الثلاثاء، 26 مايو 2009

فخامة السيد الرئيس عباس ....د. فايز أبو شمالة


فخامة السيد الرئيس عبّاس ، نلهث خلفك ، ونمسك في طرف ثوبك ، ونتمسح في التراب الذي أضاء من وقع خطوك ، ونتوسل إليك يا سيد فلسطين أن توقف العدوان على غزة ، وأن تأمر قواتك بالتصدي لهذا الجيش الإسرائيلي الذي ما انفك يقصف الآمنين ، نناشد فيك مروءتك العربية أن تفتح معابر غزة ، وترفع عنها الحصار ، فأنت أسد فلسطين ، ألست الرئيس؟ ألست من قال : سيعقد مؤتمر حركة فتح في بيت لحم؟ وأنك واثق من قدرتك على تسهيل حضور ، ووصول كل أعضاء المؤتمر ، فأنت القادر ، والفاعل ، والقابض على خزائن مال الدول المانحة ، ويدك تطول ، وقرارك ينفذ ، وتوقيعك أمنية ، فلا تقل : ما زالت غزة تحت حكم حماس ، وسنتحرك لفك حصارها ، وتعميرها بعد انتهاء حكم حماس. إن قلت ذلك : فإننا نتهدج في محراب وطنيتك أن ترفع مئات الحواجز عن طرق الضفة الغربية التي تقع تحت نفوذك ، وأن توقف الزحف الاستيطاني الذي لم يبق أرضاً للدولة العتيدة ، وأن تأمر بوقف تهويد القدس ، واسمح بالتواصل الجغرافي بين مدن الضفة الغربية التي تعتقل فيها قواتك رجال المقاومة، لتجعلها آمنة ، ويسهل على الجيش الإسرائيلي اقتحامها، وكي تكون سيدنا، وسيد كل فلسطين ، وسيد رجال العرب ، وسيد المقاومة ، أصدر أوامرك بالإفراج عن أحد عشر ألف معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية ، وأوقف تصريحات وزرائك الذين تخلوا عن القدس قبل المفاوضات ، وتنازلوا عن المقدسات الإسلامية بحجة وضعها تحت علم منظمة المؤتمر الإسلامي ، والهدف هو التغطية على إسرائيل لتطبيع علاقاتها مع 57 دولة إسلامية.
سيادة الرئيس عباس ، من دمائنا سنفرش تحت أقدامك البساط الأحمر ، ومن عذاباتنا في السجون ، ومن بيوت غزة المدمرة ، ومن خيام اللاجئين سنبسط دربكم ، فسر يا سيد المنتصرين ، دس على عظام الرقبة ، وتقدم أيها المقاوم ، اقتحم أيها البطل الهمام ، يا قائد معركة الكرامة ، والشاهد والشهيد في معارك أحراش جرش في الأردن ، ويا من تألق في معارك جبل الشوف ، وقلعة الشقيف في لبنان ، ويا أسطورة الصمود في بيروت ، يا مفجر الانتفاضة ، ويا مشعل معارك الشرف ضد الإسرائيليين ، أنت يا عباس يا سيد المرحلة ، ويا فائض كرامة الأمة التي تصفع وجه إسرائيل بالمقاومة ، وبقوة الحق الفلسطيني صباح مساء.
أحد الكتاب الفلسطينيين هاجم فكرة عقد مؤتمر حركة فتح السادس في الخارج ، وأعلن الولاء ، والانتماء إلى نهج عبّاس ، وبايعه وجماعته قائداً ، فذاً ، وحيداً ، وحسم نتائج جلسات مؤتمر حركة فتح قبل أن تبدأ ، فكتب مؤنباً ، ومسفهاً لأراء الآخرين المطالبين بعقد مؤتمر حركة فتح بعيداً عن متناول يد المخابرات الإسرائيلية ، يقول : «فهل لنا أن نتحول إلى قوة دفع للحركة بدلاً أن نضع العصا في دواليبها ، ودواليب السيد الرئيس؟».
فهل صارت دواليب فلسطين ، ودواليب حركة فتح ، وتاريخها النضالي هي دواليب السيد الرئيس ، أحسب أن الرئيس يجب أن يكون رئيساً في كل شيء ، وفي كل زمان ، ومكان ، وأحسب أننا في حاجة إلى التوقف عن عبادة الفرد الرئيس ، لنذوب في حضن الوطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق