الخميس، 18 أبريل 2013

الاردن يتجه لدور اقليمي 'جديد' غربا في الضفة الغربية وشمالا في درعا

القدس العربي اللندنية


بسام البدارين
خلافا لغالبية المرات يفترض ان تتضمن زيارة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني المرتقبة الى واشنطن مناقشات حيوية ومفصلة، تبدأ معها مرحلة جديدة في المساحة المخصصة للدور الاردني الاقليمي على صعيد الملفين السوري والفلسطيني حصريا.

يمكن بوضوح تلمس مؤشرات الاهتمام الاردني الاستثنائي بهذه الزيارة التي توصف بانها مفصلية وتاريخية، ليس فقط لطبيعة الملفات الحاضرة في السياق الزمني، ولكن ايضا لطبيعة الاستعدادات اللوجستية التي قد تتضمن مرافقة وفد اعلامي اردني كبير نسبيا قياسا بالزيارات المماثلة في الماضي.
الاهم ان الوقوف مجددا على محطة واشنطن الاسبوع المقبل والالتقاء بالرئيس باراك اوباما مجددا في اقل من ستة اسابيع والتحدث معه بصراحة يحصل بعد اربعة مستجدات.
اولها هي الاصغاء عن قرب لاوباما في زيارته الاخيرة لعمان، وترديد بعض كلماته ومواقفه من قبل رئيس الوزراء الاردني عبدالله النسور، خصوصا عندما يتعلق الامر باطلاق مفاوضات لعملية التسوية بمنأى ومعزل عن وسائل الاعلام.

المستجد الثاني يتمثل في المشاركة الاردنية الفعلية من وراء الكواليس بالترتيب للمفاوضات التي ستنطلق قريبا بين اسرائيل والفلسطينيين، حيث كانت عمان خلف الستارة حاضرة بقوة عبر كل المشاورات التي اجراها وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
اما الثالث فيتعلق بالتطورات الميدانية واللوجستية الخاصة بالوضع الحدودي الامني بين الاردن وسورية، فيما تأتي اتفاقية القدس الموقعة بين الملك والرئيس محمود عباس كمستجد رابع ينطوي على تمهيد لاتفاق كونفيدرالي بين الاردن وفلسطين، حسب مجريات الاستخلاصات النهائية لاستطلاع مركز الدراسات العربي ـ الاوروبي.
بسبب كل هذه المستجدات والتطورات الداخلية والاقليمية تكتسب زيارة الملك المقررة لواشنطن اهمية استثنائية، ويعتقد على نطاق واسع بان ماكينات الدور الاقليمي الاردني الجديد ستنطلق تماما بعد تعميدها سياسيا في واشنطن، مما يمهد الارضية لاستراتيجيات حديثة اردنيا، خصوصا على صعيد الموضوع السوري وعملية السلام والقضية الفلسطينية.
في التفاصيل يمكن ملاحظة ان كثيرا من الملفات الاردنية الداخلية معلقة الى حين اتمام هذه الزيارة، بما في ذلك ملف الدعم والتمويل للحكومة الاردنية تحت لافتة استضافة اللاجئين السوريين، اضافة لملف رفع الاسعار والتزام الاردن بوصفات صندوق النقد الدولي.
في المسألة السورية يمكن بوضوح رصد التحولات الميدانية التي تجري على الارض، فالاردن امنيا مشتبك مع التفاصيل والحيثيات في درعا جنوب سورية، كما فهمت ‘القدس العربي’ من تعليقات المحامي المتخصص بالجهاديين موسى العبداللات.
وسيناريو البحث بصراحة عن ‘وجود اردني’ تحت عنوان احتواء ازمة اللاجئين متواصل كما يلمح عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان محمد هديب.
قبل ذلك استبق رئيس الوزراء عبدالله النسور الجميع بمبادرة مفعمة بالايحاء السياسي عندما تحدث تحت قبة البرلمان علنا عن قرب اللجوء لمجلس الامن الدولي لطلب المساعدة فيما يتعلق بعبء اللاجئين السوريين.
هذا الموضوع تحديدا ستناقشه عمان مع واشنطن تفصيليا على هامش زيارة واشنطن الملكية المرتقبة، بعدما قرر مجلس السياسات الاردني الذهاب لاقصى مدى ممكن في استثمار وتوظيف ازمة اللاجئين السوريين ليس اقتصاديا فقط ولكن على صعيد تنشيط وتفعيل الدور الاردني الاقليمي.
لذلك يمكن الاستنتاج وببساطة بان مسألة العلاقة بين الاردن ودرعا ومجلس الامن وسيناريو المنطقة العازلة وكذلك سيناريو الاشتباك مع تنظيم النصرة و’القاعدة’ في بلاد الشام وكل هذه الحيثيات سيتم ترتيبها على هامش وقفة الاردن المهمة في محطة واشنطن قريبا.

بالمقابل تبدو عمان متجهة نحو واشنطن وهي مستعدة تماما للاستحقاق المقبل المرتبط بالقضية الفلسطينية والوجود في عمق المسألة الفلسطينية بعد اتفاقية القدس الاخيرة وسلسلة تفاهمات برمجت فعلا بالسر تحت عنوان الاستعداد بخطوات متسارعة نحو الاندماج الكونفيدرالي مع الاردن ستشهدها المنطقة قريبا.
معنى الكلام باختصار ان وقفة واشنطن الوشيكة اردنيا مهمة لانها ستضع النقاط على بعض حروف تحولات متوقعة في الاستراتيجية الاردنية، خصوصا على صعيد ترتيب دور جديد للاردن في المنطقة وعلى قياسات وبوصلة الاشتباك مجددا غربا مع الملف الفلسطيني وشمالا مع الملف السوري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق