السبت، 3 نوفمبر 2012

الضربة القاضية!...اياد السراج

امام ابو مازن فرصة أخيرة ليضع نفسه في إطار كريم مع شعبه بعد ان أساء إلى صورته بتصريحاته عن "صفد" وعدم نيته بالعودة لها مما اعتبره الناس تنازلا عن حق العودة. وحتى لو كان ابو مازن يتنازل عن حقه الشخصي بالعودة إلى "صفد" فانه كان يضرب للباقي من الناس مثلا مكروها.



أساء ابو مازن لنفسه مرة أخرى حين صرح بأنه لن يسمح بانتفاضة ثالثة وكان بذلك يهين الشعب كله الذي لا ينتظر إذنا من احد لمقاومة الاحتلال وكان الاجدر به ان يقول ان انتفاضة ثالثة ستكون خيارا مؤكدا في وجه العنصرية وانه يحمل النتائج لنتنياهو.



وللحقيقة فإن ابو مازن كان مخلصا مع نفسه وبرامجه الانتخابية وتاريخه السياسي وإيمانه بان الطريق إلى الدولة هي المفاوضات ( وليس المقاومة المسلحة)وان حدود هذه الدولة هي حدود ١٩٦٧ وان باقي المسائل خاضع للتفاوض. وللعلم فقد تم انتخابه رئيساً بناء على هذا البرنامج.



المفارقة هي كيف يتحدث نتنياهو لشعبه والعالم وكيف يتحدث ابو مازن والفرق هائل ليس فقط تعبيرا عن اختلال ميزان القوى ولكن التمايز في البناء النفسي ، فبينما يعبر نتنياهو عن الإيمان المطلق بحق اليهود وانه يقود حرب العودة لأرض الميعاد وإخضاع أعداء اليهود وبنفسية الفاتح يتحدث ابو مازن بنفس المهزوم بما يقترب من الاستجداء عن السلام ونبذ العنف وهو يوجه كلامه إلى اليهود في إسرائيل الذين أصبحت العنصرية والتطرف هي السائد بينهم.



ولكن ابو مازن يهدد نتنياهو بالذهاب إلى الامم المتحدة والحصول على عضوية فلسطين فيها وان كانت غير كاملة وهو تهديد يأخذه نتنياهو على محمل الجد لانه يعرف خطورة أبعاده القانونية والسياسية. الموضوع ما زال في إطار التهديد ورده، وإسرائيل تحضر نفسها لاحتمالات انهيار السلطة إذا توقف تمويلها، أو انتفاضة جديدة، أو حرب إقليمية ولا يدري احد ماذا تحضر السلطة امام ذلك سوى ذلك الوعد الباهت بمنع انتفاضة ثالثة.



وبرغم كل التصريحات التي تؤكد عزم ابو مازن على المضي في التحدي فإني لا أراه ماضيا في مشروعه ولهذا فاني أتقدم باقتراح بسيط ينقذ ابو مازن من الوحل السياسي الذي أحاط نفسه به وان ينتصر لامته وشعبه هذه المرة وهي ربما تكون فرصته الأخيرة. الاقتراح يتلخص في ان يحضر آبو مازن إلى غزة ويعلن تشكيل الحكومة التي تم الاتفاق عليها في الدوحة والقاهرة قبل الذهاب إلى الامم المتحدة. ان أعلان الحكومة من غزة يبدد كل الشكوك حول دولة غزة المزعومة وهو ينسجم مع توصيات لجنة الخبراء في مجلس الامن آلتي أوصت بضرورة ان تكون للفلسطينيين حكومة واحدة لقبول طلبهم، والاهم من ذلك فانه يعيد اللحمة إلى الجسم الممزق.



أنني أخشى بأن لا يذهب ابو مازن للأمم المتحدة تحت وطأة الضغوط وقد سبق له التراجع في قصص أخرى . وأخشى ان يلوم ابو مازن حماس لانها لا تتعاون معه في المصالحة وهي حجة جاهزة ولهذا فإني أحرض حماس على الإعلان بأنها توافق على تشكيل الحكومة وأنها تؤيد الذهاب للأمم المتحدة باعتبارها جولة سياسية ننتصر فيها على الصهيونية وليست نهاية الصراع.



ان هذه الفرصة تتيح لأبو مازن توجيه ضربة قاضية لغرور نتنياهو ولأعداء المصالحة ويحظى بعدها باحترام العالم كله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق