الجمعة، 16 نوفمبر 2012

سحاب فوق رؤوسنا \ بقلم: ناحوم برنياع \ يديعوت 16/11/2012

لم تعد توجد حروب مُترفة، فقد كان القتلى الثلاثة في كريات ملاخي أمس صباحا تذكيرا مؤلما بأن لكل اجراء عسكري مهما يكن ناجحا أثمانا من الأرواح. بدأت العملية العسكرية في غزة بالرجل اليمنى ولا ضمان لأن تنتهي كذلك.


كان الانجاز الأكثر ادهاشا فيما سُمي استخبارات عملياتية. فقد عملوا في "أمان" سنتين على تحديد الموقع الدقيق لمستودعات القذائف الصاروخية وآبار اطلاق الصواريخ. وكان هذا هو التأكيد الذي جاء به معه اللواء أفيف كوخافي وهو من قدماء حروب غزة حينما تم تعيينه رئيسا لـ "أمان". وكان الهدف الرئيس صواريخ فجر. يبلغ مدى هذه الصواريخ 85 كم ووزن رأسها 75 كغم. ومداها لا يشمل تل ابيب وحدها بل ديمونة وأهدافا حساسة في منطقة المركز وضواحي القدس ايضا.

كان في غزة عدد غير كبير من صواريخ فجر. وتم القضاء عليها جميعا أو عليها كلها تقريبا في الساعات الاولى من عملية "عامود سحاب". وتمت مضاءلة بل ربما أُبطلت قدرة ذراع حماس الطويلة الاستراتيجية على العمل؛ ويستطيع المستوى السياسي في اسرائيل ان يتخذ قرارات دون ان يخشى اطلاق صاروخ من غزة على قلب تل ابيب ردا عليها.

في الـ 12 ساعة الاولى من العملية تم القضاء ايضا على جزء كبير من احتياطي صواريخ الكاتيوشا في غزة وعلى عدد من آبار اطلاقها؛ وهوجمت الآبار بمعدل ثلاثين بئرا لكل ساعة؛ وتم الهجوم على منشأة لتركيب وسائل طيران بلا طيارين. ونجح الجيش الاسرائيلي في اصابة البنية التحتية والمخازن.

كانت اشارة البدء اغتيال قائد حماس العسكري في غزة احمد الجعبري، ويتحدث قادة في الجيش الاسرائيلي عن ثلاثة مستويات من التهديد يكون الرد عليها احباطا مُركزا (اغتيالا). أما المستوى الاول فهو وجود خلايا تستعد لاطلاق قذائف رجم أو قذيفة صاروخية أو بث لغم عند الجدار. وأما المستوى الثاني فهو القادة في المستويات المتوسطة للمنظمات. وتتولى قيادة خلايا الاحباط هذه، قيادة الجنوب.

ويشتمل المستوى الثالث على كبار مسؤولي المنظمات. ويُدير "الشباك" خلايا الاحباط هذه بمشاركة فاعلة من ضباط "أمان". هوجم في الاشهر الاخيرة خمسة أو سبعة تم تعريفهم لسوء حظهم بأنهم "مسؤولون كبار". ولم يكن ينتمِ أحد منهم الى رابطة الشيخ ياسين أو الرنتيسي اللذين صُفيا في الماضي. كان الأرفع مستوى فيهم، الى ان اغتيل الجعبري، هو وزير مالية حماس الذي صُفي في اثناء عملية "الرصاص المصبوب".

لا جدل في عدالة اغتيالات تمنع اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وهناك جدل منذ سنين طويلة في اصابة المسؤولين الكبار. ان الزعم هو ان لكل مسؤول كبير يُقتل نائبا يحل محله يتبين في احيان كثيرة انه أكثر مقدرة وأخطر. والفائدة لا تُسوغ المخاطرة والثمن.

ان الدرس من تصفية قائد الذراع العسكرية لحزب الله عماد مغنية عزز الزعم المضاد. فلم ينجح حزب الله في ان يُعد الى اليوم قائدا عسكريا في مستوى كمستوى مغنية وسلطته. وستحتاج حماس ايضا الى زمن حتى تُعد جعبريا جديدا مع قدرات الجعبري على القيادة والتفكير، ومع سلطته والتصور عنه. ان تصفيته ضربة معنوية قاسية لحماس. "توجد هناك صدمة من الطرف الى الطرف الأقصى"، كان هذا هو الانطباع في الجيش الاسرائيلي حتى أمس. والسؤال ماذا سيحدث في حماس حينما يخرجون من الصدمة.

ان سؤال الاسئلة هو كيف ستتصرف مصر التي يحكمها الاخوان المسلمون. استيقظ الرئيس مرسي في يوم الاربعاء من قيلولته على واقع جديد مقلق جدا بالنسبة اليه. فقد أُلقي على كاهله ثقل من المشكلات الاقتصادية وهو مُعرض لضغط من الشارع يزداد. وتصفية الجعبري واستمرار العملية في غزة تُعرضانه لانتقاد في حركة الاخوان المسلمين التي ترى حماس شريكة ومرعية. ومن المنطقي ان نفترض ان تخرج موجة مظاهرات الى شوارع القاهرة طالبة الغاء معاهدة السلام مع اسرائيل.

كان تقدير "أمان" الذي وضع عشية العملية على مائدة المستوى السياسي انه ستكون هناك تصريحات قاسية مضادة لاسرائيل على لسان مرسي أو ألسنة وزرائه. ولن يُسرع السفير المصري في اسرائيل الذي دُعي سريعا للمشاورات في القاهرة، لن يُسرع في العودة. وعند هذا سنتهي الامر – كما يزعم تقدير "أمان". يفترض ان يشخص مرسي قريبا لزيارة واشنطن وهو يأمل بمساعدة امريكية. وهو لا يستطيع ان يزور امريكا مع صفة مؤجج نار اقليمي.

من السابق لأوانه ان نقارن "عامود سحاب" بـ "الرصاص المصبوب". فلا يمكن اجراء المقارنة إلا بعد ان تنتهي الجولة وربما في الجولة التالية فقط. ومع كل ذلك هناك مكان للمقارنة بين مرحلتي البدء. فقد بدأت حكومة اولمرت عملية عسكرية بعد شهور من الصراع الداخلي وحث اولمرت على الهجوم وعارضه باراك. فقد كان يسعى الى هدنة مع حماس بوساطة فرنسية. وقد أثقل الصراع بين اولمرت وباراك وبينهما معا وبين لفني واشكنازي على العملية كلها. وحظي اولمرت بدعم كامل من الرئيس بوش والاتحاد الاوروبي. وفي تفضل نادر جاء وزراء خارجية حكومات اوروبا الى اسرائيل في اثناء العملية للتأييد والمشايعة.

كانت اشارة البدء قصفا من الجو لمراسم انهاء دورة ضباط شرطة، كانت اسرائيل تُعرفهم بأنهم مخربون برغم أنهم لم يعلموا بأنهم كذلك. ونزل قادة حماس الحقيقيون الى الملاجيء تحت الارض وخلصوا دون اصابة. وأحب الشارع في اسرائيل تلك العملية فقد رآها شهادة على اعادة تأهيل الجيش الاسرائيلي بعد اخفاقات حرب لبنان الثانية. وعمل الردع زمنا قصيرا. فقد كانت العلاقات العامة للعملية أنجح من نتائجها العسكرية.

وبُدئت عملية "عامود سحاب" – وهي تُسمى بالانجليزية "عامود الدفاع" بما بدا أنه اتفاق عام لا بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع فقط بل بين رئيس هيئة الاركان وبينهما. وعلى حد علمي لم يعترض أحد في النقاشات التي سبقت العملية على الحاجة الى عملية عسكرية، فباراك يعلم ان هدنة مع حماس ليست اختيارا لا في هذه الحكومة ولا قُبيل الانتخابات.

كان البدء أكثر ادهاشا فلم تكن هناك دورة رجال شرطة بل أحمد الجعبري، وأهم من ذلك القضاء على احتياطي الصواريخ. وأُعطي الدعم الدولي بنصف فم. هذا هو الثمن الذي تدفعه الحكومة عن حلفها مع المستوطنين. ان مصر مبارك لم تقلقها "الرصاص المصبوب"؛ أما مصر مرسي فمتضايقة ويؤثر تضايقها في الردود في الغرب.

قد يكون شك العالم بالحكومة مُحسنا لها فقط، فقد عملت حكومة اولمرت بلا تحديد زمن وكانت النتيجة أنها تورطت في عملية برية كثيرة المصابين من الفلسطينيين وضئيلة النتائج. أما حكومة نتنياهو فعالمة بحدودها.

لا يوهم أحد نفسه بأن العملية ستحل مشكلة غزة. يقول شخص عسكري رفيع المستوى انه سيكون ردع ويتآكل بالتدريج. سيتآكل الردع بسبب اطلاق صواريخ على بلدات وسيكون تآكل في السلوك على الجدار ثم تكون جولة اخرى.



الجبهة الثالثة

من وجهة سياسية يكون الاجراء العسكري دائما مقرونا بمخاطرة. فما يبدو أولا أنه حيلة لامعة قد يصبح كارثة انتخابية. ولهذا يكره أكثر الساسة البدء بعملية عسكرية مُدبرة قُبيل انتخابات. والعملية العسكرية يصاحبها بالضرورة تخلي عن السلطة. فان آخرين يحسمون مصير المرشح مثل خطأ طيار أو قذيفة صاروخية تسقط على حضانة أو استهانة سكان بيت مشترك بتعليمات الأمن.

تم تقبل عملية "عامود سحاب" بدعم عام مطلق تقريبا. لكن لا يقين عند نتنياهو ألبتة بأن الوضع سيستمر كذلك. فقد استُقبلت حرب لبنان الثانية في بدئها بتأييد 80 في المائة من الجمهور والى ان انتهت اختفى أكثر الـ 80 في المائة.

ان جدول العمل يتحول، فالموضوعات الاجتماعية تُنحى جانبا ويسيطر الأمن. وتُنحى ايران جانبا ويعود الفلسطينيون. وهذا سيء لحزب العمل برئاسة يحيموفيتش وسيء للبيد. وهو جيد نظريا لاولمرت ولفني. ان الوضع الأمني السيّال حسن لليمين حينما يكون اليمين في المعارضة، فهو يستطيع ان يخطب خطبا عصماء ولا يجب عليه ان يتحمل مسؤولية. ويكون الوضع أكثر تعقيدا حينما يكون اليمين في الحكومة لأنه يمكن الفحص عن الفرق بين التصريحات العالية والاعمال بالفعل. فيمكن ان يهاجمه اليمين بسبب ما لم يُنجز وان يهاجمه اليسار بسبب عدم وجود المظلة الدولية. هزم رابين شمير في 1992 بعد ان نجح في ان يُظهر نفسه بأنه رجل أمن أكثر من الليكود. يكره الناخبون ان يروا عناوين صحفية عن قتلى ولا سيما حينما يكون القتلى جنودا. وفي هذا الشأن لا يوجد فرق كبير بين الكتلتين، فقد انتهى بيغن في 1984 بسبب أعداد القتلى في لبنان؛ وانتهى اولمرت لنفس السبب في 2006.

قبل شهر فقط هاجم نتنياهو اولمرت لأنه بدأ حربين لا داعي اليهما في حين انه، أي نتنياهو، في ولايتيه لم يبدأ أية حرب. ولم يأخذ نتنياهو في حسابه الحراك الداخلي في الجنوب. لم يُجذب الى هذه الحرب لكنها جذبته اليها. وسيفعل كل شيء يستطيعه كي لا يُجر الى حرب برية، ففي الحرب البرية يُقتل جنود وهذا سيء، وهذه كارثة قُبيل انتخابات.

قبل العملية في الجنوب بذل نتنياهو جهودا كبيرة لمصالحة اوباما فأرسل رُسلا وأجرى أحاديث واقترح احياء مسيرة السلام من جديد. وكان هذا الاجراء مفهوما لأن نتنياهو اخطأ وهو الآن يحاول اصلاح خطئه. ومن المؤسف ان ذلك تم بطريقة فظة جدا.

تتصل العملية في غزة على نحو ما بطلب الفلسطينيين القبول بهم دولة غير عضو في الامم المتحدة. فيصعب على حكومة اسرائيل ان تصارع في الوقت نفسه في جبهتين بأن تُجند العالم لمواجهة أبو مازن بسبب التوجه الى الامم المتحدة وان تُجند العالم لمواجهة أعدائه في غزة. ومن الخلف توجد الجبهة الثالثة، ايران. فالحكومة تطلب الكثير من العالم ولا تستطيع ان تعرض شيئا.

هاتف رئيس الوزراء في رام الله، سلام فياض، في هذه الاثناء اصدقاءه في واشنطن ويطلب سُلما للنزول عن الشجرة، فهو يعلم ان مجلس النواب الامريكي ينوي ان يرد على التصويت في الامم المتحدة بوقف تام للمساعدة المالية للسلطة الفلسطينية ووقف تام للمخصصات الامريكية للامم المتحدة، فاذا حدث ذلك فستنهار السلطة.

في هدوء تام ألمحت جهات في السلطة الفلسطينية لاسرائيل أنه حينما تعترف الامم المتحدة بأنهم دولة فلن يستغلوا حقهم في مقاضاة اسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي. ان التوجه الى المحكمة الدولية يقلق حكومة اسرائيل أكثر من الاعتراف بدولة. هذا تحسس نشك في ان يُجدي ومهما يكن الامر فان الأكثرية في مجلس النواب الامريكي ستوقف المساعدة.



ما الذي لا يجب فعله

ان ميخال فاسر تُعد لشهادة الدكتوراة في التاريخ وموضوع شهادتها هو قصف مدنيين من الجو في الحرب العالمية الثانية. وهو موضوع آسر وقد يكون ذا صلة ايضا. التقيت معها يوم الثلاثاء قرب بيتها في كيبوتس كفار عزة عند الجدار الغربي للكيبوتس. وقد كان ذلك اليوم بدأ بزخة مطر نقّت الجو جاءت بعدها شمس خريفية صافية مداعبة. وبدت بيوت غزة أقرب مما تظهر دائما. كان صاروخان انفجرا في داخل الحي خلال الاسبوع وتركا آثارا قاسية على جدران البيوت والشوارع الهولندية في الحي. أخذني عضو الكنيست شاي حرماش من كديما، وهو من أبناء الكيبوتس، في جولة على طول الجدار بازاء الحدود.

سألتها: ما الذي يجب فعله. "لا أعلم ما الذي يجب فعله"، قالت، "لكنني أعلم أنه لا يجب فعل ما يفعلونه الآن"، قالت. انتسبت في الانتخابات السابقة لحزب كديما. وقد انتسب 276 رجلا وامرأة في كفار عزة الى كديما وهذا عدد مدهش في كيبوتس فيه 220 عضوا فقط انتسب كل اعضاء الكيبوتس تقريبا وجاءت البقية من مناطق التوسيع. وكافأهم حرماش باحسانات حصل عليها من اجل سكان غلاف غزة – تحصين وتخفيف ضرائب وارض بالمجان. وبدأت جميع الاحسانات باقتراحات قانون خاصة من حرماش تبنتها الحكومة.

من المؤكد أنها لن تصوت لكديما هذه المرة بل ستصوت لميرتس.

هاتفتها أمس صباحا. كانت في البيت في غرفة محصنة. سألتها ما الذي تعتقده في العملية فقالت: "ليست هذه طريقة. هذا خطأ. ينبعث عنه رائحة سياسية قوية ورائحة انتخابية".

سألتها: ما هو حلك. "لا يُجربون اتجاهات اخرى بقدر كاف"، قالت. "ليس عندنا حكومة تهتم بالسلام وهذا يُحزنني".

وفجأة حدثت ثلاثة اشياء دفعة واحدة: فقد سُمع نذير اللون الاحمر، وسُمع صوت سقوط صاروخ فصاحت ميخال فاسر "واو، شيت". ماذا حدث، سألتها فقالت: "حدث سقوط صاروخ هنا، انها قذيفة رجم وقد سقطت قبل نذير اللون الاحمر".

بعد ذلك جلست لتكتب رسالة للصحيفة فكتبت: "لا تدافعوا عني. ولا تُرسلوا الجيش الاسرائيلي للانتصار. ابدأوا التفكير للأمد البعيد لا للانتخابات القادمة. وحاولوا ان تفاوضوا الى ان ينبعث دخان ابيض. مدوا أيديكم لأبو مازن وكُفوا عن الاغتيالات المركزة وانظروا في عيون المدنيين في الجانب الثاني ايضا.

"أنا أعلم أن أكثر الجمهور سيتهمني بالنفاق، لكنني أنا التي أجلس هنا حينما تسقط قذائف الرجم في ساحتي، لا ساعر ولا بيبي ولا شيلي ويئير ايضا، إنني أنا التي اخترت أن أُنشيء أبنائي هنا، فقد خدم أبنائي في وحدات قتالية وزادوا على ذلك سنة تطوع. نحن نعيش هنا ونحب البلاد. ان حربنا هي على صبغة الدولة لا على حدودها".
في اثناء عملية "الرصاص المصبوب" أرسلت فاسر رسالة الى صحيفة "هآرتس" وسمت العملية "حماقة مصبوبة".



عصر صواريخ الكاتيوشا


كانت في حديقة منزل دينا دغاني، وهي من القديمات في الكيبوتس، شجرة مانغا. وقد غرس هذه الشجرة زوجها الراحل يغئال. حينما أخلت اسرائيل مستوطنات سيناء في اطار اتفاق السلام مع مصر، ساعد على نقل كيبوتس حوليت من رفح الى موقعه الحالي في داخل الخط الاخضر وجاء بشجرة المانغا من هناك، من سيناء، وقد انفجر صاروخ الكاتيوشا على الشجرة فقضى عليها وثُقب الجدار، وصُورت الثقوب بصورة جيدة. جاءت رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش الى الكيبوتس وصُورت قرب الجدار وسافرت. وفي يوم الثلاثاء جاءوا بعامل الى هناك هو طالب عمل من افريقية. ودفعت الدولة وأصلح السوداني.



استضافني حرماش في شرفة بيته قريبا من مدخل الكيبوتس. وجاءت زوجته حافا بسوشي من سدروت. تناولنا السوشي وتحدثنا عن الوضع. فقال حرماش "الى ما قبل اسبوعين كان هنا زخم هستيري فلم يكن يوجد بيت خالٍ. اقترحنا على الأبناء العودة. وضعت 15 عائلة 10 آلاف شيكل رسوما مسبقة. وكانت الخطة ان تُجرى عليهم هذا الاسبوع امتحانات قبول.



"في اثناء الرصاص المصبوب تركت 15 عائلة الكيبوتس واختارت 3 منها مغادرة البلاد وعادت 10 الى الكيبوتس.



"بعد الرصاص المصبوب اعتقدنا ان البلاد ستهدأ اربعين سنة، فلم تكن لا اربعون ولا عصافير. كان ربيع 2011 الخط الفاصل. فقد أُطلق من غزة 55 قذيفة رجم ولم يكن رد عليها. وبعد اسبوعين وقعت حادثة الحافلة فقد دخلت حافلة صفراء فيها 55 ولدا الى ناحل عوز وحينما خرجت أطلقوا عليها صاروخ كورونت. لو أنهم أطلقوا عليها حينما دخلت لقُتل 50 ولدا وبرغم ذلك لم يوجد رد.



"ضعف الردع كله وأصبحت جولات القتال متقاربة – من مرة كل شهرين الى مرة كل اسبوعين. وانقضى عهد صواريخ القسام وبدأ عهد صواريخ الكاتيوشا، ولم يعد يوجد وقت كاف للانذار وليس مؤكدا ان التحصين كاف.



"الناس ينكسرون، وتقول الأمهات انهن بحياتهن هنا يقمن بعمل غير اخلاقي فهن يُنشئن اولادا مذعورين. حينما أخذنا الاولاد الى البحر هربوا مذعورين حينما صفر المنقذ. ورفض اولاد الصف التاسع النزول من الحافلة في غابة حروفيت وسألوا أين المنطقة المحصنة.



"ان المدن اليوم محصنة ففيها قبة حديدية وهي غير موجودة عندنا. لم تحصل 23 بلدة من بين 44 في غلاف غزة على تحصين لأنها تقع بين 4 كم ونصف الى 7 كم عن الحدود".



قلت: كنت رئيس المجلس الاقليمي. وقد اخترت السكوت حينما كانوا يصرخون في سدروت.



قال حرماش: "اجل. مثلنا دور بوباي. اعتقدت ان هذا يقوي السكان هنا. أردنا تطوير معهد سبير وان نجذب الصناعة وان نزيد عدد السكان، وكان من مصلحتنا السكوت.



"تغير الواقع تماما. ان الشعور هنا هو شعور بالمغادرة، فنحن نرى تأثير النساء والاولاد. وليست الدولة معنا".



أول أمس عدت وتحدثت الى حرماش فكان راضيا، فهم يفعلون شيئا ما في نهاية الامر.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق