لو كان الستة من الشباب الإسلامي الذين استشهدوا أمس، نحسبهم كذلك، أمام القصر الجمهوري من رعايا البرادعي أو صباحي لاستمعت إلى مناحة لا تنقطع في فضائيات الفلول وإعلام الفلول، ولكنهم تجاهلوهم، لأنهم يعرفون الآن أن الجريمة أصبحت مفضوحة، والجاني والمجني عليه واضحان وضوح الشمس، والمعتدي والمعتدى عليه أيضًا واضحان، وبالتالي لعنة الدم معروف الآن برقبة من تتعلق، والذين يتحدثون الآن عن مسؤولية الرئيس محمد مرسي ولماذا لم يتدخل، تذكروا ذلك فقط بعد أن فشلت اللعبة، أول أمس كانت لغة الخطاب أمر ونهي وإذلال وشتائم، اليوم بعد أن فشلت اللعبة يقولون: لماذا لا يتدخل؟ أول أمس نزعوا عنه الشرعية خمسين مرة في الليلة، حتى أصبحت تصريحات نزع الشرعية عن الرئيس التي يعلنها إعلاميون ونشطاء وأفاقون مدعاة لسخرية الناس ونكاتهم، ثم هم اليوم يقولون: أين دوره كرئيس للجمهورية؟ وكأنه مطلوب من الرئيس محمد مرسي ليس فقط الإذعان لقراراتهم بل أيضًا مطلوب منه أن يقمع من يعارضون ابتزازهم وعجرفتهم ويطالبونه بسحق معارضيهم ومنعهم من التظاهر أو إبداء الغضب، فالشوارع والميادين والغضب والاحتجاج والمعارضة هي ـ حصريًا ـ لأنصار البرادعي وصباحي وفلول نظام مبارك.
قلنا لهم، وقال لهم العالم كله، إن مرسي ليس مبارك، والقاصي والداني يعرف أن مرسي فاز برئاسة الجمهورية قبل عدة أشهر بقرار الشعب المصري وغالبيته وملايينه، وأن مرسي لا يرحل إلا بقرار الشعب المصري عبر انتخابات حرة نزيهة وليس عبر جعجعة وابتزاز نخبة من المعارضة تحتقر الشعب وتخاف من الاحتكام إليه، وتتآمر على الرئيس الشرعي الذي اختاره الشعب، وقلنا لهم إن الشعب المصري لن يسمح لأقلية صاخبة أن تبتزه أو تزور خريطة مصر السياسية، لذلك كان ضروريًا للغاية أن يحتشد مئات الآلاف أمس أمام القصر لكي يوصلوا لهم الرسالة بوضوح أكثر.
almesryoongamal@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق