الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

السلطة تصم آذانها عن نداءات الاستغاثة من "حارم"، والمسلحون يعدون العدة للزحف على مدينة حماة بعد تثبيت وضعهم في ريف إدلب نهائيا

تدور منذ بضعة أيام ، وبعيدا عن الإعلام، بما فيه الإعلام الرسمي الرخيص والمبتذل، معارك عنيفة في بلدة حارم في محافظة إدلب وعلى تخومها، بينما يزداد وضع "معسكر وادي الضيف" سوءا على سوء، حيث يحاصر الأخوان المسلمون مئات العسكريين أيضا منذ أن استولوا على بلدة "معرة النعمان" المجاورة له في الثامن من الشهر الجاري. وأفادت المعلومات المؤكدة الواردة مساء أمس من حارم، وهي بلدة تعتبر في معظمها مناصرة للسلطة، بأن حوالي خمسة آلاف مدني هربوا من منازلهم ولجأوا إلى القلعة الأثرية في البلدة مع حوالي مئة عسكري ، بعد أن صمّت السلطة آذانها عن نداءاتهم لإرسال مؤازرة لهم! وينتمي المسلحون الذين يحاصرون البلدة إلى الأخوان المسلمين بشكل خاص، وإلى جماعات مسلحة أخرى مثل "لواء الأمة" الليبي و "كتائب أحرار الشام" السلفية التي تمولها الكويت. وزاد في الطين بلة أن أحد طياري الهيلوكبتر ، وكان مكلفا بنقل إمدادات للجيش والمدنيين المحاصرين، هبط في منطقة المسلحين وسلمهم الإمدادات ، وهي عبارة عن حوالي 20 طنا من الذخائر والمواد الغذائية والطبية!




وقالت مصادر ميدانية إن المسلحين في البلدة مدججون بالسلاح التركي، بما في ذلك راجمات صواريخ صممت خصيصا لهم بحيث يمكن تثبيتها على سيارات "بيك آب". وهذا ما حال دون وصول إمدادات لهم من وحدة عسكرية محلية ترابط قرب جسر الشغور. إضافة لذلك، هناك عشرات القناصين السوريين والعرب الذين انتشروا على أسطحة المنازل وفي مآذن الجوامع. وبحسب مصادر محلية، فإن استيلاء المسلحين على "حارم"، الملاصقة تقريبا للحدود مع لواء اسكندرونة المحتل، جاء ضمن خطة وضعت أخيرا لربط المناطق المبعثرة التي يسيطر عليها المسلحون في المحافظة ، كخطوة أولى من أجل الزحف على حماة. وطبقا لهذا المصادر، فإن حارم تتمتع بأهمية استراتيجية في هذا المجال، لأن من شأن إحكام السيطرة عليها أن تصبح المنطقة الممتدة من حدود لواء اسكندرون إلى الريف الجنوبي لمحافظة إدلب قطعة واحدة متصلة ومفتوحة على الحدود التركية مباشرة . وهذا أمر لا بد منه لتمرير الأسلحة والمقاتلين استعدادا للمرحلة الثانية ، وهي الإستيلاء على مدينة حماة التي باتت لا تبعد أكثر من 25 كم عن آخر نقطة يسيطر عليها المسلحون في محافظة إدلب وهي بلدة "مورك"! كما من شأن ذلك عزل مدينة حلب نهائيا عن وسط سوريا، وبالتالي قطع الإمدادات عن الجيش في حلب بشكل كامل، علما بأن إمداداته الآن شبه مقطوعة بسبب سيطرة المسلحين على بلدة "معرة النعمان" في الثامن من الشهر الجاري.



وفي معرة النعمان لا تزال المعارك جارية في محيط معسكر "وادي الضيف" ، حيث عجزت السلطة كليا عن فك الحصار عنه ، ما يعني أن المئات من العسكريين المرابطين فيه سيموتون قتلا أو جوعا ، بالنظر لأن مخزونهم من الذخيرة و الأغذية أوشك على النفاذ!



وكشفت المعارك في ريف إدلب وحلب عن الإمكانيات الهزيلة للجيش السوري ، لاسيما في مجال الدعم اللوجستي، حيث خسر منذ بدء عملية تحرير حلب من قبضة المسلحين أكثر من ثلاثة آلاف شهيد دون أن يحقق تقدما ملموسا يعتد به ، سواء في حلب أو إدلب . بل على العكس من ذلك، يستمر المسلحون في قضم المزيد من المساحات التي يخليها الجيش. وكشفت مصادر موثوقة في حلب لـ"الحقيقة" أن معظم عمليات التصوير التي يجريها التلفزيون الرسمي في أحياء حلب "مزيفة"! وقد أكدت هذه المصادر أن السلطة غالبا ما تدفع أموالا لزعماء الجماعات المسلحة في الأحياء المنوي تصويرها من أجل السماح لفريق التلفزيون التصوير في هذه المناطق والادعاء بأنها " أصبحت آمنة بعد تطهيرها من أيدي المسلحين"! وضربت هذه المصادر مثلا على ذلك "حي صلاح الدين "في حلب، الذي أعلنت السلطة منذ أكثر من شهر أنه أصبح في قبضة الجيش، لكن الحقيقة هي أن المسلحين لا يزالون فيه!

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق