الاثنين، 4 مايو 2009

الإطاحة بحكم حماس بين ليبرمان والهباش ...بقلم : فارس عبد الله *

لا أريد أن أخوض في شخصية وتاريخ ومسلكيات ,المدعو محمود الهباش الوزير في سلطة التنسيق الأمني برام الله ,والمعروف باسم "شاكر الحيران" ,وكيف كانت فتاويه الباطلة تبيح قتل أبناء حماس والقوة التنفيذية ,وكان جهاز الأمني الوقائي يعمل على نشر فتاوي الحيران المضللة ,بين أفراد الأجهزة الأمنية وعبر المواقع التابعة له على شبكة الانترنت ,للتأسيس للفتنة وفقاً لمخطط سيدهم دايتون ,للإطاحة بحكم حماس المنتخب شعبياً ,وعبر الطرق الديمقراطية التي يروج لها الغرب.

يقول الهباش إن إنهاء حكم حماس في غزة ,يعتبر واجباً وطنياً وأخلاقياً ودينياً يجب القيام به بأسرع وقت ,ويوجه كلامه عبر الإذاعة الصهيونية ,ليتقاطع مع برنامج نتانياهو وليبرمان ,ومن قبله تساوق الهباش وسلطته ,مع أهداف حرب ليفني أولمرت على غزة, إذن الهدف واحد للهباش وليبرمان وكل الأقزام ,الذين يقفون في صف العداء للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية , يقول الهباش إنهاء حكم حماس واجبا وطنياً ,هل هو كذلك يا هباش لان حماس تمنع تنفيذ خارطة الطريق في غزة كما تفعل جيوش الجنرال دايتون في قمع المقاومين وجمع سلاحهم , وحفظ المستوطنين ورعاية إقامتهم بأمان في أراضي الضفة المحتلة ,هل هو كذلك يا هباش لان حماس تحفظ المقاومة خياراً استراتيجياً في ظل حكمها بغزة , هل هو كذلك يا هباش لأنها تحارب العمالة وتفكك خلايا العملاء الصغار ليعترفوا بدورهم عن الكبار, ويقول الهباش إنهاء حكم حماس واجباً أخلاقياً ودينياً هل هو كذلك يا هباش لأنها تمنع المراقص ومحلات بيع الخمور وصالات القمار ,هل هو كذلك لان حماس تحارب السقوط الأخلاقي والمخدرات ,هل هو كذلك لأنها لا تحتفل بفعالية القدس عاصمة الثقافة بالرقص ,كما يحلوا لسلطة التنسيق الأمني التستتر ,خلف المناسبات الوطنية من اجل الدعوة للسفور والتبرج ,والتحلل من كل القيم الأخلاقية والدينية ,لقد كانت غزة تنزف دماً وتلملم جراحها ,وكانت سلطة رام الله تحتفل بأحد الساقطين ,وتقيم مهرجاناً غنائياً له لتجمع الفتيات والشبان في صعيداً واحداً ,من أجل الواجب الأخلاقي والديني الذي تدعو له يا شاكر الحيران ؟!

رداً على اللغط الذي يثار في إعلام فريق التسوية عن حالة القمع المزعومة في غزة يرد ناشط حقوق الإنسان القدير الدكتور إياد السراج بتصريح صحفي أمس السبت 2/5 أن حكومة الفلسطينية بغزة قد قامت بأعمال كبيرة حتى استتب الأمن الشخصي والعام في غزة وأن هذه الحكومة تتمتع بمصداقية عالية.

لم تكن هذه المرة الأولى للتصريحات الغير مسئولة التي تعودنا عليها من فريق التسوية فلقد سبقه قبل أيام عزام الأحمد بتصريحات لصحيفة الغد الأردنية يكشف فيها أن أهدافهم من جلسات الحوار بالقاهرة هو استعادة غزة قائلاً أن لم يتم ذلك بالحوار فهناك طرق أخري لاستعادة غزة وهنا نضع علامات الاستفهام على الوسائل والطرق لاستعادة غزة من قبل سلطة التنسيق الأمني بعد فشل الدبابات الصهيونية وبعد فشل الحصار الجائر إذا كان تبقى رجولة عندك وعند أمثالك يا هباش بعد هروبك الذليل من غزة أن تعود إليها بسيفك إذ كنت تملك سيفاً ولا أظن .

الطريق لغزة له مسلك واحد ,ولا تغرنكم مسالك ترونه فيها الغلبة الظاهرة ,فغزة كما هي لم تتحرك من مكانها ,هي صديقة البحر عنوانها لم يتغير ,عاصمة الدماء والشهداء حاضنة الوطن كل الوطن , تقف شامخة في مواجهة عدوها ,ترفض الخضوع والخنوع ,وفيها متسع لكل الوطنيون الأحرار ,بالإمكان أن تدخلوها بموافقة من أهلها بعد أن توقعوا في أسفاركم أن المقاومة نهجاً وخياراً وعهداً ,وتكفرون باللقاءات العبثية والتنسيق الأمني مع العدو الصهيوني ولا أظنكم تفعلون.

غزة لا تحكمها حماس وان كانت القيمة على الأمر ,فغزة فيها سرايا القدس وألوية الناصر وكتائب جهاد جبريل وأبو علي مصطفي , غزة قلعة المقاومة التي يظلم مجاهديها في زنازينكم ,ويشتم شهدائها على ألسنة محققيكم ,ويستهزأ بالدين الإسلامي داخل سجونكم ,يا صاحب الواجب الديني هذا غزة , فرسان المقاومة فيها يفدونها بالدماء , ولن يسمحوا بأن تقترب أقدام أبو رغال على أعتابها إلا وتقطع .

غزة الآن منظومة شاملة للمقاومة تقف في وجه تيار الهزيمة والتسوية وبائعي الأوطان وان كان لدينا بعض الملاحظات والتحفظات على الأداء اليومي والتفصيلي للحكومة الفلسطينية بغزة ووقوع بعض الأخطاء إلا أننا نرى في هذه الحكومة المباركة عبر أدائها السياسي والإعلامي والتعليمي والثقافي والاجتماعي نموذجاً مقاوماً معتبراً يفرض احترامه على الكل الفلسطيني.

كاتب وباحث فلسطيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق