي رئيس حزب الوفد, والعلاقات بين تلك الشخصيات وقيادات حماس على مايرام, لكن وصول الإخوان للحكم كان سببًا في الهجوم على حماس، وفي إطلاق الشائعات حول تورط حماس في اقتحام السجون إبان ثورة يناير, وتورطها في قتل الجنود المصريين, وفي تصدير مصر للغاز والكهرباء لحماس علي حساب الشعب المصري".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق