وفي حديث إلى موقع «واللا» الإخباري العبري على الإنترنت، أكد غلعاد أن «تنظيم القاعدة ينتظر الفرصة للسيطرة على سوريا وتحقيق أهدافه فيها»، مشيراً الى أن «هذا التنظيم يعمل بشكل منهجي على بناء قدراته الخاصة في هذه الدولة، لكن مهما كان التهديد الذي يشكله هذا التنظيم، إلا أنه لا يقارن بالتهديد الذي يشكّله محور إيران وسوريا وحزب الله».
وقال غلعاد إن «تقدير الواقع في الساحة السورية يتغير بشكل مستمر، وأي تقدير يصدر اليوم عن سوريا علينا أن نعيد دراسته في يوم غد، وعلينا أن نفحص من جديد ما إذا كان صحيحاً أو لا»، مشيراً الى «وجود عناصر وعوامل متغيرة في هذا البلد، تفرض نفسها على أي تقدير إزاء الواقع السوري». وقال إن «النظام في سوريا يستند الى عناصر حيوية للغاية من جهته، تضمن له الصمود والبقاء، ومنها الجيش نفسه وما يتضمنه من وحدات خاصة مؤيدة، إضافة الى المساعدات الضخمة التي يتلقاها من إيران وحزب الله». لكنه أكد، في المقابل، أن «الأفق السوري يبدو كئيباً للغاية».
وأكد غلعاد أن واقع توازن القوة بين الطرفين كان كفيلاً حتى الآن بمنع الحسم الميداني في سوريا، مشيراً الى أن «نظام الأسد غير قادر في هذه المرحلة على التغلب على أعدائه، تماماً كما هي حال المعارضة، غير القادرة على فعل ذلك، إلا أن ما يبقى في هذا البلد هو الحرب الأهلية التي تدفع سوريا نحو الغرق، وربما نحو الانهيار والتفكك». وحذر من أن «الحرب في سوريا قد تتسبب بسيناريوهات خطرة، إلا أن الخشية الأساسية هي في عدم بقاء الدولة وتماسكها وأن تتجه نحو التفكك الى أجزاء، وهذا السيناريو يتضمن كثيراً من الأخطار وكثيراً من التهديدات».
وتطرق غلعاد، في سياق المقابلة مع موقع «يديعوت أحرونوت»، الى المصالحة بين تركيا وإسرائيل، واصفاً إياها بالمهمة جداً، مشيراً الى أن «أهمية ذلك مرتبطة أيضاً بالسياق النووي الإيراني، إذ لدى تركيا خصومة عمرها ألف عام مع بلاد فارس أو إيران، وهي لا يمكنها أن تسمح للإيرانيين بامتلاك سلاح نووي».
وتابع «ليس بإمكان تركيا أن تسمح لإيران بأن تتحول الى دولة نووية». وأكد غلعاد أن «المصالحة التركية الإسرائيلية، وإن لم تدفع العلاقات بين البلدين الى ما كانت عليه في السابق، لكنها مهمة جداً في سياق منع وإيقاف أي تدهور أو تصعيد إضافي بين الجانبين»، مشيراً الى أن «مسألة تأجيل اللقاء الذي كان مقرراً بين ممثلين عن الجانب الإسرائيلي ونظرائهم الأتراك لا يعني عرقلة في أصل المصالحة، بل مجرد تأجيل تقني بحت، ولا يشير الى أي دلالات استراتيجية سلبية على صعيد العلاقات بين الجانبين».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق