الجمعة، 14 ديسمبر 2012

لماذا أصوت بالموافقة على الدستور؟... جمال سلطان

أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد بكل ثقة واطمئنان وحب لهذا الوطن وولاء لهذا الوطن قبل أي شخص آخر أو حزب أو جماعة، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأنه الإنقاذ الحقيقي والوحيد الآن من الفوضى والاضطراب ودولة الشوارع التي عاشت فيها بلادي طوال عامين منذ انتصار ثورتها المباركة، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأنني كنت أحلم قبل سنوات بربع مثل هذا الدستور فإذا بنا نحصل على أضعاف أضعاف ما كنا نحلم به، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأن كبار خبراء القانون الدستوري في العالم، في أمريكا وألمانيا وفرنسا، أبدوا إكبارهم الشديد به وأبدوا استغرابهم الشديد أيضًا من بعض من يعترضون عليه وتساءلوا: عن أي شيء يعترضون؟! أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأنه يحقق لي الغالبية العظمى مما كنت أتمناه لدستور وطني في الحريات العامة والكرامة الإنسانية وحرية الصحافة والإعلام وحقوق الإنسان الأساسية واستقلال القضاء والفصل بين السلطات والحد من سلطات رئيس الجمهورية وضمان التداول السلمي للسلطة، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأنه يحافظ على هوية وطني وانتمائه العربي الإسلامي الأصيل، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأن النقاط التي يعترض عليها من يختلفون معه لا تتجاوز خمسة في المائة من مجموع مواد هذا الدستور، ولأني أعرف أن أي نص دستوري آخر يتم إعداده، أيًا كان من يعدوه، فإن المؤكد أنه سيكون فيه نسبة لا أرضى عنها ولا يرضى عنها ملايين غيري أيضًا، ومن ثم يكون من فقدان العقل والإحساس بالمسؤولية أن أرفض دستورًا بكامله لأن به مادة أو حتى عشر مواد لا أرضى عنها، خاصة وأن هناك غيري ممن هو مواطن له كامل الحقوق يرضى عنها، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأني أعرف بالمنطق والقياس وخبرة الحياة وجوهر الديمقراطية ذاتها أنه لا يوجد على وجه الأرض النص الدستوري الذي يوافق عليه البشر بالإجماع، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأن من قاموا على إعداده نخبة من أرقى أبناء الوطن علمًا ونبلًا وخبرة وأمانة واستقلالية وإخلاصًا لهذا الوطن، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأنه الدستور الذي شارك في صناعته كل أطياف المجتمع وكل التيارات الفكرية والسياسية والدينية وظلوا حتى الأسبوعين الأخيرين فيه يتداولون النصوص ويناقشونها بكل صراحة ودقة، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأنه أول مشروع دستور يتم فيه احترام الرأي العام وتجولت لجان منه في المحافظات والجامعات وخارج مصر وداخلها لاستطلاع آراء الناس في كل مجال حتى يصلوا إلى هذا التصور الرائع الذي يمثل نقلة حضارية وسياسية هائلة لبلادي، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد، لأني وجدت من يعترضون عليه يفتقرون إلى التجرد للحقيقة والمصلحة الوطنية وتحركهم خصومات وأحقاد خاصة مع رئيس الجمهورية أو مع حزب أو جماعة فأعمتهم عن رؤية مصالح الوطن الجوهرية ويريدون أن يبقى البلد فوضى وخرابًا لكي يقولوا للناس: أرأيتم فلانًا وحزبه خربوه!! أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأني أعرف أن رفض هذا الدستور سيدخلنا في دوامة من الفوضى والتمزق السياسي والمؤسسي يعرض بلادي لخطر شديد ولن يتم التوافق على مشروع جديد إلا بعد سنوات يعلم الله خلالها أو بعدها كيف يكون الدمار الذي يلحق بنا، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور لأني رأيت أن قصة التوافق الوطني محض خرافة للتلاعب بالوطن ولم يحدث أن توافقت القوى الوطنية أو الشوارع والميادين على قضية واحدة فقط منذ انتصار الثورة وحتى الآن على الإطلاق طوال عامين وسيحدث الأمر نفسه مع الدستور كما يرغب البعض، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأنه يحميني ـ كمواطن ـ من السلطات المطلقة للرئيس محمد مرسي ويحميني من المتاجرة باسمي وباسم الشعب من قبل محمد البرادعي وحمدين صباحي، ويحميني ـ كأحد أبناء الثورة ـ من فلول عصابات النظام السابق التي تعمل الآن من خلال مؤسسات قضائية وأمنية واقتصادية وإعلامية تمثل دولة الشر العميقة، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأن نجاحه يعني دخول مصر إلى مرحلة بناء المؤسسات وبناء الاقتصاد ووقف نزيف المقدرات الذي يدفع ثمنه البسطاء والفقراء أكثر من غيرهم، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأنه يمثل الفجر الحقيقي لدولة المؤسسات والاستقرار والأمن والأمان، أصوت اليوم بالموافقة على مشروع الدستور الجديد لأنه أمل هذا الجيل في حياة أفضل وبلاد أفضل ودولة تليق بمصر وتاريخها وحضارتها.




almesryoongamal@gmail.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق