على هامش هذا الموقف الغريب، تذكرت اعتزاز الأمريكي والأوروبي بقيم الأسرة، ومباهاة الساسة أنهم ينتمون للأسرة ويحافظون عليها، ويحرصون على الظهور في المناسبات العامة مع أسرهم، بمن فيهم الزوجات والأبناء، فيما صاحبنا «الليبرالي» ينتقد الدستور المصري لأنه يدعم الأسرة ويعتز بها، ويحافظ على الأخلاق والآداب العامة!
طبعا لا أريد أن أعمم حالة هذا الحقوقي الهمام على كل من يعادي الدستور المصري الجديد، ويناصب مرسي وصحبه العداء، لكن المسألة في كنهها لا تعدو أن تكون معارضة لنهج معين، يعرفون انه إن ساد سيحرمهم من كثير من ملذاتهم وانفلاتهم وشهواتهم، مع ما يستتبع هذا الأمر من سيادة نمط نظيف من العلاقات!
على الوجه الآخر، اقرأوا معي رأيا من معسكر الأعداء الخارجيين «الواضحين» جدا، كيف يرون صاحب هذا الدستور، هو ومن وضعه من رجالات مصر الشرفاء..
ففي مقال نشره في صحيفة معاريف، يشرح المستشرق والدبلوماسي الإسرائيلي إيلي فيدر الأسباب التي تجعله يرى أن الرئيس المصري محمد مرسي قد يصبح أحد أعظم القادة في التاريخ العربي. يصف فيدال، الذي تولى مناصب عليا في شعبة الاستخبارات العسكرية، وعمل مستشاراً لرئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون مرسي بأنه «عبقري، محكم الخطوات «. ويضيف فيدر، الذي يعتبر من أشهر المستشرقين اليهود: « مرسي يسلك سلوك القادة الذين صنعوا التاريخ وغيروا مجراه، لقد خيب ظني وظن كل المستشرقين اليهود، دهاؤه مثير للإعجاب «. ويعتبر فيدر أن أكثر ما يثير في مرسي إدراكه لطابع التوازنات السياسية الداخلية والإقليمية والدولية، ونجاحه في المناورة حسب هذا الإدراك الدقيق والمبهر. ويرى فيدر أن مرسي قد أعطى الانطباع لجميع القوى العالمية والإقليمية أن مصر تحت قيادته « ليست في جيب أحد»!
قارنوا بالله عليكم بين الرأيين، واحكموا، لعلنا نجيب عن السؤال المحير: لماذا يعارضونه بكل هذه الشراسة؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق