الاثنين، 3 يونيو 2013

آلاف المتظاهرين يحتلون مجددًا ساحة تقسيم في اسطنبول -

أ. ف. ب.


في وقت تدفق آلاف المتظاهرين مجددًا مساء الاثنين إلى ساحة تقسيم في إسطنبول، في اليوم الرابع من الحركة الشعبية المناهضة للحكومة التركية، طمأن أردوغان من الرباط المغربية خلال جولة مغاربية له إلى أن الأوضاع في بلاده تتجه نحو الهدوء.

إسطنبول: قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مساء الاثنين في العاصمة الرباط ان "الوضع يتجه الى الهدوء" في تركيا، حيث يواجه حركة احتجاج شعبي منذ ايام. وأكد رئيس الوزراء التركي في مؤتمر صحافي مع نظيره المغربي عبد الإله ابن كيران في وزارة الخارجية المغربية ان "الوضع يتجه نحو الهدوء (...) وستحلّ المشاكل حال عودتي من زيارتي" الى شمال أفريقيا.
المتظاهرون مجددًا في ساحة تقسيم مساء الاثنين والشرطة تتدخل
هذا وتدفق الاف الاشخاص مجددا مساء الاثنين الى ساحة تقسيم في اسطنبول، فيما تدخلت الشرطة لتفريق تظاهرة في مكان غير بعيد من مكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، وفق مراسلي فرانس برس. ففي حي بسيكتاس، استخدم عشرات من شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المتظاهرين كانوا يحاولون الاقتراب من مكتب اردوغان.
وفي الوقت نفسه، توجه الالاف حاملين الاعلام التركية الى ساحة تقسيم المركزية، التي انسحبت منها الشرطة منذ بعد ظهر السبت على وقع هتافات "طيب ارحل".
وفي العاصمة انقرة، وتحديدا في ساحة كيزيلاي التي يتجمع فيها المتظاهرون المناهضون للحكومة منذ ايام عدة، تدخلت الشرطة الاثنين بعنف لطرد مئات من الاشخاص معظمهم طلاب وتلاميذ.
وأطلقت الشرطة التركية بعد ظهر الاثنين الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالي الف متظاهر في انقرة في اليوم الرابع لحركة الاحتجاج ضد الحكومة التركية. وتدخلت قوات الامن حين تجمع المحتجون وغالبيتهم من الشباب والطلبة في ساحة كيزيلاي، حيث جرت مواجهات عنيفة الاحد أدت الى سقوط العديد من الجرحى.
ويبدو أن الهدوء النسبي عاد صباح الاثنين الى البلاد، في اول يوم عمل منذ اولى المواجهات الخطيرة التي وقعت الجمعة في اسطنبول التي تعد اكثر من 15 مليون نسمة. ووعد المتظاهرون بابقاء الضغط على الحكومة. وقال حمدي، أحد المتظاهرين، مساء الاحد لوكالة فرانس برس في انقرة: "لقد اصبحت حركة احتجاج ضد الحكومة التي تتدخل بشكل متزايد في حياتنا الخاصة".
والاثنين قبل مغادرته تركيا للقيام بجولة من اربعة ايام في دول المغرب العربي يبدأها في المغرب، اكد اردوغان بثقة تامة على مواصلة اعتماد الحزم في مواجهة التظاهرات. وقال امام الصحافيين: "سنبقى حازمين (...) حافظوا على الهدوء سنتجاوز كل هذه الامور".
واضاف: "بلادي ستعطي ردها خلال هذه الانتخابات (المحلية المرتقبة في العام 2014)" معبرًا بالتالي عن ثقته في ثقله الانتخابي. وقال: "اذا كانت لدينا بالفعل ممارسات مناهضة للديموقراطية، فإن امتنا ستطيح بنا".
لكن الرئيس التركي عبد الله غول تحدث بلهجة اكثر اعتدالاً ودعا الاثنين المتظاهرين الى الهدوء قائلاً إن رسالتهم قد وصلت. ونقلت وكالة انباء الاناضول عن غول قوله في اليوم الرابع من التظاهرات المناهضة للحكومة "الديموقراطية لا تعني فقط انتخابات" مضيفًا "الرسائل التي وجهت بنوايا حسنة قد وصلت".
وكان رئيس الوزراء قد صرح مراراً أن المتظاهرين تحت تأثير مجموعات متطرفة وأن عليهم أن يعبروا عن استنكارهم "في صناديق الاقتراع"، وحثهم على وضع حد للتظاهرات على الفور. واضاف غول "أدعو جميع المواطنين الى احترام القوانين والتعبير عن اعتراضاتهم وآرائهم بطريقة سلمية كما فعلوا في السابق".
كما دعاهم الى الحذر من "المنظمات غير الشرعية" التي تستغل التظاهرات. وحذر من أي اعمال يمكن أن تضر بصورة تركيا. ومنذ الجمعة اتسع نطاق تظاهرة عدد من الناشطين الذين كانوا يحتجون على مشروع تدمير حديقة عامة في اسطنبول، لتصل الى عدة مدن في تركيا.
واردوغان الذي يتهمه المتظاهرون بـ"التسلط" وبالسعي الى تحويل نظام البلاد العلماني الى نظام اسلامي يواجه حركة احتجاج لا سابق لها منذ تولي حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان الحكم في 2002. وليل الاحد الاثنين وقعت حوادث عنيفة مجددًا بين الشرطة وآلاف المتظاهرين في اسطنبول قرب مكاتب اردوغان، وكذلك في انقرة في حي كافاكليدر السكني حيث كان المتظاهرون يرددون "لا احد يريدك اردوغان".
والاحد فرقت الشرطة التركية عدة تظاهرات في ازمير (غرب) واضنة (جنوب) وغازي عنتاب (جنوب-شرق) ما تسبب بسقوط عدد من الجرحى. وندد العديد من المتظاهرين على محطات التلفزة التركية بعنف قوات الامن.
واوقعت اعمال العنف في الايام الثلاثة الماضية اكثر من الف جريح في اسطنبول و700 على الاقل في انقرة، بحسب منظمات مدافعة عن حقوق الانسان ونقابات اطباء في المدينتين. وهذه الارقام لم تؤكدها السلطات حيث تحدث وزير الداخلية معمر غولر الاحد عن اصابة 58 مدنياً و115 شرطيًا خلال التظاهرات الـ235 التي احصيت منذ الثلاثاء الماضي في 67 مدينة تركية.
وبحسب غولر، فإن الشرطة اوقفت الاحد اكثر من 1700 متظاهر في كافة انحاء البلاد وتم الافراج عن غالبيتهم.
واستعادت ساحة تقسيم، رمز هذا التحرك الشعبي، شيئاً من الهدوء. وفتحت غالبية المحلات ابوابها لكن الحواجز كانت لا تزال في الشوارع المجاورة ما يدل على تصميم المتظاهرين على عدم السماح لقوات الامن باستعادة السيطرة على الساحة بعدما اخلتها السبت بأمر من الحكومة.
وأثار العنف الذي استخدمته قوات الامن عدة انتقادات في تركيا وفي الخارج مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وحتى داخل السلطة، ارتفعت اصوات عدة مبدية أسفها لتدخل الشرطة بعنف، مثل نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج الذي دعا الى الحوار "بدلاً من اطلاق الغاز على الناس".
واقر رئيس الوزراء بأن الشرطة ارتكبت "أخطاء" ووعد بفرض عقوبات على الذين افرطوا في استخدام القوة. لكنه كرر القول إنه سينجز مشروع تطوير ساحة تقسيم الذي اثار الغضب الشعبي، حتى النهاية. وفي ما بدا تحديًا جديدًا للمتظاهرين الذين يتهمونه بالسعي الى "اسلمة" المجتمع التركي، اكد اردوغان الاحد أنه سيتم تشييد مسجد في ساحة تقسيم.
وقال "نعم، سنقوم ايضًا ببناء مسجد. ولن اطلب اذنًا من رئيس حزب الشعب الديموقراطي (اكبر احزاب المعارضة) أو من حفنة من المخربين للقيام بذلك. من صوتوا لنا (في الانتخابات) منحونا السلطة للقيام بهذا الامر".
مقتل متظاهر دهسًا بسيارة الاحد في اسطنبول
هذا وأعلن اليوم عن مقتل متظاهر تركي شاب مساء الاحد في اسطنبول بسيارة صدمت جمهورًا من المحتجين المعارضين للحكومة الاسلامية المحافظة كما اعلن اتحاد الاطباء الاتراك الاثنين.
والشاب محمد ايفاليتس، وهو عضو في تنظيم يساري، صدمته سيارة اقتحمت تجمعًا للمحتجين على طريق سريع في منطقة بنديك على الضفة الاسيوية للمدينة، كما اوضحت هذه المنظمة غير الحكومية في بيان. واوضح اتحاد الاطباء الاتراك ان السيارة التي دهست المتظاهر لم تتوقف "رغم كل التحذيرات" ما يدل على انه فعل متعمد. وفي بيانها ارجعت المنظمة مسؤولية هذا الحادث الى "تعنت" الحكومة التركية، ونددت بوحشية قوات الامن، مؤكدة ان "اول شيء يجب القيام به هو وقف وحشية الشرطة فورًا".
قلق أميركي
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين عن القلق ازاء الاستخدام "المفرط للقوة" من قبل الشرطة التركية في مواجهتها لتظاهرات الاحتجاج على حكومة رجب طيب اردوغان. وقال الوزير الاميركي انه "قلق ازاء المعلومات التي تشير الى الاستخدام المفرط للقوة" من قبل الشرطة التركية، مكررا تمسك الولايات المتحدة ب"حرية التعبير والتجمع".
اطلاق نار بين حزب العمال والجيش التركي
وبعد ظهر اليوم، حصل تبادل لاطلاق النار بين متمردين من حزب العمال الكردستاني وجنود اتراك الاثنين، كما اعلنت هيئة اركان الجيش التركي. هذا الحادث هو الاول منذ اعلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله اوجلان وقف اطلاق النار في 20 اذار/مارس في اطار عملية تهدف الى انهاء نزاع اوقع اكثر من 40 الف قتيل منذ 1984.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق