هذه المرة الثانية منذ العدوان الاسرائيلي في العام 2008،2009، التي تطلق فيها المقاومة صاروخ كورنيت، المرة الاولى كانت في العام 2010، وهذه المرة اطلق الصاروخ باتجاه جيب عسكري اسرائيلي وأصيب اربعة جنود احدهم حالته خطيرة جداً، إسرائيل تجربتها كانت قاسية مع صواريخ الكورنيت في حرب لبنان ٢٠٠٦، حيث تم تدمير عدد كبير من الدبابات الاسرائيلية، ومقتل وإصابة عدد كبير من الجنود الاسرائيليين .
الكل انتظر أن تكون الليلة الماضية والأيام القادمة ساخنة جداً وكذلك الايام القادمة، نتانياهو عقد جلسة مشاورات مع وزير الامن الاسرائيلي ايهود باراك والجنرال بيني جنتس وقادة الاجهزة الامنية لدراسة كيفية الرد، وصباح اليوم اثناء اجتماع الحكومة الاسرائيلية أطلق نتانياهو تصريحات وتهديدات، برفع سقف الردود وانها ستكون عنيفة وقاسية جداً، كما شكل التصعيد الحالي فرصة للوزراء في الحكومة وقادة المعارضة من امثال زعيم كديما، شاؤول موفاز للتهديد والمطالبة بالرد بقسوة على حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية.
اسرائيل تستغل الدم الفلسطيني في الحملة الانتخابية الاسرائيلية للكنيست، والتهديدات من قبل قادة دولة الاحتلال وتنافسهم والمزايدة والتحريض على الدم الفلسطيني، التصريحات والتهديدات النارية من قبل الوزراء في الحكومة الاسرائيلية، وزير الامن ايهود باراك قال ان قوات الجيش ردت على التصعيد في الجنوب وإنها تدرس مواصلة الرد في الأيام القادمة، حيث استشهد اربعة فلسطينيين ارتفع عدد الشهداء الى 6 صباح اليوم، وإصابة العشرات بجراح مختلفة.
الكل توقع ان تكون جولة جديدة ساخنة جدا من التصعيد، لكن كيفيتها وماهيتها، ربما كانت الليلة الماضية غير واضحة، لكن منذ صباح اليوم بدأت تتضح معالم الرد الاسرائيلي من خلال التصريحات والتهديدات التي اطلقها نتانياهو، ومطالبة وزراءه بالرد بإعادة سياسة الاغتيالات باستهداف قادة المقاومة.
المقاومة الفلسطينية غيرت من قواعد اللعبة، وهي التي تبادر للقيام بالعمليات العسكرية، وتريد ان تنفي صحة الشعار الاسرائيلي المرفوع من قبل الجيش الاسرائيلي ان العدوان الاجرامي في العام 2008، "عملية الرصاص المصبوب" قد حققت اهدافها في الردع والحد من قوة وقدرة المقاومة، كما ان المقاومة غيرت من اسلوبها المعتاد بالاعتماد على إطلاق الصواريخ ردا على عمليات التصعيد الاسرائيلي، مع انها اطلقت الامس واليوم عشرات الصواريخ محلية الصنع تجاه المدن الاسرائيلية.
المقاومة خلال جولة التصعيد الحالية استهدفت قوات الجيش الاسرائيلي من خلال عمليات عسكرية مباشرة، وهذا ينظر اليه الجيش بقلق وخطورة كبيرة جدا، التقديرات تشير الى ان المقاومة تستغل الظروف الجديدة القائمة الان في المنطقة العربية، وتعمل على تغيير قواعد اللعبة والقول ان الردع لديها اصبح اكثر، وهي من تبادر بالرد على الجرائم الاسرائيلية.
التصعيد والأحداث الجارية منذ عدة شهور وهذه الايام تشبه الي حد كبير ما جري قبل العدوان الاجرامي في العام ٢٠٠٨، كما ان المقاومة وضعت تقديراتها على ان المستوي السياسي والعسكري الاسرائيلي هدفهما المركزي ايران، وهو صلب العملية الانتخابية، حيث يعتبر نتانياهو موضوع الهدوء الأمني مع قطاع غزة من اهم انجازات الحكومة الاسرائيلية بقيادة نتانياهو، ولم يضعا في حسابهما شن عملية عسكرية علي غرار الرصاص المصبوب، لان ذلك يعني تورط نتانياهو في قطاع غزة.
كما ان المقاومة تستغل التغيير الجديد في مصر ووجود الرئيس محمد مرسي في رئاسة مصر، وإسرائيل لا تريد احراج مصر، وتدرك ان الوضع الاسرائيلي الداخلي الان معقد بالنسبة لها، فالانتخابات الاسرائيلية في أوجها ولا تريد التشويش عليها، ومصر تغيرت ولا يوجد مبارك في الحكم كي يساعد في منح اسرائيل الغطاء كما جرى في العام 2008.
بعض الوزراء الاسرائيليين يدعون انه لا مبرر لعملية عسكرية برية كبيرة في قطاع غزة، ويتساءلون عن مبررها طالما ان اسرائيل قادرة على حماية مواطنيها وتحقيق الردع ضد المقاومة من خلال العمليات التي يقوم بها الجيش، ومن دون مبرر حقيقي حتى الان لا توجد نوايا لشن عملية عسكرية كبيرة في القطاع.
ومع ذلك فهذا قد لا يمنع الجيش الاسرائيلي من القيام بالرد بقسوة، وباستخدام وسائل اخرى غير معتادة للرد علي المقاومة، لتغيير قواعد اللعبة، ربما باستهداف قادة في المقاومة، او القيام بعمليات عسكرية محدودة في بعض مناطق القطاع، وتوجيه ضربات قاسية جدا، او يزيد من احتمالات شن حملة عسكرية كبيرة ضد قطاع غزة، وسنرى ذلك خلال الساعات والأيام القادمة كيفية الرد والى متى سيستمر التصعيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق