"أن لا أعود للسجن، مطلقا"، يجيب الفتى. يبتسم الضابط، لكن الفتى لا يبتسم.
::
اسم الفتى: عماد عقل. وهذه قصة حقيقية عنه. قالها لضابط مخابرات مزهو بعربية مكسرة بعضلات لسان تخلق لديه وهم امتلاك المنطق المدعّم ببضعة أمثال شعبية يطلقها كيفما اتفق ليعزز وهمه بأنه يقبض على لغة المكان أيضاً.
لم يعد عماد عقل الى السجن أبدا. بقطعة حديد اسمها "كارلوستاف" ( كارلو غوستاف) شق طريقه نحو شوارع بلا نهاية، ومدن بلا سجون. شكّل أولى خلايا المقاومة في غزة والخليل. في عمق ليل الخليل، وبسيارة بيجو بيضاء تتجاوز الدورية العسكرية وترش ما فيها من ملبس حلواناً داخل الدورية. يلقّح عماد عقل حديد الجيب. ولا يعود الى السجن، ويواصل انطلاقه في شوارع لا حد لها.
قال عماد لإخوانه: سأغطي انسحابكم،"حان موعد استشهادي". (هذه أيضاً عبارة ليست من نسج الخيال، قالها عماد لصديقه الذي لم تبقِ له الليلة وقتا لإتمام الوداع. انسحب الشاب، الذي اسمه محمد الضيف).
نظر من زاوية النافذة،وافتتح جبهته الحربية، وطفق يطلق النار من مسدسه من السطح، من النوافذ المحطمة، وهو يقول: لن أعود الى السجن أبدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق