المعلومات المذكورة أعلاه تجزم بها الأوساط المقرّبة من القيادي الإسلامي المتشدد بلال بدر، لكن مصادر عصبة الأنصار والأجهزة الامنية اللبنانية تنفيها نفياً قاطعاً، إذ تتحدّث الأخيرة عن «علاقة عاطفية تربط بين الفتاة المذكورة وشاب في حركة فتح تقدّم بطلب الزواج منها». وتذكر أنّ «الشاب كان يتردد إلى حيث تُقيم الفتاة، علماً أنّ منزلها قريب من مكان سكن بدر»، مشيرة إلى أن «العلاقة أثارت ارتياب بدر، الذي سارع إلى إبلاغ والدها شكوكه في وجود تنسيق أمني لاستهدافه». وكشفت المصادر أن «بدر أجبر والدها على استدعائها للاستماع إليها»، نافية كلّ ما أُشيع عن «فساد أخلاقي» اتُّهمت به الفتاة، مستندة إلى أنه أُطلق سراح الفتاة في اليوم التالي. أما ما تردد عن سيناريو متورّط فيه أحد القادة في حركة فتح المعروف بـ«طلال الأردني»، فردّته المصادر إلى أن كون «الشاب المرتبط بعلاقة مع الفتاة المذكورة هو أحد العناصر الموجودين لدى القيادي الفتحاوي، عزّز فرضية المؤامرة». وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن قوّة مسلّحة تابعة لـ«عصبة الأنصار» و«الحركة الإسلامية المجاهدة» تحرّكت في اليوم نفسها باتجاه منزل بدر لتسلّم الفتاة الموقوفة قبل أن يُصار إلى إطلاق سراحها.
موقف القادة الإسلاميين جاء مُنسجماً مع المعلومات الأمنية التي نفت «البُعد الأمني» للعملية، مؤكدة «الخلفية النسائية». وأشارت المعلومات إلى أنّ «عصبة الأنصار استجوبت الفتاة المتّهمة ثم أخلت سبيلها، بعدما تبيّن كذب ما أُشيع عنها». أما حول طلال بلاونة المعروف بـ «طلال الأردني»، فذكرت أنه قائد كتيبة في حركة فتح ويتبع لقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، علماً أنّه «سيّئ السمعة» بحسب ما يُتداول، لجهة شُبهات أمنية تحوم حوله. على عكس القيادي محمد العرموشي، الذي يُعدّ الأقوى بين قادة كتائب «حركة فتح» الأربع الناشطة في المخيم، علماً أن قطاعه ملاصق لـ «حي الطوارئ» الذي يقطنه غالبية الإسلاميين. وفي اتصال مع قائد الكفاح المسلح الفلسطيني سابقاً العميد محمود عبد الحميد عيسى الملقب بـ«اللينو»، نفى كل ما يُساق ضدّه، مؤكداً «رواية العلاقة العاطفية بين الشاب والفتاة المتّهمة».
تجدر الإشارة إلى أن الإسلامي الأصولي بلال بدر، الذي كان قد أصيب في الاشتباكات الأخيرة التي شهدها مخيّم «عين الحلوة»، يرى أن القادة الإسلاميين المعروفين في المخيّم أفل نجمهم. ويتردد أنه ينطلق من اتّهامهم بالتعامل مع كل من الأجهزة الأمنية اللبنانية و«حزب الله» ليُبرز نفسه وينتزع القيادة من عصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة لمصلحة المجموعات الإسلامية الأصولية. وفي هذا السياق، تتحدّث مصادر الأجهزة الأمنية اللبنانية عن وجود تواصل وتنسيق وثيق بين بدر والعناصر الإسلاميين الذين يدورون في فلكه، والشيخ أحمد الأسير، مشيرة إلى أنّ هؤلاء كانوا يُعدّون لاعتداء على حواجز الجيش المحيطة بالمخيّم، بعدما وجّهت قيادة الجيش قراراً حاسماً بمنع الأسير من التظاهر، إلّا أن تدخل «الحركة الاسلامية المجاهدة» و«عصبة الأنصار» وتهديدهما بقلب الطاولة في المخيم ردعا «المتطرفين».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق