الخميس، 1 نوفمبر 2012

الضفة الغربية والأمير والقدومي! ....حلمي الأسمر

خلال زيارة الأمير الحسن الأخيرة لجمعية عيبال/نابلس، استحضر بعض شخصيات الضفة الغربية وصولاً إلى الشيخ عبد الله غوشه، الذي قال إنه يتذكر دموعه عندما رأى خبر قرار القمة العربية في الرباط سنة 1974 (اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني)..




وقال الأمير حينها، إن الشيخ غوشه دخل علينا يومها وهو في حالة حزن شديد وهو يقول والله يا سمو الأمير اليوم انتهت قضيتنا!



تذكرت ما قاله الأمير وانا أقرأ تصريحات جديدة لفاروق قدومي (ابو اللطف) رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، يتحدث فيها عن وجود اقتراح جديد يقول «بعودة الضفة الغربية للاردن من خلال كونفدرالية او فيدرالية اردنية فلسطينية» على خلفية ما يقال ان اوساطا اسرائيلية كانت ابلغت السلطة رفضها الانسحاب من الاراضي الفلسطينية متذرعة بان اسرائيل احتلتها من الحكم الاردني، ولن تسلمها للفلسطيني. وحينها رد مسؤولون فلسطينيون بالترحيب بإعادتها للاردن، لكن كما احتلتها عام 1967، اي بما في ذلك القدس المحتلة، وبدون اي مستوطنات، القدومي قال في حديثه الذي نشرته ‹القدس العربي› انه اذا كان بالإمكان للأردن أن يعيد هذه الأرض فلن يكون ذلك الا شيئا ايجابيا، لكن لا بد من الحرص كل الحرص حتى لا تكون هناك مكائد على ما تبقى من هذه الارض الفلسطينية وان نحافظ على حقوق شعبنا بالعودة، فنحن ثرنا من اجل فلسطين كل فلسطين لذلك يجب ان نكون حذرين كل الحذر!



تصريحات القدومي، تتماهى على نحو ما مع تصريحات الأمير الحسن في تلك الزيارة، حينما قال أن الضفة الغربية هي جزء من المملكة الأردنية الهاشمية، التي تشكلت من ضفتي النهر, وأن الضفة الشرقية هي جزء من المملكة الأردنية الهاشمية، التي أطلق عليها هذا الاسم حين توحدت الضفتان، وقال الأمير أنه شخصيا ليس ضد حل الدولتين، وأن هذا الحل قد انتهى في الوقت الحالي، وأن كلا الجانبين العربي والإسرائيلي لم يعودا يتحدثان عن تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، ملمحا كذلك إلى انتهاء اتفاق اوسلو بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي!



وقال أيضا «أرجو أن لا أرى ذلك اليوم الذي يتنازل فيه الأردن.. أي المملكة الأردنية الهاشمية عن أرض احتلت عام 1967 على يد جيش الدفاع الإسرائيلي لنرى أو نعيش التتمة المذلة, في أن تقام صروح بديلة, وقد وعدنا في أن هذه الأراضي احتلت في إطار من أراض أو الأراضي عام 1967, بما فيها القدس الشرقية لنصبح نتحدث عن المنطقة (ج)!!



كلام الأمير مر سريعا، ولم يحظ بما يستحق من اهتمام، وأحسب ان كلام القدومي سيجد المصير ذاته، لكن الحقيقة أن ما قالاه يستحق الكثير من التفكير، في ظل احتباس الحلول السياسية، وانعدام الخيار العسكري في التحرير، وفق الظروف الحالية على الأقل، فالأرض الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل كانت تحت السيادة الأردنية، والأردن أحق بأن يطالب بها، بعد ان فشلت القيادات الفلسطينية في أن تستخلصها، بل في حمايتها من تغول المستوطنين والجدار، فضلا عن محاولة إسرائيل تغيير وضعها القانوني من أرض محتلة، إلى أرض إسرائيل!



قد يبدو هذا الحديث الآن خارج الزمن، وفي غير وقته، لكنه يكتسب أهمية خاصة، تعطي الأردنيين والفلسطينيين فرصة لإعادة بناء علاقة سوية، تضررت كثيرا على مدار السنوات الماضية، وتركت لإسرائيل المساحة كلها كي تعيد إنتاج الضفة الغربية بل القضية الفلسطينية بأسرها، وفق مصالحها، في غياب شبه تام للأردن وفلسطين والعالم كله!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق