الأربعاء، 13 مايو 2009

إلى منير رزق.. اجتهدت فأخطأت ...بقلم: صلاح الدين الكاشف

لا زالت الصورة بالغة الضبابية لدى أبناء فتح بخصوص مؤتمرهم السادس، ولا ندري أي تنظيم في الدنيا هذا الذي اعتراه من الأحوال ما اعترى فتح في عامها الرابع والأربعين دون أن يلتئم أبناؤها بصورة جماعية إلا خمس مرات فقط.

خمس مرات فقط يا منير رزق تكلفت حركتكم عبء الجلوس والتحدث بين رؤوسها وقادتها وزعمائها والتشاور حول المستجدات وكأني هنا استحضر القول "جاي على نفسك ليه" لعله يشخص حالكم بصورة أدق بكثير مما كتبته في مقالتك الطويلة التي نشرتها في صحيفتك الحياة الجديدة لتطالب رئيسك عباس باستخدام "شرعيته" للحسم.

ولكي لا أغرق في بحر متلاطم الأمواج من الكثير مما يمكن أن نشخص به حركتكم من أمراض دعني أحصر القول فقط في قليل مما تناولته في مقالتك التي لا أدري لماذا خانتك الحرفية الصحفية والموقع التحريري الذي تحظى به في هذه الصحيفة لتخرج لنا مقالا طويلا بلا إشارة لأي مضمون.

أولا: لقد عاندت يا أخ منير الحق مرارا وتكرارا وتحدثت عن حماس في مقالك الذي هو بالأصل عن فتح أكثر، وهنا دعني أسألك، ألا تستحق حماس التي تأسرون قادتها في الضفة، ويغتال إخوانكم من بني صهيون رجالها في غزة، ويلاحق حلفاؤكم من أتباع الحلف الأمريكي كوادرها في كل العالم، ألا تستحق وقفة إشادة لتمكنها من إجراء انتخاباتها في ظل كل تلك التعقيدات، ألا ترى أن نجاحها في إجراء الانتخابات يعكس جدية لا تمتلكون جزءا منها، ألا تجد أنها بذلك أكثر ائتمانا على حقوق الشعب الفلسطيني منكم، لقد لحنت ووقعت في خطأ القياس وتحدثت عن ذلك ولكن بعد لي عنق الكلام لتخرج وتقول أنكم الأولى بهذه الفاعلية، ولا أدري لماذا، هل لأن دمكم فلسطيني ودم أبناء حماس جنوب إفريقي، اعذرني يا أخي لقد سقطت، ففي ساحة الجد المجد دوما لمن صدق وليس لمن سبق.

ثانيا: تحدثت كثيرا عن الضجة والصياح والجعجعة وهذه سمات يعرفها الجميع عن أبناء فتح وليس فيها جديد، لكنك لم تشخص هذه الفوضى بصورتها المرضية الحقيقية، لم تذكر شيئا عن انشغال قادة حركتك باقتسام الغنائم، وتوزيع المناصب، وإقامة المشاريع، وهنا دعني أسألك ماذا تعني فتح أو انتخاباتها لمن لا هم له سوى بيع الطحين الفاسد والجوالات المهربة، ماذا تعني فتح أو انتخاباتها لمن يستطيع أن ينهي فترة رئاسته القانونية ويبقى على الكرسي، ماذا تعني فتح أو انتخاباتها لمن يشكل حكومة ويلغيها ويعود لتشكيلها مجددا دون أن يسأل أحدا من الناس هل أنتم موافقون أم لا، وماذا تعني فتح لمن لم يكلف نفسه عناء البحث عن قتلة زعيمها الأهم ياسر عرفات، اسأل أي شبل من فتح سيقول لك "لا شيء"..

ثالثا: أسهبت بلا أي داع في الحديث عن الانقلاب الدموي أو الحسم الرباني في غزة، وبالمناسبة، لم أسمع أحدا من حماس قد أطلق على هذا الحسم المبارك صفة رباني، لكن قل لي بربك، هل سيطرة حماس على غزة هي التي أجلت مؤتمركم لعشرين عاما، وهل سيطرة حماس على غزة هي التي أربكت عمل رئيسكم في رام الله لعقد هذا المؤتمر، هل تحاصره قوات التنفيذية وميليشيا القسام كما تسمونها فعلا في مقاطعته وتقطع عنه خطوط الهاتف ليتصل بكوادر الحركة ويتفق معهم على عقد المؤتمر، هذه مسخرة.

رابعا: أنتم يا أبناء فتح كثيرو الجدل بلا طائل وينطبق عليكم وصف الرسول عليه السلام فيما معناه من حديث جاء فيه أن من كثر كلامه كثر لغطه، ومن كثر لغطه كثر سقطه، وسقطاتك في مقالك يا أخ منير كانت كثيرة، وإليك مثالين فقط منها:-

1- تحدثت في نهاية المقال أن حماس كسرت الروح الوطنية لدى أهل غزة، فلم يعودوا يكترثوا بقضية الوطن، ولا أدري كيف تقبل الكلمات أن تلتوي معك إلى هذا الحد، هل كفر الناس في غزة بالوطن يا أخ منير إلى حد أن الاحتلال عجز عن العودة والسيطرة على القطاع لفعل مقاومتهم وصمودهم، لقد صمدوا مع حكومتهم الشرعية المنتخبة على أعين الناس وشهادتهم 23 يوما كاملة وانتهى العدوان دون أن تكسر غزة التي تحكمها حماس، فيما تدججون قواتكم وأجهزتكم الأمنية بالراتب والسلاح لتنسحب مع دخول أول جندي صهيوني لأي مدينة فلسطينية في الضفة، فمن المهزوم الكافر بقضية وطنه يا أخ منير بين الحالتين؟؟؟ غزة التي تحكمها حماس، أم الضفة التي تحكمون أحياء مدنها نهارا ويتسلمها الاحتلال منكم ليلا.

2- وصفت حماس بما فيكم من داء فقلت أن رجالها يعيشون مترفين متناسين لهموم الشعب، ولن أرجع لتاريخ طويل ولكن، أذكر لي قائدا واحدا أو مسئولا حكوميا أو وزيرا من فتح قدم ابنيه شهداء في معركة الدفاع عن الأرض والوطن كما فعل عدوكم اللدود محمود الزهار الذي أوجه له هنا تحية إجلال وإكبار، واذكر لي اسم أي وزير في حكوماتكم منذ تأسيسها استشهد كما استشهد وزير داخليتنا ومؤسس قوتنا التنفيذية الماجدة التي صدت العدوان كما قهرت زعرنتكم في غزة سعيد صيام.

لن أطيل أكثر، أعذرني وسامحني واقبل محبتي مع رجاء أن لا تطالب عباس بحسم جديد، لان صلاحيته انتهت منذ 9\1\2009 وهو أعجز عن حسم أي شيء.
تعليقات القراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق