معظم المؤشرات تفيد أن احتمال نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط اكبر بكثير من احتمال حصول أي تقدم في مسار التسوية لأن مجيء حكومة يمينية متشددة في إسرائيل قد أعاد خلط الأوراق من جديد، خاصةً وأن أركان هذه الحكومة قد أعلنوا أنهم ضد إقامة دولة فلسطينية وضد إعادة الجولان السورية.
ومن المؤشرات التي تنذر بإمكانية نشوب حرب :
* إعلان العاهل الأردني عبد الله الثاني أن هناك احتمال نشوب حرب خلال 18 شهراً دون أن يحدد المكان والزمان الدقيقين لهذا الاحتمال، وقد سبق للعاهل الأردني أن حذر من احتمال نشوب حرب فكانت الحرب في تموز / يوليو عام 2006 في لبنان، كما سبق وحذر من إمكانية نشوب حرب أخرى فكانت الحرب الأخيرة على غزة .
*تمكنت القوى الأمنية اللبنانية من تفكيك خلال أشهر قليلة نحو 12 شبكة جواسيس إسرائيلية نشطت في لبنان بشكل مفاجئ لتجهيز بنك أهداف يطال عناصر ومواقع على كامل الأراضي اللبنانية، والغرابة ليس في المهمة الموكولة إلى هؤلاء الجواسيس بل في التحرك العاجل والسريع لكل هذه الخلايا مما يوحي أن إسرائيل مستعجلة للقيام بعمل ما .
* هناك ضغوطات كبيرة تمارس على إسرائيل من جانب الإدارة الأميركية التي تعهد رئيسها باراك اوباما بإقامة دولتين ، ومن الجانب الأوروبي وكذلك من جانب الدول العربية التي تطبع علاقاتها مع إسرائيل.
* قيام إسرائيل خلال الفترة الممتدة من 31/5/2009 إلى 4/6/2009 بأكبر مناورات عسكرية في تاريخها ستجري على كامل أراضيها.
كل هذه المؤشرات توحي بأن إسرائيل قد تلجأ إلى إعادة خلط الأوراق عبر شن حرب ما ليس بالضرورة أن تكون حرب شاملة بل قد تكون كناية عن ضربة عسكرية موجعة تخلق تداعيات تطال منطقة الشرق الأوسط .
ويستبعد بعض المحللين إمكانية لجوء إسرائيل مجدداً إلى ضرب حزب الله أو حركة حماس في محاولة منها للضغط على إيران أو لتوجيه رسالة إليها بأنها قادرة على إلحاق الهزيمة بحلفائها لأنها سبق وجربت ذلك خلال السنتين المنصرمتين دون أن تحقق النتيجة المتوخاة. ولهذا قد تلجأ الآن إلى توجيه ضربة مباشرة إلى منشآت نووية إيرانية مستفيدة من المناخ الدولي المشغول بهذا الملف، ولمنع حصول أي تقارب أمريكي – إيراني ، وللحد من الدور الإيراني المتمدد باتجاه أفغانستان وباكستان والعراق فضلاً عن سورية وفلسطين ولبنان .
وإذا ما تمت هذه الضربة فسيصبح العالم مشغول بتداعياتها أكثر مما سيكون مشغول بموقف "تل أبيب" من مسار التسوية في الشرق الأوسط .
ولكن محللين آخرين يستبعدون هذا السيناريو لأنه بحاجة إلى غطاء أمريكي وهذا الأمر لن توفره واشنطن الآن ما لم تستنفذ مسبقاً فرص الحوار المتاحة مع النظام الإيراني المقبل قريباً على انتخابات رئاسية، ويستند هؤلاء المحللين في مواقفهم إلى ما صدر عن الإدارة الأميركية من تحذيرات لإسرائيل بعدم القيام بأي عمل عسكري مفاجئ ضد إيران .
في شتى الأحوال هناك حراك ما يجري سريعاً في منطقة الشرق الأوسط والتمني أن لا تتم ترجمته بقيام إسرائيل بمغامرة عسكرية ما..!!.
وقالت الإذاعة العبرية إن نتنياهو ألغى زيارته المخططة لباريس وروما في مطلع الشهر القادم، مشيرة إلى أن ديوان رئيس الوزراء لم يفصح عن أسباب إلغاء الزيارة، مكتفياً بالقول إنه يدرس حالياً عدة مواعيد محتملة أخرى للقيام بها.
وكان مكتب نتنياهو قد أعلن أن رئيس الوزراء سيتوجه مطلع شهر حزيران (يونيو) المقبل إلى العاصمة الفرنسية باريس للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وذلك في رابع بلد اجنبي يزوره رئيس حكومة الدولة العبرية بعد الولايات المتحدة ومصر والأردن.
وأشار المكتب في بيان صد في حينه إلى أن نتنياهو سيبحث مع المسؤولين الفرنسين الملف النووي الايراني وقضايا اخرى بينها العملية السلمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق