الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

الجنرال ياتوم أعلن تأييده للضربة العسكرية وقال إن صواريخ إيران تصل لإسرائيل والثمن سيكون مروعا إذا تم تزويدها برؤوس حربية

ـ 'القدس العربي': في مؤتمر عُقد في معهد الدراسات الإستراتيجية التابع للمركز المتعدد المجالات في مدينة هرتسليا، المتاخمة لتل أبيب، والذي يرأسه رئيس مركز الأمن القومي الإسرائيلي السابق، بروفيسور عوزي أراد، قدم الجنرال في الاحتياط داني ياتوم، رئيس جهاز الموساد الأسبق (الاستخبارات الخارجية) صورة تشاؤمية حول الوضع في الشرق الأوسط قائلا، إنه في الوقت الذي سيكون فيه الوضع جيدا في الشرق الأوسط سيكون سيئا جدا في إسرائيل.

وتابع ياتوم، المسؤول عن محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الدائرة السياسية في حماس، خلد مشعل، عام 1997، في العاصمة الأردنية عمان، تابع قائلاً إن الاهتزاز في المنطقة يلعب بشكل أساسي لصالح المتطرفين وليس المعتدلين، حيث تظهر الولايات المتحدة كمساعدة قصيرة الباع، لذلك لذلك، هناك برأيه، أسباب عديدة لتكون مقلقة جدا بالنسبة للدولة العبرية.

وعدد ياتوم أسباب القلق الإسرائيلي مؤكدا على النقاط التالية: سقوط الرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك المعتدل، تراجع مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط على ضوء سياستها إزاء الدول التي حصلت فيها ثورات، غياب الديمقراطية في الدول العربية، إلى جانب التداعيات القاسية على من حاول تطبيق ذلك مثل انشقاق السلطة الفلسطينية وصعود حماس، العراق وتقسيمه، لبنان وعدم استقراره، كما أشار إلى الخطر على السلام مع مصر المتمثل باتفاقية (كامب ديفيد) المبرمة بين الطرفين منذ العام 1979، تحويل الانتباه العالمي من الخطر الأساسي على دولة إسرائيل، إيران وليس الشارع المصري، زاعما أن الجمهورية الإسلامية في إيران تستخدم ذلك لتزيد من قوتها في المنطقة والحث على تفجير السلاح النووي.

ولفت إلى أن معسكر المقاومة يستمد الدعم من سقوط الأنظمة المعتدلة، بالإضافة إلى ذلك، أشار في سياق حديثه إلى أن الفلسطينيين الذين يقفون أمام مبادرتهم في الأمم المتحدة خسروا شريكهم المصري، واليوم استفادت حماس من هذا الفراغ، ولفت أيضا إلى ما أسماه بتراخي الأمن في سيناء، محذرا من عزل إسرائيل عالميا - تركيا، ولافتا إلى التوتر السائد بين دولة الاحتلال من جهة وبين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية، على حد تعبيره.

ووفقا لرئيس الموساد الأسبق، فإن الثورات في الدول العربية ستؤدي فقط إلى عدم الاستقرار والفوضى وستعزز التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل، قائلاً إنه بقدر ما سيكون الوضع جيدًا في الشرق الأوسط، سيكون سيئًا في الدولة العبرية، على حد تعبيره.

وبناء على النظرية التي طرحها الجنرال في الاحتياط ياتوم، فإنه يتحتم على صناع القرار من المستويين السياسي والأمني في الدولة العبرية العمل وفق الاقتراحات التي عرضها خلال المؤتمر المذكور: الحفاظ بكل الأساليب على السلام مع تركيا والأردن، الحفاظ على العلاقات مع أوباما - ثمة أمور أهم من المواجهة مع أوباما حول مسألة المستوطنات، تحطيم ومسألة الحدود. كما طالب بنشاط دبلوماسي إعلامي مكافح لمنع وجود ديمقراطية في الشرق الأوسط، لذلك يجب مساعدة إسرائيل ومنع سيطرة جهات متطرفة على البلدان العربية.

وحث الحكومة الإسرائيلية على إطلاق مبادرة سياسية من شأنها إعادة الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات، بدلاً من الاعتراف بالدولة من قبل الأمم المتحدة. وتطرق إلى الأزمة بين أنقرة وتل أبيب وقال إن تدهور العلاقات مع تركيا غير ضروري، لافتًا إلى أن إسرائيل ساهمت أيضًا وكثيرا في هذا التدهور وليس الأتراك فقط، مؤكدًا على أن اقتراح الاعتذار الذي كان موافق عليه من قبل الأتراك نسفته جهات سياسية في إسرائيل.

وساق قائلاً إنه مع تصاعد فرص توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران على خلفية برنامجها النووي الذي تعتبره الدولة العبرية تهديدًا لوجودها، حذر الرئيس الأسبق للموساد من أن تنهمر الصواريخ من قبل حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل عقب شنها الهجوم على الجمهورية الإسلامية. وقال الرئيس الأسبق للموساد أيضا إن إسرائيل ربما تجبر على تدمير أجزاء من لبنان وغزة إذا أطلق حزب الله وحماس صواريخ على البلاد ردا على هجوم إسرائيلي على إيران، علاوة على ذلك، حذر الجنرال في الاحتياط من تقديم صورة مروعة للطريقة التي سوف ترد بها إيران إذا اتخذت إسرائيل إجراء عسكريا ضد برنامجها النووي. وبينما اعترف ياتوم بأن إيران لديها عدة مئات قليلة من الصواريخ التي يمكن أن تصل لإسرائيل وأن الثمن سوف يكون مروعًا إذا ما تم تزويد هذه الصواريخ برؤوس حربية نووية أو كيماوية، إلا أنه قال: إن القلق الرئيسي يتمثل في عشرات الآلاف من الصواريخ الموجودة في ترسانات حزب الله وحماس في لبنان وغزة. وتابع قائلاً في المؤتمر المذكور بمدينة هرتسليا، والذي نشره المعهد على موقعه الالكتروني إن هذه الصواريخ يمكن أن تغطي كل إسرائيل وهذه هي المشكلة الرئيسية.

واستطرد الجنرال ياتوم قائلاً إن الدرس الذي تعلمته إسرائيل من حرب لبنان الثانية عام 2006 عندما أطلق حزب الله مئات الصواريخ على شمال البلاد هو أنه سوف يتعين عليها أن نوقف إطلاق الصواريخ من الشمال والجنوب بأسرع ما يمكن، وساق قائلاً إنه من أجل تحقيق هذا الهدف، سوف يتعين على الدولة العبرية العمل بقوة كبيرة ضد البنية التحتية في لبنان وغزة وربما يكون الثمن الذي سوف تدفعه لبنان وغزة مروعا، مشيرا إلى أن إسرائيل عرضة لأن تُدمر أو من المرجح أن تُدمر أجزاء من لبنان وغزة حتى لا يعاني أو يقتل مواطنون الدولة العبرية، على حد تعبيره.

جدير بالذكر أن ياتوم كان قد صرح في مقابلة مع شبكة التلفزة (سكاي نيوز) مؤخرا بأنه من المفضل لإسرائيل أنْ تُدمر البرنامج النووي الإيراني، بدل أنْ تعيش الدولة العبرية في ظل خوفها من قيام إيران باستعمال الأسلحة النووية ضدها عندما ستصل إليها، على حد تعبيره.

يشار إلى أن إسرائيل لا تستبعد أي خيار في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني بوصفه التهديد الأكبر لوجودها لأنها تعتبره ستارا لتصنيع أسلحة نووية غير أن طهران تقول إن برنامجها مخصص للأغراض السلمية.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق