وقالت مصادر ميدانية إن المسلحين في البلدة مدججون بالسلاح التركي، بما في ذلك راجمات صواريخ صممت خصيصا لهم بحيث يمكن تثبيتها على سيارات "بيك آب". وهذا ما حال دون وصول إمدادات لهم من وحدة عسكرية محلية ترابط قرب جسر الشغور. إضافة لذلك، هناك عشرات القناصين السوريين والعرب الذين انتشروا على أسطحة المنازل وفي مآذن الجوامع. وبحسب مصادر محلية، فإن استيلاء المسلحين على "حارم"، الملاصقة تقريبا للحدود مع لواء اسكندرونة المحتل، جاء ضمن خطة وضعت أخيرا لربط المناطق المبعثرة التي يسيطر عليها المسلحون في المحافظة ، كخطوة أولى من أجل الزحف على حماة. وطبقا لهذا المصادر، فإن حارم تتمتع بأهمية استراتيجية في هذا المجال، لأن من شأن إحكام السيطرة عليها أن تصبح المنطقة الممتدة من حدود لواء اسكندرون إلى الريف الجنوبي لمحافظة إدلب قطعة واحدة متصلة ومفتوحة على الحدود التركية مباشرة . وهذا أمر لا بد منه لتمرير الأسلحة والمقاتلين استعدادا للمرحلة الثانية ، وهي الإستيلاء على مدينة حماة التي باتت لا تبعد أكثر من 25 كم عن آخر نقطة يسيطر عليها المسلحون في محافظة إدلب وهي بلدة "مورك"! كما من شأن ذلك عزل مدينة حلب نهائيا عن وسط سوريا، وبالتالي قطع الإمدادات عن الجيش في حلب بشكل كامل، علما بأن إمداداته الآن شبه مقطوعة بسبب سيطرة المسلحين على بلدة "معرة النعمان" في الثامن من الشهر الجاري.
وفي معرة النعمان لا تزال المعارك جارية في محيط معسكر "وادي الضيف" ، حيث عجزت السلطة كليا عن فك الحصار عنه ، ما يعني أن المئات من العسكريين المرابطين فيه سيموتون قتلا أو جوعا ، بالنظر لأن مخزونهم من الذخيرة و الأغذية أوشك على النفاذ!
وكشفت المعارك في ريف إدلب وحلب عن الإمكانيات الهزيلة للجيش السوري ، لاسيما في مجال الدعم اللوجستي، حيث خسر منذ بدء عملية تحرير حلب من قبضة المسلحين أكثر من ثلاثة آلاف شهيد دون أن يحقق تقدما ملموسا يعتد به ، سواء في حلب أو إدلب . بل على العكس من ذلك، يستمر المسلحون في قضم المزيد من المساحات التي يخليها الجيش. وكشفت مصادر موثوقة في حلب لـ"الحقيقة" أن معظم عمليات التصوير التي يجريها التلفزيون الرسمي في أحياء حلب "مزيفة"! وقد أكدت هذه المصادر أن السلطة غالبا ما تدفع أموالا لزعماء الجماعات المسلحة في الأحياء المنوي تصويرها من أجل السماح لفريق التلفزيون التصوير في هذه المناطق والادعاء بأنها " أصبحت آمنة بعد تطهيرها من أيدي المسلحين"! وضربت هذه المصادر مثلا على ذلك "حي صلاح الدين "في حلب، الذي أعلنت السلطة منذ أكثر من شهر أنه أصبح في قبضة الجيش، لكن الحقيقة هي أن المسلحين لا يزالون فيه!
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق