الأحد، 31 مايو 2009
"أنتم لم تنتصروا في الحرب"!؟ ...بسام الهلسة
* "أنتم لم تنتصروا في الحرب" قال "شلومو بن عامي" وزير خارجية اسرائيل خلال رئاسة "إيهود باراك"، ورئيس وفدها لمفاوضة الفلسطينيين في المباحثات التي جرت في "طابا" مطلع العام 2001م، كما روى رئيس الوفد الفلسطيني "أحمد قريع- أبو علاء" في كتابه: "الرواية الفلسطينية الكاملة للمفاوضات من أوسلو إلى خريطة الطريق" -2- "مفاوضات كامب ديفيد طابا واستوكهولم 1995-2000" الصادر عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" في بيروت- لبنان في تشرين الأول- أكتوبر 2006م.
و"شلومو بن عامي" واحد من بين من يصنفون في "إسرائيل" بـ"الحمائم" ومن أشدهم حماسة لما يعرف بـ"حل الدولتين".
جملة "بن عامي" الواردة آنفاً، جاءت رداً على مطالبة مفاوضيهم الفلسطينيين بإقامة دولة عربية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، إلى جانب "دولة إسرائيل" القائمة منذ العام 1948م على معظم أرض فلسطين التاريخية.
وهي جملة بليغة تفصح عن الطريقة التي ينظر بها الإسرائيليون للمفاوضات مع العرب. فهي لا تعني بالنسبة لهم أكثر من "وسيلة ناعمة" لإقناع العرب –وخاصة الفلسطينيين- بما يعرض عليهم ويُطلب منهم: وقف كل أشكال الصراع والقبول بالاحتلال والاستيطان بصفة شرعية، ووقف كل مطالبة بأية حقوق لهم بصفة نهائية.
أما ما يتفضل "الإسرائيليون الحمائم" بـ"منحه" لهم مقابل ذلك، فهو: السماح لهم بالعيش في المناطق المقطعة الأوصال ذات الكثافة السكانية العربية، وإدارة شؤونهم –ذات الطابع الخدمي- تحت مسمى "دولة"!
بل لم يمانع أحد قادة الليكود (الصقور حسب التصنيف) في تسميتها "إمبراطورية"! ما دامت الأسماء تعني شيئاً آخر غير مسمياتها، وما دام "التنازل الإسرائيلي المؤلم" يعني "السماح للفلسطينيين بجمع قمامتهم!" حسبما استنتج وزير الخارجية الأميركي الأسبق "سايروس فانس" بعد إطلاعه على عرض "مناحيم بيغن" "للحكم الذاتي للفلسطينيين" الذي قدمه خلال المفاوضات المصرية- الإسرائيلية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي!
وهو ما ترجمه فنان الكاريكاتير المبدع الراحل "ناجي العلي" بطريقته الفذة، معبراً عن هذه المسخرة برسم بليغ له، فكتب على لسان "بيغن" موجهاً كلامه "للسادات": "الحكم الذاتي يعني أن تحكم ذاتك بذاتي"!
* * *
و"أنتم لم تنتصروا في الحرب" هي الفكرة التي توضح الفرق بالنسبة للإسرائيليين: بين عدم استعدادهم للتخلي عن الأراضي التي احتلوها في العام 1967م، حينما يطالبهم المفاوضون العرب بذلك، وبين "انسحابهم" من الأراضي المحتلة في جنوب لبنان عام 2000م. في الحالة الأولى العرب "يطالبونهم".. أما في الحالة الثانية فالمقاومون العرب اللبنانيون "أجبروهم" على الاندحار، مثلما أُجبروا من قبل (في الثمانينيات من القرن الماضي) هم وأميركا وفرنسا و"جماعتهم" اللبنانيون على الفرار آخذين معهم "إتفاق الإذعان" المسمى 17 أيار.
فإذا كانت عبارة "أنتم لم تنتصروا في الحرب" هي جواب "الحمامة" "بن عامي" رئيس الفريق الإسرائيلي المفاوض الذي أطلق عليه اسم "فريق الأحلام" "وذلك لشدة حماسة أعضائه لخيار السلام القائم على قاعدة دولتين لشعبين في رقعة جغرافية واحدة" كما يروي "أحمد قريع"، فلنا أن نتوقع الجواب الذي سيسمعه العرب الذين يطالبون "نتانياهو" وحكومته "الصقرية" (التي تعلن جهاراً نهاراً رفضها لحل الدولتين), أن تتنازل فتتكرم عليهم بقبول اللقاء بهم (دعك من التفاوض!) والتقاط الصور معهم كما جرى خلال عهد أولمرت!
ولنا أن نتوقع أيضاً ما الذي سيجنونه من وراء تعليقهم الآمال على رئيس الولايات المتحدة "أوباما" في الضغط على إسرائيل. فهو –في أفضل الأحوال- لن يتجاوز حدود ما قدمه وفعله "بيل كلينتون" أكثر رئيس أميركي كرّس للعملية السلمية اهتماماً وسعيا للوصول إلى حل للصراع. لكن جهوده وجهود فريقه الأميركي المشارك في مفاوضات كامب ديفيد في صيف عام 2000م، تركزت على ترجمة المقترحات والمشاريع الإسرائيلية وتقديمها للفلسطينيين كمقترحات ومشاريع أميركية! وحينما رفض الفلسطينيون ما عرض, لم يتردد في الضغط عليهم وتهديدهم وتحميلهم مسؤولية فشل المفاوضات!
ففي النهاية، وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، لن نجد في الادارة الاميركية "من يجرؤ على الكلام" كما كتب "بول فندلي" من قبل متسائلا.
* * *
لكي يسترد العرب حقوقهم يجب أن ينتصروا...
ولكي ينتصروا يجب عليهم حشد وبناء عناصر القوة لديهم...
أما المفاوضات التي يلهثون خلفها فهي كما الحرب:
صراع يكتب النصر فيه للمتفوقين والأقوياء, فيما ينال الضعفاء المتوسلون لعدوهم ما يستحقونه: القبول بما يجود به عليهم شاكرين!
فليس من حق المتسولين أن يشترطوا! وهذا هو ما يعنيه "نتانياهو" عندما يقول: "مفاوضات بدون شروط"، مترسماً خطى أستاذه "اسحق شامير" الذي وعد عند انطلاق "العملية السلمية" في "مدريد" بمفاوضات إلى الأبد!
* * *
- تريدون التفاوض؟
- شأنكم...
لكن الحكاية هي باختصار:
"أنتم لم تنتصروا في الحرب"!
و"شلومو بن عامي" واحد من بين من يصنفون في "إسرائيل" بـ"الحمائم" ومن أشدهم حماسة لما يعرف بـ"حل الدولتين".
جملة "بن عامي" الواردة آنفاً، جاءت رداً على مطالبة مفاوضيهم الفلسطينيين بإقامة دولة عربية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، إلى جانب "دولة إسرائيل" القائمة منذ العام 1948م على معظم أرض فلسطين التاريخية.
وهي جملة بليغة تفصح عن الطريقة التي ينظر بها الإسرائيليون للمفاوضات مع العرب. فهي لا تعني بالنسبة لهم أكثر من "وسيلة ناعمة" لإقناع العرب –وخاصة الفلسطينيين- بما يعرض عليهم ويُطلب منهم: وقف كل أشكال الصراع والقبول بالاحتلال والاستيطان بصفة شرعية، ووقف كل مطالبة بأية حقوق لهم بصفة نهائية.
أما ما يتفضل "الإسرائيليون الحمائم" بـ"منحه" لهم مقابل ذلك، فهو: السماح لهم بالعيش في المناطق المقطعة الأوصال ذات الكثافة السكانية العربية، وإدارة شؤونهم –ذات الطابع الخدمي- تحت مسمى "دولة"!
بل لم يمانع أحد قادة الليكود (الصقور حسب التصنيف) في تسميتها "إمبراطورية"! ما دامت الأسماء تعني شيئاً آخر غير مسمياتها، وما دام "التنازل الإسرائيلي المؤلم" يعني "السماح للفلسطينيين بجمع قمامتهم!" حسبما استنتج وزير الخارجية الأميركي الأسبق "سايروس فانس" بعد إطلاعه على عرض "مناحيم بيغن" "للحكم الذاتي للفلسطينيين" الذي قدمه خلال المفاوضات المصرية- الإسرائيلية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي!
وهو ما ترجمه فنان الكاريكاتير المبدع الراحل "ناجي العلي" بطريقته الفذة، معبراً عن هذه المسخرة برسم بليغ له، فكتب على لسان "بيغن" موجهاً كلامه "للسادات": "الحكم الذاتي يعني أن تحكم ذاتك بذاتي"!
* * *
و"أنتم لم تنتصروا في الحرب" هي الفكرة التي توضح الفرق بالنسبة للإسرائيليين: بين عدم استعدادهم للتخلي عن الأراضي التي احتلوها في العام 1967م، حينما يطالبهم المفاوضون العرب بذلك، وبين "انسحابهم" من الأراضي المحتلة في جنوب لبنان عام 2000م. في الحالة الأولى العرب "يطالبونهم".. أما في الحالة الثانية فالمقاومون العرب اللبنانيون "أجبروهم" على الاندحار، مثلما أُجبروا من قبل (في الثمانينيات من القرن الماضي) هم وأميركا وفرنسا و"جماعتهم" اللبنانيون على الفرار آخذين معهم "إتفاق الإذعان" المسمى 17 أيار.
فإذا كانت عبارة "أنتم لم تنتصروا في الحرب" هي جواب "الحمامة" "بن عامي" رئيس الفريق الإسرائيلي المفاوض الذي أطلق عليه اسم "فريق الأحلام" "وذلك لشدة حماسة أعضائه لخيار السلام القائم على قاعدة دولتين لشعبين في رقعة جغرافية واحدة" كما يروي "أحمد قريع"، فلنا أن نتوقع الجواب الذي سيسمعه العرب الذين يطالبون "نتانياهو" وحكومته "الصقرية" (التي تعلن جهاراً نهاراً رفضها لحل الدولتين), أن تتنازل فتتكرم عليهم بقبول اللقاء بهم (دعك من التفاوض!) والتقاط الصور معهم كما جرى خلال عهد أولمرت!
ولنا أن نتوقع أيضاً ما الذي سيجنونه من وراء تعليقهم الآمال على رئيس الولايات المتحدة "أوباما" في الضغط على إسرائيل. فهو –في أفضل الأحوال- لن يتجاوز حدود ما قدمه وفعله "بيل كلينتون" أكثر رئيس أميركي كرّس للعملية السلمية اهتماماً وسعيا للوصول إلى حل للصراع. لكن جهوده وجهود فريقه الأميركي المشارك في مفاوضات كامب ديفيد في صيف عام 2000م، تركزت على ترجمة المقترحات والمشاريع الإسرائيلية وتقديمها للفلسطينيين كمقترحات ومشاريع أميركية! وحينما رفض الفلسطينيون ما عرض, لم يتردد في الضغط عليهم وتهديدهم وتحميلهم مسؤولية فشل المفاوضات!
ففي النهاية، وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، لن نجد في الادارة الاميركية "من يجرؤ على الكلام" كما كتب "بول فندلي" من قبل متسائلا.
* * *
لكي يسترد العرب حقوقهم يجب أن ينتصروا...
ولكي ينتصروا يجب عليهم حشد وبناء عناصر القوة لديهم...
أما المفاوضات التي يلهثون خلفها فهي كما الحرب:
صراع يكتب النصر فيه للمتفوقين والأقوياء, فيما ينال الضعفاء المتوسلون لعدوهم ما يستحقونه: القبول بما يجود به عليهم شاكرين!
فليس من حق المتسولين أن يشترطوا! وهذا هو ما يعنيه "نتانياهو" عندما يقول: "مفاوضات بدون شروط"، مترسماً خطى أستاذه "اسحق شامير" الذي وعد عند انطلاق "العملية السلمية" في "مدريد" بمفاوضات إلى الأبد!
* * *
- تريدون التفاوض؟
- شأنكم...
لكن الحكاية هي باختصار:
"أنتم لم تنتصروا في الحرب"!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق