تعصف بحركة فتح أزمة جدية على إثر تنصل رئيس السلطة الفلسطينية من قرارات اللجنة التحضيرية لمؤتمر فتح السادس وضربها بعرض الحائط، واتخاذ قرارات مخالفة لقرارات اللجنة التحضيرية. وعلم موقع عرب48 أن القنصل الأمريكي العام في القدس كان قد حذر القيادة الفلسطينية من عقد المؤتمر خشية أن يتمخض عن نتائج غير محمودة العواقب بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل.
وأفاد مصدر مطلع لموقع عرب48 أن القنصل الأمريكي العام في القدس جاك والاس وفي اجتماعه مع إحدى الشخصيات الفلسطينية البارزة عبر عن موقف غير مرحب بعقد مؤتمر فتح السادس قائلا: "لا نريد لهذا المؤتمر أن ينعقد لأننا نخشى أن ينتج عنه حركة راديكالية".ورفض المصدر الكشف عن اسم الشخصية البارزة التي التقت مع القنصل الأمريكي، ولكنه لا يستبعد أن تكون الرسالة ذاتها وصلت لأذني عباس خلال لقائه مع القنصل الأمريكي في الثامن عشر من نيسان إبريل الماضي في رام الله.
وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر أصدرت يوم أول أمس الأحد بيانا بقراراتها، وأكد محمد غنيم "أبو ماهر" عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر أكملت أعمالها المتعلقة ببند المؤتمر العام، وقررت أن يكون عدد المؤتمر العام 1550 عضواً، بحث يتم تمثيل المواقع الحركية كافة وفقاً للنظام الاساسي. وأشار غنيم في بيان عممه على وسائل الإعلام إلى أن اللجنة التحضيرية قررت عقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح في إحدى الدول العربية "الشقيقة". وأكد ان اللجنة ستواصل اعمالها إلى حين انعقاد المؤتمر وفقاً للاصول والنظام وفي أقرب وقت ممكن. ولكن عباس وقبل أن يجف حبر قراررات اللجنة التي عملت شهورا طويلة وسط مد وجزر وخلافات ومشادات، نسف تلك القرارات يوم أمس الاثنين، وقال خلال اجتماع لكوادر حركة فتح في رام الله، إنه قرر عقد المؤتمر العام لحركة فتح في الأول من يوليو/تموز المقبل في الأراضي الفلسطينية. وقال أن المؤتمر سيعقد إما في مدينة أريحا أو بيت لحم، وسيشارك فيه «أكثر بكثير بكثير من 1200 عضو». مضيفا أن المؤتمر لن ينعقد إذا منعت إسرائيل أي عضو من غزة أو الخارج من الدخول إلى الوطن.وعلى إثر تلك التصريحات دخلت حركة فتح في أتون أزمة وصفها الكثيرون بأنها خطيرة. وأبدت القيادات والكوادر في حركة فتح استياء وتململا من تلك القرارات.وقال مسؤول في حركة فتح في حديث لموقع عرب48 إن «عباس ضرب بعرض الحائط قرارات اللجنة التحضيرية، هو ببساطة لا يريد للمؤتمر أن ينعقد». وتسائل المسؤول: ماذا يعني رفض قرارت المؤتمر غير هذا الاستنتاج، أم أنه يريد عقد مؤتمر مفصل على مقاسه يضمن فيه فوز المقربين منه ويتحكم فيه بالعضوية وعدد المشاركين؟".يذكر أن مؤتمر فتح الخامس عقد قبل 20 عاما، عام 1989 في العاصمة التونسية، ومنذ ذلك الوقت شهدت حركة فتح تغييرات كثيرة. ومن شأن اجهاض المؤتمر السادس أو الالتفاف عليه أن يعود بانعكاسات خطيرة على حركة فتح وعلى الواقع الفلسطيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق