الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

فرحة في غزة وحقد رام الله يتصاعد .....محمد صالح المسفر

(1) استغرب من الحملة المسعورة التي يشنها بعض المتحصنين في رام الله على زيارة امير قطر وما قدم لغزة المحاصرة، واستغرب من مداخلة بعض قيادات الجبهة الشعبية الديمقراطية في وسائل الاعلام واخص منهم الاستاذ قيس عبد الكريم الذي اورد في مداخلته معلومات عن علاقة قطر باسرائيل تبين عدم متابعته للمتغيرات السياسية في علاقات الدول باسرائيل ومنهم دولة قطر، ونؤكد له ولغيره بان علاقة قطر مع اسرائيل لم تصل الى مرحلة فتح مكتب او سفارة في تل ابيب وانه لا وجود لمكتب اسرائيلي اليوم في الدوحة وقطعت العلاقات قطعا باتا منذ عام 2008 نتيجة للهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، ذلك العدوان الذي وجد صمتا رهيبا يصل الى درجة الموافقة عليه من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله والتي منعت اهل الضفة الغربية حتى من التظاهر احتجاجا على ذلك العدوان الغاشم.

كان زعيم جبهتكم السيد نايف حواتمة يتردد على الدوحة كثيرا ونعلم ماذا كان يقول عن تلك العلاقة بين قطر واسرائيل ولست في حل من نشر ما كان يقال، ونذكّر بمحاولات السيد حواتمة ومراسلاته مع قوى متعددة يرجوهم طلب موافقة اسرائيل لزيارة الارض المحتلة، اليس ذلك تطبيعا مع الكيان الاسرائيلي اخطر واهم من تهمة قطر بالتطبيع؟ اقول باعلى صوت بان منظماتكم كانت تطلب اموالا من قطر لتعينها على سد حاجات كوادرها المالية الا الجبهة الشعبية (جورج حبش رحمه الله) التي لم تكن بين المتسولين. لماذا حماس لم تعترض على قطر عندما كانت الاخيرة تقدم لكم ولغيركم العون المادي وتعتبر ذلك الدعم يعزز القطيعة مع اهل غزة ؟



( 2 )

عندما فازت حماس بالانتخابات لم تمكّنها سلطة رام الله من ادارة الشأن الفلسطيني وعلى اثرها تمت احداث غزة عام 2006 الامر الذي لم تحاول قيادة السلطة (محمود عباس) ورهطها اعادة النظر في سياستها بعقلية وطنية والتغلب على الخلافات، انها اثرت القطيعة مع غزة وشنت عليها حربا اعلامية تحريضية وشجعت القطيعة والحصار.

في عام 2006 تبرعت قطر بتمويل مشاريع في القدس تجاوزت تسعة ملايين دولار بعد القطيعة مع غزة، والقدس تحت الاحتلال الفعلي من قبل اسرائيل ولم يقل في حينه ان ذلك يؤدي الى تدعيم الاحتلال وتكريسا للتطبيع مع العدو الاسرائيلي لان المال ذهب مباشرة الى السلطة في رام الله، في ذات العام اعطت قطر السلطة اكثر من خمسين مليون دولار ولم نسمع احدا من الفصائل الفلسطينية يقول ان هذه الاموال تذهب الى السلطة لتكريس القطيعة مع غزة. في عام 2007 وبتوجيهات من امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني قدم للسلطة الفلسطينية في رام الله مبلغ 110 ملايين دولار تخصص لسد عجز مرتبات موظفي السلطة ،علما بان هذه السلطة منعت المدرسين في كل مراحل التعليم في غزة وكذلك القضاة والاطباء من مزاولة اعمالهم في غزة وسيتلقون مرتباتهم الشهرية كما هي العادة وذلك بهدف افشال ادارة حماس للقطاع وفي حينه لم نسمع احدا من الفصائل التي تقبض مخصصاتها من محمود عباس ان ذلك العمل الشنيع مؤداه تكريس القطيعة بين غزة ورام الله، وفي عام 2010 قدمت قطر للسلطة في رام الله 10 ملايين دولار كدعم اضافي للسلطة ولم يحتج احد من كتاب الازمات بان الانفاق على السلطة الفلسطينية ــــ التي لم تستطع تحقيق السلام مع الكيان الاسرائيلي ولم تستطع ردع الاجتياحات الاسرائيلية للضفة الغربية ومدنها وحتى لم تستطع حماية قاطفي محصول اشجار الزيتون ــــ عمل من اعمال تقوية الاحتلال الاسرائيلي وتكريس القطيعة مع غزة .



( 3 )

لقد امعنت سلطة رام الله في عذاب اهل غزة بالحرمان حتى من التيار الكهربائي الذي يأتي تمويل وقوده من الاتحاد الاوروبي وتستولي السلطة بالتعاون مع اسرائيل على تلك المخصصات، وحرم اهل غزة حتى من الدواء الا ما يصل عن طريق التبرعات الطوعية من الخارج .

يقول كتاب الازمات والحاقدون من اتباع السلطة ان زيارة امير قطر ومساعدته لغزة هو تكريس للانقسام الفلسطيني، وما ينكر الانقسام بين الفريقين الا جاهل ومغيب ليلا ونهارا، و يقولون ان الزيارة هي لتطبيع العلاقات بين غزة واسرائيل، وانها للتلاعب بمصير الشعب الفلسطيني، الم يكن التلاعب بمصير الشعب الفلسطيني جاريا على يدي السلطة منذ عام 1993 وحتى هذه الساعة، حماس لا تحتاج الى وساطة احد لتطبيع العلاقات مع اسرائيل، عليها فقط ان تعلن اعترافها باسرائيل ورفضها لدور المقاومة . يقولون ان المشاريع التي ستقيمها قطر ستستفيد منها حركة حماس لتقوية مكانتها وان اتباع حماس هم المستفيدون، والسؤال الذي يطرح نفسه هل الطرق التي تعهدت قطر برصفها والمستشفيات التي تعهدت باقامتها وتزويدها بكل احتياجاتها، وهل المدارس والمعاهد التي تقيمها قطر في غزة لن يستفيد منها الا جمهور حماس؟ تلك احكام الظالمين الحاقدين على غزة وسكانها من اتباع السلطة العباسية في رام الله.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق