الأربعاء، 27 مايو 2009
الفلسطينيون؛ شَعبُ الفُرَصِ الضَائعةِ ....بقلم: د. فايز صلاح أبو شمالة
يقال: أن الفلسطينيين أحسن شعب يضيّع الفرص، وقد لاحت له أكثر من فرصة لإقامة دولته، وفي أكثر من محطة تاريخية إلا أنهم أضاعوها، وأضاعوا برفضهم الغبي فرصة تحررهم من الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة، وقد جرّهم عنادهم السياسي إلى التهلكة، وأقعدهم التشدد يلوكون الندم، ويلومون أنفسهم. هكذا يقال نقلاً عن الإعلام الإسرائيلي الذي لا يكتفي بالإشارة إلى الغباء السياسي الفلسطيني، وإنما يهدف من وراء ذلك إلى تحميل الفلسطينيين المسئولية عما لحق بهم من دمار، وكأن الذي يصنع السياسة في المنطقة، ويقررها الفلسطيني لوحده، وما الآخرون إلا منفذون لما ترمى إليه السياسة الفلسطينية، متجاهلين دور الحركة الصهيونية، ودور اليهودية العالمية، وألاعيب السياسة التي تحكمها مصالح الدول، والحكام، لصير الإيحاء بأن العناد الفلسطيني هو الذي يحدث ردة الفعل الإسرائيلية، وهو الذي أوصل الفلسطينيون إلى ما هم عليه، وكما يلهث الفلسطينيون اليوم على ما رفضوه أمس، سيلهث الفلسطينيون غداً على ما يرفضونه اليوم.
كان آخر اللائمين، والمنظرين للفكرة هو مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق جنرال احتياط "غيورا أيلاند" في صحيفة "يديعوت أحرنوت" يقول: "إن التخلص من الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 هو جوهر الحلم الوطني الفلسطيني". ويضيف: "ثلاث مرات كان بوسع الفلسطينيين أن يصلوا إلى مثل هذه الدولة سنة 1937، وسنة 1947، وسنة 2000، ولكنهم في المرات الثلاث ركلوا العرض، ورفضوه".
لن أعود إلى التاريخ، وأناقش حجم المؤامرة التي تعرض لها الفلسطينيون، وإنما سأعرض حقائق رقمية تقول أن: 600 ألف نسمة بلغ عدد اليهود في فلسطين سنة 1947، وكانوا يمتلكون 6% فقط من أرض فلسطين رغم التسهيلات البريطانية لليهود في تملك أراضي الدولة، ورغم بيع كبار الملاك غير الفلسطينيين الأرض لليهود. ضمن الحقائق الرقمية السابقة، من هو الفلسطيني الغبي، أو الخائن، أو المجنون الذي يوافق على قرار تقسيم يتخلى عن 53% من أرض فلسطين لليهود؟
سيقولون: جاء الرفض لقرار التقسيم مخيباً للحلم الفلسطيني في الاستقلال، وأعطى الفرصة لليهود للسيطرة على فلسطين، وهذا كلام صحيح، وينجم عنه السؤال التالي: ألم يلتزم الفلسطينيون بعد ذلك، ومعهم العرب بهدنة 1948، التي أعطت لليهود 87% من أراضي فلسطين، فهل سكت اليهود، واكتفوا، ورضوا، ولم يعتدوا على العرب سنة 1967؟ ألا يعني ذلك أن اليهود كانوا سيحتقرون قرار التقسيم حتى لو وافق عليه الفلسطينيون؟. ولا أخال فلسطينياً بات يجهل أن اليهود لا يحلمون بنسب معينه من فلسطين، اليهود يحلمون بأرض أجدادهم، وآبائهم، وأنبيائهم ملكاً خالصاً لهم، ولا يقبلون القسمة حتى لو قبل العرب بحدود 1967، وقبلوا باتفاقية "كامب ديفيد"، وقبلوا باتفاقية "أوسلو"، وخارطة الطريق، وهذا يؤكد أن الصراع ليس نزاع حدود كما يسميه البعض، بل هو صراع وجود، وبقاء، وحياة، وخلود.
* كاتب فلسطيني يقيم في قطاع غزة - fa
كان آخر اللائمين، والمنظرين للفكرة هو مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق جنرال احتياط "غيورا أيلاند" في صحيفة "يديعوت أحرنوت" يقول: "إن التخلص من الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 هو جوهر الحلم الوطني الفلسطيني". ويضيف: "ثلاث مرات كان بوسع الفلسطينيين أن يصلوا إلى مثل هذه الدولة سنة 1937، وسنة 1947، وسنة 2000، ولكنهم في المرات الثلاث ركلوا العرض، ورفضوه".
لن أعود إلى التاريخ، وأناقش حجم المؤامرة التي تعرض لها الفلسطينيون، وإنما سأعرض حقائق رقمية تقول أن: 600 ألف نسمة بلغ عدد اليهود في فلسطين سنة 1947، وكانوا يمتلكون 6% فقط من أرض فلسطين رغم التسهيلات البريطانية لليهود في تملك أراضي الدولة، ورغم بيع كبار الملاك غير الفلسطينيين الأرض لليهود. ضمن الحقائق الرقمية السابقة، من هو الفلسطيني الغبي، أو الخائن، أو المجنون الذي يوافق على قرار تقسيم يتخلى عن 53% من أرض فلسطين لليهود؟
سيقولون: جاء الرفض لقرار التقسيم مخيباً للحلم الفلسطيني في الاستقلال، وأعطى الفرصة لليهود للسيطرة على فلسطين، وهذا كلام صحيح، وينجم عنه السؤال التالي: ألم يلتزم الفلسطينيون بعد ذلك، ومعهم العرب بهدنة 1948، التي أعطت لليهود 87% من أراضي فلسطين، فهل سكت اليهود، واكتفوا، ورضوا، ولم يعتدوا على العرب سنة 1967؟ ألا يعني ذلك أن اليهود كانوا سيحتقرون قرار التقسيم حتى لو وافق عليه الفلسطينيون؟. ولا أخال فلسطينياً بات يجهل أن اليهود لا يحلمون بنسب معينه من فلسطين، اليهود يحلمون بأرض أجدادهم، وآبائهم، وأنبيائهم ملكاً خالصاً لهم، ولا يقبلون القسمة حتى لو قبل العرب بحدود 1967، وقبلوا باتفاقية "كامب ديفيد"، وقبلوا باتفاقية "أوسلو"، وخارطة الطريق، وهذا يؤكد أن الصراع ليس نزاع حدود كما يسميه البعض، بل هو صراع وجود، وبقاء، وحياة، وخلود.
* كاتب فلسطيني يقيم في قطاع غزة - fa
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق