المشكلة الأساسية كما رصدها الإعلام الغربى أن النخبة العلمانية فى مصر، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لا تؤمن إيماناً حقيقياً بالديمقراطية ولا تريد أن تحترم أدواتها وآلياتها، إنها تريد أن يكون لها "فيتو" على أى قرار لأى سلطة فى مصر، يتيح لها وقف أى قرار وإلغاء أى نص دستورى ومنع أى إجراء لا يوافقون عليه حتى لو وافق عليه تسعون فى المائة من الشعب المصرى، كما يتحدثون دائماً بلغة "الكوتة" فى أى مؤسسة منتخبة، وليس أدل على ذلك من حالة الفزع الرهيب الذى انتابهم عندما قرر الرئيس مرسى العودة إلى الشعب وتفويض الشعب لكى يقول رأيه وقراره فى الدستور الجديد عبر استفتاء عام، أصيبوا بالهذيان والرعب الشديد، هم لا يخافون من مرسى طبعاً، ولكن يخافون من الشعب المصرى، ويطالبون علناً وبكل تبجح بإبعاد الشعب عن الموضوع، نحن ـ النخبة ـ قررنا أن هذا الدستور باطل، فلماذا تذهب إلى الشعب؟!!، ولو كانت هذه النخبة التى تتاجر يومياً الآن باسم الشعب وتختلق عبارات تضع عليها ختم "الشعب يريد"، لو كانت تثق فى أن غالبية الشعب معها فعلاً لكانت أكثر سعادة بالعودة إلى الشعب والاحتكام إلى الشعب من الرئيس نفسه، ولقالت ساعتها: جاء الفرج، عندما يعود القرار للشعب، ولكن لأنهم يدركون أنهم أقلية سياسية وأن الشعب يدير لهم ظهره لتعاليهم عليه وعجرفتهم وعملهم وفق حسابات نخبوية وليست شعبية، وأنهم لا يعبرون تعبيراً حقيقياً وأمينًا عن تطلعات الشعب المصرى وأشواقه، فهم يخافون اللجوء إلى الشعب، يخافون كلمة الشعب، يخافون اختيار الشعب، يخافون قرار الشعب المصري.
almesryoongamal@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق