وكانت إسرائيل قد شنت في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي هجومًا جويًا على قافلة أسلحة في سوريا، يقال إنها كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان. فيما قام ثوار جهاديون في السادس من الشهر الماضي بخطف 21 فلبينيًا من قوات حفظ السلام في مرتفعات الجولان. والتخوف القائم هو أن يتحول خطر حدوث عملية انتقامية من جانب إسرائيل إلى مناورة كبرى أو إلى تدخل إسرائيل على نطاق أكبر، لإنشاء منطقة عازلة في سوريا، وهو التخوف الذي يبدو واقعيًا، طبقًا لتقارير عديدة.
الخصومة المشتركة
للحيلولة دون ذلك، يتعين على الولايات المتحدة أن تقوم باتفاق وساطة ضمني بين إسرائيل والعناصر المعتدلة في صفوف المعارضة السورية.ورغم عدم وجود ما يجمع إسرائيل والمعارضة السورية، إلا أنها يتشاركان بالفعل الخصومة تجاه حزب الله وإيران، اللذين يعملان بكل ما أوتيا من قوة لإنقاذ نظام الرئيس بشار الأسد وعدم الإطاحة به.
وذكرت في هذا السياق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن تلاقي المصالح قد يمنح أميركا فرصة لعقد اتفاق سري بين إسرائيل وقيادة المعارضة السورية، ينطوي على موافقة تل أبيب على وقف تسليح وكلاء تابعين لها في سوريا لحماية حدودها، مع ضرورة عمل المعارضة السورية في نفس الوقت لإبعاد الجماعات المتطرفة مثل حزب الله وجبهة النصرة ومجموعات أخرى تابعة للقاعدة عن الحدود الإسرائيلية.
شريط حدودي
مضت الصحيفة تقول إن جيش نظام الأسد، الذي يضغط بشكل متزايد على القوى المعارضة في جبهات أخرى، قام مؤخرًا بسحب عدد كبير من قواته من الحدود مه إسرائيل، ليترك الساحة مفتوحة على مصراعيها أمام جماعات متطرفة مثل جبهة النصرة.
وقادت الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الخط الأمامي في مرتفعات الجولان إلى ظهور شائعات في سوريا تتحدث عن أن إسرائيل تخطط لإنشاء ودعم جيش بالوكالة بين الدروز السوريين. ومع أن تلك الشائعات قد تكون مبالغ فيها، فإنه لا تنفي شكوكًا في أن إسرائيل تحاول زرع أتباع لها عبر الحدود.
لكن الصحيفة أوضحت أنه إذا حاولت إسرائيل تأسيس قوات تنوب عنها في منطقة عازلة بطول الحدود، فمن شبه المؤكد أن ذلك سيعود عليها بنتائج عكسية، فتصرف كهذا سوف يدعو حزب الله وحلفاؤه وباقي الجماعات المتشددة للانضمام إلى الصراع، على غرار ما حدث في لبنان، وما أنتج حزب الله بدعم من إيران، لتحرير جنوب لبنان، وهو تهديد ما يزال قائمًا.
تقييد معلومات
بالإضافة إلى موافقة إسرائيل على عدم نشر وكلاء تابعين لها في سوريا، قد توافق جمعيات خيرية يهودية دولية وأميركية على زيادة المساعدات الإنسانية التي تقدمها بالفعل للمواطنين المدنيين السوريين في الوقت الحالي على نطاق محدود.
كما قد تقوم الولايات المتحدة في النهاية بتقييد المعلومات الاستخباراتية الجوية التي تقدمها للحكومة السورية بموجب اتفاق وقع في العام 1974، وهي المعلومات التي يمكن لمسؤولي نظام بشار استخدامها في استهداف الثوار.
وختمت الصحيفة الأميركية بتأكيدها أن أي اتفاق يُبعد المعارضة عن الجهاديين ويقلل من احتمالات التدخل الإسرائيلي في الأرض السورية ويركز كل الجهود بشكل كبير على الأسد لا بد وأن يروق في نهاية المطاف لكبار قادة المعارضة السورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق