السبت، 1 ديسمبر 2012

أسبوع سقوط الأقنعة..! ... هشام يوسف

كشف الإعلان الدستوري المؤقت الذي أصدره الدكتور محمد مرسي؛ انتصارًا لحق الشهداء؛ وحفاظًا على استقرار الدولة من مؤامرات منتفعي جمعية المخلوع للفساد والإفساد في بر المحروسة اللثام عن حقيقة مدِّعي الثورية والوطنية, وأسقط الأقنعة عن البعض, وعرَّى سوءات البعض الآخر..! ويثير المشهد الحالي الذي يتصدَّره أصحاب الصوت العالي, الأسى, وحتى لا ننسى مواقف المناضلين الجدد, يحق لنا أن نتساءل في براءة؛ وأترك الإجابة لقارئنا الحصيف:




أين كان ثلاثي أضواء المسرح الجدد من قضايا مهمة وحيوية, إذ لم نسمع لهم صوتًا ولم يسجَّل لهم اعتراضًا؛ ولم تهتز لهم شعرة حينما انتفضت القوى الوطنية الإسلامية في نوفمبر من العام الماضي اعتراضًا على وثيقة الجمل-السلمي؟! وهل تناسى الجميع توافق الأحزاب الكرتونية والديكورية في عهد المخلوع حول المبادئ فوق الدستورية، (الوفد والتجمع وبعض أحزاب بير السلم) الذين يعدون رموزًا للثورة المضادة في أبهى صورها, ويتصدًّرون الآن المشهد المعارض؟!



أين كانت هذه الأحزاب العدمية (العدد في الليمون!), وما يسمَّى بالنخب, كذبًا ودجلًا, من الإعلان الدستوري المكمِّل الذي أصدره المجلس العسكري السابق؟! ولماذا توارت خجلًا وأسفًا وخيبة, ومذلة من المشهد في حينه, بينما تصدَّرته أغلبية الشعب المصري, وتصدَّت له القوى الإسلامية باعتصامات, سلمية منظّمة, لم نرَ فيها تحريضًا على القتل أو سفك الدماء أو سب الدين, أو دعوة للعنف أو اقتحام المقار العامة والخاصة..؟! حتى أسقطه الرئيس مرسي, حفظه الله بإعلان دستوري حصيف.



وإذا صحَّ التقرير المخابراتي الإسرائيلي الذي تناوله موقع "والا" الإخباري الصهيوني عن لقاء سري جمع وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة الحسناء "تسيبي ليفني" مع إحدى الظواهر الصوتية العربية, والمرشح الرئاسي الخاسر, في توقيت زيارته المفاجئة لـ"رام الله " مطلع نوفمبر الماضي, قبل العدوان الصهيوني على غزة بأسبوعين طالبته خلالها بشكل مباشر بإرباك الرئيس المصري محمد مرسي في هذه الفترة بالمشاكل الداخلية وهو ما أثبته مواقفه بالفعل حيث عاد من زيارته ليقود دونما مبرر, ودون أسباب مقنعة انسحابات من الجمعية التأسيسية للدستور؛ لدرجة أنه اصطنع مشادة أقرب للملهاة مع رئيس الجمعية التأسيسية المستشار الغرياني شيخ قضاة مصر معترضًا على مواد بالدستور كان هو نفسه من اقترحها..! إذا صحّ ذلك.. فكيف نأتمن أصحاب الصوت العالي من التيار الشعبي والتيار الثالث, والرابع والخامس على مستقبل مصر حال فوزهم بانتخابات, على خلفية التحالف معه, ومع فلول النظام البائد نكايةً في الدكتور مرسي؟!



وبعد سقطة الدكتور محمد البرادعي الكبرى، للاستقواء بالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي, وحثهم على التدخل للتصدي سريعًا للرئيس محمد مرسي بعد إصدار الإعلان الدستوري الجديد الخميس الماضي؛ هل بقيت له شرعية سياسية؟ ومتى يحرِّك المخلصون ضده قضايا قضائية أدناها الخيانة العظمى للوطن؟! ويأتي هذا الاستقواء السافر من مبعوث العناية الغربية للديمقراطية اتساقًا مع موقفه التحريضي والصادم للانقلاب العسكري على الشرعية؛ بعدما أبدى ترحيبه, يوم الاثنين الماضي في حوار المصري اليوم معه بنزول الجيش للشارع للتصدي لقرارات الرئيس محمد مرسي, قائلًا: "لن أكون مندهشًا إذا نزل الجيش ليمارس مسؤوليته في منع الفوضى وحماية الوطن"!



وبعد سقوط القناع كثيرًا عن أحد مرشحي الرئاسة الحنجوريين الخاسرين, الذي يعيش وهم "الرئاسة", وآخرها محاولاته الانتهازية للمتاجرة بدماء شهداء أسيوط من أجل نصر سياسي رخيص, وهو ما أكّده فضيلة العالم الجليل الشيخ محمد عبد المقصود عندما زار أهالي أسيوط وزار أهالي ضحايا القطار أخبروه أن المرشح الخاسر زار أهالي أسيوط وحاول المتاجرة بدماء أولادهم وإقامة مؤتمر هناك للاستغلال السياسي ومهاجمة الرئيس محمد مرسي وهو ما رفضه, بحس وطني خالص, أهالي الضحايا وقاموا بطرده منها.. يحق لنا أن نتساءل متى يتجاوز هؤلاء مرحلة المراهقة السياسية, ويكفون عن الحراك الانقلابي؟ ومتى يتوقفون عن ممارسة الرقص على أشلاء الوطن ومقدراته؟!



إذا كان اتهام المرشح الرئاسي الخاسر, والذين معه من المنسحبين من الجمعية التأسيسية لها بسلق مواد الدستور, بعد حوالي ستة أشهر من مواصلة العمل صباح مساء.. فماذا يمكن أن نصف ما استطاعوا الآن أن يخرجوه لنا من دستور معلَّب بعد عشرة أيام من وعدهم بوضع دستور موازٍ؟ فإذا لم يكن هذا الكائن صاحب العشرة أيام مسلوقًا فماذا يكون غير ما تهكَّم عليه الفيسبوكيون من أنه نيّ فى نيّ مثلًا؟!!



وأخيرًا وليس آخرًا .. إذا كان اتهام بعض مدّعي النخبوية, وهي منهم براء, للرئيس بالديكتاتورية, فلِمَ يحلم عليكم الديكتاتور ويترك نفسه, نهبًا لأكاذيبكم وإفككم أيها الدجالون والمضللون؟!



أناشد السيد الرئيس الاستمرار في نهجه, وكشف الفساد والضرب بيد من حديد.. وعدم الإنصات لمطالب الانتهازيين؛ فإسقاطك هدف منشود لهم, واستراتيجية حياة أو موت.. حتى لو كانت على أشلاء الوطن..!



همسة:



إذا لم تستح فاصنع ما شئت..!



heshamyousuf@:twitter



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق