يبدو أن الحرب الباردة التي تخوضها اسرائيل وإيران فيما بينهما منذ سنوات قد انتقلت الى القرن الأفريقي، حيث تحولت أراضي دولة إريتريا إلى ساحة تنافس حاد بين الطرفين. وفيما بدأت إسرائيل بنشر المزيد من القوات في الجزر الإريترية في البحر الأحمر وفي المناطق الجبلية من البلاد، حيث يمكنها مراقبة إيران، وقعت طهران اتفاقية مع اريتريا بشأن وجودها العسكري في ميناء «عصب» الذي يُعَدّ مركزاً للتجارة البحرية لإثيوبيا التي لا تملك منفذاً إلى البحر. ووفقاً لبيانات شركة «Stratfor» للاستخبارات التحليلية الأميركية، أصبحت إريتريا ساحة لنشاطات كل من إيران وإسرائيل، وتحولت إلى منطقة أخرى للتنافس بين البلدين العدوين بسماحها للنشاطات العسكرية على أراضيها. ونقل موقع «صوت روسيا» الإلكتروني عن مصادر دبلوماسية وصحافية للشركة، تفيد بأن الوجود الإسرائيلي في إريتريا هادف وفعال ويتضمن جمع المعلومات الاستخبارية في البحر الأحمر ورصد تحركات إيران. ووفقاً لتقارير صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، ترى مصادر مختلفة أنّ الوجود الإسرائيلي في أريتريا ليس هاماً عددياً، ولكنه يملك قدراً كبيراً من الأهمية. وورد في تقرير «يديعوت» أن اريتريا تريد استخدام إسرائيل للتأثير على الولايات المتحدة التي تُعَدّ حليفة للدولة العبرية ولإثيوبيا في القرارات المتعلقة بها، والتي تتخذ في الساحة الدولية. وتريد أيضاً تحسين قدراتها الدفاعية الجوية ضد أي هجوم محتمل من إثيوبيا. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التعاون مع إسرائيل إريتريا على تحقيق التوازن في العلاقات المعقدة مع إيران.
وقد أشارت الشركة في تقريرها إلى أن اريتريا حصلت على الدعم العسكري والمالي من طهران. ويعتقد محللو شركة «Stratfor « أن الهدف الأساسي الذي يكمن خلف أنشطة إيران في اريتريا هو السيطرة على مضيق باب المندب المنفذ الجنوبي للبحر الاحمر». ويعتقد أن إريتريا بدأت بالتعاون مع إسرائيل بسبب مشاكلها الناتجة من وضعها الجيوسياسي. فإن التهديد الرئيسي لأمن إريتريا ينبع من إثيوبيا المجاورة التي تملك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أيضاً. فقد حصلت إريتريا على استقلالها عن إثيوبيا في عام 1991، ومنذ ذلك الحين ما زال البلدان في صراع مستمر. وهناك دول أخرى مثل قطر والمملكة العربية السعودية ومصر التي تملك مصالحها الخاصة في هذه البلاد، ولكن المنافسة الرئيسية هنا بين إسرائيل وإيران. ومن المتوقع تزايد هذا التنافس في السنوات المقبلة.
(الأخبار)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق