وأضاف فيشمان في تحليله المنشور اليوم الخميس تحت عنوان "إسرائيل بالمصيدة" أطلقت يوم أمس الصواريخ باتجاه ايلات ولدينا أشخاص ممن يتصرفون وكأن الصواريخ سقطت علينا بشكل مفاجئ مثل الرعد في يوم صاف ويخبرون الجمهور بأنهم يحققون من أين أُطلقت الصواريخ وما هو مصدرها ومن أطلقها ولماذا فشلت القبة الحديدية، لكن عليكم أن تكونوا متأكدين من عدم وقوع خلل أو إهمال أو فشل".
ويقول فيشمان "الشيء الأخطر من كل هذا هو عدم قول الحقيقة وهي إن إسرائيل سقطت داخل مصيدة لا فكرة لديها عن طريق الخروج منها".
ويضيف فيشمان "أطلق قادة المؤسسة الأمنية الكبار بمناسبة ذكرى إقامة إسرائيل تصريحات احتفالية لكن في حقيقة الأمر لا حول ولا وقوة لهم فيما يتعلق بما يجري ويحدث في شبه جزيرة سيناء، علماً أن إسرائيل حصلت خلال الأيام الماضية على إنذارات عامة تتعلق بمجموعات تنظم صفوفها في سيناء استعدادا لتنفيذ عملية، وعلى هذا الأساس عزز الجيش من إجراءاته في منطقة ايلات، فنشر هناك بطارية صواريخ من نوع "القبة الحديدية" واتخذ سلسلة من الإجراءات والخطوات الاحترازية".
وأشار فيشمان "إذا صدقوا فيما قالوه حول وضع منظومة التنسيق مع الجيش المصري المنتشر في سيناء والذي وصفوها بالعلاقات التنسيقية الجيدة، فمن المنطقي أن نفترض أن الجيش المصري حصل من إسرائيل على معلومات تتعلق بالمخططات لتنفيذ عملية لكن ماذا فعل المصريون بهذه المعلومات؟ لا شيء عملي، تماماً كما لم يفعلوا شيئاً حيال الإنذار الذي نقلته إسرائيل لهم وانتهى بقتل 16 جنديا مصريا".
"إسرائيل داخل مصيدة ولا تعرف أو لا ترغب في الدفاع عن مواطنيها بمواجهة عمليات "إرهابية" تنطلق من أراضي دولة تربطها بها اتفاقية سلام وهناك بشرى أكثر سوءا وهي ان هذه المصيدة لن تتغير على الأقل حتى العام القادم؛ لان تعليمات محمد مرسي وخلافا لموقف المخابرات العامة المصرية تمنع الأمن المصري بأي شكل من الأشكال القيام بأية عمليات عنيفة ضد سكان سيناء البدو، ومن المعلوم أن انتخابات البرلمان المصري قد تأجلت حتى أكتوبر القادم وستستمر عدة أشهر، لذلك وحتى ذلك الوقت يمنع استفزاز البدو أو المبادرة بأية عملية عسكرية قد تؤثر على شعبية الإخوان المسلمين ما منح "الإرهاب" في سيناء حصانة حتى نهاية 2013 على الأقل" قال المحلل العسكري ليديعوت احرونوت.
وقال فيشمان تحليله بالقول "بذل المصريون خلال السنة الأخيرة الكثير من الجهد في مجال جميع المعلومات بما في ذلك التصوير الجوي وجمع معلومات عن القبائل والعشائر البدوية وزرع المخبرين في صفوفها، وطالما بقيت هذه الجهود محصورة في مجال جمع المعلومات فإنها ستحظى بإجماع مكونات القوة المصرية بأشكالها المختلفة ولكن حين يريدون ترجمة المعلومات الاستخبارية إلى عمل ونشاط فان هذا الإجماع ينهار ويتلاشى".
واوضح"تقليديا الجيش المصري لم يهتم بمحاربة "الإرهاب" لكن لا يوجد حاليا أي قوة او جهة يمكنها القيام بهذه المهمة والمصريون يتلقون إنذارات عن مخططات إرهابية تستهدف الإسكندرية والقاهرة نفسها، ما حول سيناء إلى بؤرة إرهاب تهدد مصر نفسها وما جعل الجيش المصري يحرك قوات "كوماندوز" لإحباط المخططات ومحاربة الخلايا الإرهابية، لكنه لا زال يتردد بالقيام بهذه المهمة خشية أن يحصد الفشل".
واضاف "حاليا تشعر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية برضا كبير من الأداء المصري خاصة في مجال لجم حماس ونشر المخابرات المصرية في سيناء وخلق دائرة حماية على معابر قناة السويس وعلى الحدود مع السودان وليبيا، لدرجة أن هذه المؤسسة تتغاضى عن تدفق الأسلحة والمواد الخام التي تدخل في صناعة المتفجرات إلى غزة، وإسرائيل مسرورة من الأداء المصري لدرجة تغاضيها عن الخرق السافر والمتكرر لاتفاقية السلام ليس أخرها قرار مصر العام الماضي إدخال قوات مدرعة كبيرة الى سيناء وحتى هذه الحقيقة من غير المسموح للإسرائيليين أن يعلموا به ويعرفوا عنه شيئا".
وقال"يمكن لإسرائيل أن تخبر المصريين وتقول لهم إذا كنتم غير قادرين على القيام بهذه المهمة سنقوم نحن بها وفي المرة القادمة حين نتلقى إنذار ولا تقومون بشيء حياله سنقوم نحن بذلك، لكن السؤال من عندنا يجرؤ على قول هذا والقيام به فهذه الأشياء ليست خطابات ذكرى قيام الدول بل الحياة الحقيقية التي تقضي بتحمل المخاطر والقول للمصريين بان الحدود الإسرائيلية مع سيناء ليست منطقة مهملة ومستباحة ولن نسمح لها بالتسبب بوقف الرحلات الجوية وحركة السياحة إلى ايلات. اختتم فيشمان محرضا على الدولة والجيش المصري".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق