هذا واطلق صباح أمس نحو 20 صاروخا من القطاع الى اسرائيل ولم تقع اصابات في هذه الجولة التي تبنت حماس المسؤولية عنها علنا. وردا على ذلك هاجم سلاح الجو أهداف ترتبط بحماس في قطاع غزة. وفي هذا القصف ايضا لم تقع اصابات. في حماس ادعوا أمس بانهم نجحوا في اسقاط مروحية اسرائيلية في سماء القطاع. ولا اساس للصحة في هذا النبأ.
وفي حماسة حماس المتجددة لاظهار المقاومة العسكرية لاسرائيل، حققت أمس هدفا في مرماها، حين نشرت أفلاما توثق نار الصواريخ من القطاع. والخطأ الاعلامي هو أنه في هذه الافلام يظهر بوضوح بان الخلايا تطلق الصواريخ من قلب منطقة مأهولة، بمعنى أنها تختبىء خلف مدنيين فلسطينيين في محاولة لضرب مدنيين اسرائيليين، كما تدعي اسرائيل.
وخلافا لمعظم جولات المواجهة السابقة، فان ما يجري في الاسبوعين الاخيرين جاء بمبادرة واضحة من حماس. فهذه لم تعد تتجاهل نار الصواريخ التي تطلقها منظمات "الجهاد العالمي". الان، حماس تشارك بنشاط في العنف ولا تخشى الاعلان عن ذلك. على المستوى التكتيكي، تحاول المنظمة ان تقرب قواعد لعب جديدة في ما يسميه الجيش الاسرائيلي "المقياس"، قاطع من مئات الامتار غربي الجدار، في الطرف الفلسطيني. وتحاول حماس تثبيت ميزان رعب بموجبه لكل نشاط يقوم به الجيش الاسرائيلي خلف الجدار، واحيانا أيضا بمحاذاته في الطرف الاسرائيلي، ستكون "شارة ثمن".
في كل مرة يعبر فيها الجيش الاسرائيلي الجدار كي يعثر ويفكك ساحة عبوات ناسفة زرعها الفلسطينيون، تفتح عليه نار قذائف الهاون. وتنتمي خلايا اطلاق النار لمنظومة حماس الدفاعية. في حادثة كهذه، في نهاية الاسبوع، اطلقت قذائف هاون على قوة للجيش الاسرائيلي وضربت طائرات لسلاح الجو خلايا لحماس وقتلت أحد رجالها. ومع ذلك، يبدو أن حماس لا يمكنها أن تكون راضية عن جولة العنف الاخير. حتى الان فقدت ما لا يقل عن أربعة من رجالها دون أن تلحق اصابات بالارواح في اسرائيل. ولكن استمرار الصراع العنيف سيضع حماس في وضع خطير.
حتى الان كان رد الفعل الاسرائيلي منضبطا جدا – ضرب خلايا اطلاق الصواريخ من حماس والفصائل. والأمر كفيل بان يتغير اذا ما استمر اطلاق النار. فقد أقرت الحكومة أول أمس، على نحو متأخر، توسيع التحصين حتى البلدات التي على مسافة 7 كم عن القطاع. وهي لا يمكنها أن تكتفي بذلك اذا ما واصلت نشرات الاخبار تبدأ ببث صور لسكان النقب يركضون بحثا عن مأوى.
كل هذا يرتبط مباشرة على ما يبدو بقصف مصنع السلاح في السودان الاسبوع الماضي، العملية التي ترفض اسرائيل التطرق اليها رغم الاتهامات المباشرة التي وجهتها اليها حكومة الخرطوم.
ويظهر تحليل الصور الجوية للموقع، بعد القصف، بان الحاويات التي كانت فيه اصيبت مباشرة، بينما المباني الدائمة بقيت على حالها. وتؤكد الصور الاشتباه بان هدف الهجوم كان العتاد الذي هرب الى السودان مؤخرا، وليس الوسائل القتالية التي انتجت في المصنع نفسه.
وحسب وسائل الاعلام الاجنبية، يعود المصنع الى الحرس الثوري الايراني، الذي نقل قوافل سلاح اخرى قصفت في السنوات الاربعة الاخيرة. ويعد السودان محطة انتقالية ضرورية في مسار التهريب من ايران الى غزة. ولكن قد يكون هناك اعتبار آخر: اذا كان الايرانيون ينقلون العتاد الى السودان بالقطع، في مسارات مختلفة، ويركبونها هناك، يقل الاحتمال في الامساك بهم متلبسين في خرق الحظر الدولي على تهريب السلاح.
كي تخاطر اسرائيل وتهاجم على مسافة 1.900كم، ينبغي الافتراض بان الهدف الذي قصف تضمن سلاحا "يحطم التعادل". فعن اي وسائل قتالية يدور الحديث؟ لا يتطوع احد بتقديم المعلومات. يوجد تقديران يبدوان معقولين على خلفية أحداث السنوات الاخيرة: الاول هو ان هذه صواريخ شاطيء – بحر. فقبل نحو سنة ونصف السنة أمسك سلاح البحرية على متن سفينة "فكتوريا" ارسالية تضمنت صواريخ شاطيء – بحر من ايران من طراز سي 704. وهذه صواريخ دقيقة يمكنها أن تضرب الموانيء، احواض سفن سلاح البحرية وكذا احواض التنقيب عن الغاز. اما التقدير الثاني فكفيل بان تكون هذه طائرات بدون طيار، كالطائرة الايرانية بدون طيار التي اطلقها حزب الله.
هذا ورست أمس سفن سلاح البحرية الايراني في ميناء سوداني. ويمكن الافتراض بان هذه حملة بحرية خطط لها منذ زمن بعيد من قبل – ومع ذلك يمكن أن نرى فيها رسالة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق