السبت، 15 ديسمبر 2012

فيصل القاسم :استراتيجيات النظام السوري الثلاث

في الأشهر الأولى لجأ النظام إلى سحق الثورة بناء على علمه واتفاقه المسبق مع الغرب بأنه الضامن الأول لأمن إسرائيل. وكلنا يتذكر تصريح رامي مخلوف الشهير الذي قال فيه إن أمن إسرائيل من أمن سوريا. وكان ذلك مجرد تذكير بالاتفاق غير المعلن بين النظام السوري والغرب. باختصار كان النظام يعلم وقتها أنه لن يسقط وبإمكانه أن يقتل على هواه لأنه ضرورة دولية في المنطقة. لكن إفراطه...
في القمع جعل الغرب يعيد النظر في الاتفاق التاريخي مع النظام السوري. عندها بدأت الاستراتيجية الثانية المتمثلة باستدعاء الإسلاميين إلى الساحة السورية كي يستخدمهم كفزاعة ضد الغرب والعرب معاً. وقد أوصل النظام رسائله للجميع قائلاً: إذا أنا ذهبت فسيحل هؤلاء المتطرفون مكاني. وفعلاً خاف الغرب من البديل الإسلامي. لكن سرعان ما تطورت الأمور إلى ما لا يشتهيه النظام عندما بدأ يخسر المعركة أمام الثوار، فبدأت الاستراتيجية الثالثة الهادفة إلى أفغنة سوريا وصوملتها انتقاماً من الجميع. وما الاستخدام المفرط لكل أنواع الأسلحة والتهديد بالكيماوي إلا جزء من الاستراتيجية الأخيرة للنظام، حيث يقول للجميع: علي وعلى أعدائي. سأدمر كل ما استطيع تدميره وسأنسحب إلى جيب خاص في سوريا تاركاً بقية البلاد تلملم جروحها وترمم حياتها بعد ذلك لسنوات وسنوات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق