الأحد، 11 نوفمبر 2012

يديعوت أحرونوت : الرئيس الروسي أبدى تفهما لمطالب بيريس وحاجة إسرائيل الأمنية وضرورة بقاء تفوقها الجوي في المنطقة وعدم الإخلال بميزان القوى الراهن

قالت المعلومات الواردة من موسكو إن هذه الأخيرة تتجه لإلغاء صفقة صواريخ"إس 300" مع سوريا ، المفترض تسليم بطارياتها لدمشق العام القادم. وبحسب المعلومات والتقارير الصحافية ذات الصلة، فإن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، الذي يزور موسكو حاليا، تمكن من إقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بوقف الصفقة لما تمثله من "خطر على أمن إسرائيل". وكانت هذه الأخيرة فشلت خلال الأعوام الماضية في إقناع روسيا بعدم تصدير منظومة الصواريخ المضادة للطائرات المتطورة من طراز «اس 300» إلى سوريا. لكن الأمل تجدد لديها في منع تنفيذ الصفقة.




على هذا الصعيد،أشار المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"،أليكس فيشمان، المقرب من القيادة العسكرية، إلى أن سوريا وروسيا وقعتا عقوداً لشراء أسلحة دفاع جوي بقيمة تزيد على ملياري دولار، وأن مساعي إسرائيل لإحباط هذه الصفقة وصفقات غيرها باءت مراراً بالفشل، غير أن زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الأخيرة إلى موسكو، والتي التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحيت آمال إحباط هذه الصفقة، بعدما حمله قادة الجيش الإسرائيلي طلباً بأن يحاول منع تنفيذ صفقة الصواريخ المقرر تنفيذها في العام المقبل. وفي طلبهم، أصر قادة الجيش على التحذير من أن منظومة السلاح المتطورة هذه، والتي تغطي كل المجال الجوي الإسرائيلي ويصعب التشويش عليها، ستقود إلى تغيير دراماتيكي في ميزان القوى بين سوريا وإسرائيل وستلزم الدولة العبرية بالرد.



وكان بيريز قد طلب قبل عامين من الرئيس الروسي وقتها ديمتري ميدفيديف ورئيس حكومته بوتين منع وصول هذا السلاح لإيران واستجابا لطلبه وتم تعليق تنفيذ الصفقة، إلا أن المحاولات الإسرائيلية في كل ما يتعلق بسوريا كانت تصطدم بحائط العناد الروسي الذي أعلن أنه لا يستطيع إلغاء الصفقة لأسباب قانونية. ولكن أمس الأول، وفي ختام اللقاء بين بيريز وبوتين، صدر بيان جاء فيه أن «الرئيس بوتين أبدى تفهما وحساسية لاحتياجات إسرائيل الأمنية». وذكرت صحيفة «يديعوت» ان تفاؤلا حذراً شاع في أوساط الوفد الإسرائيلي المرافق لبيريز، بل يقولون إن الروس يتفهمون الحاجة للمحافظة على التفوق النوعي والعسكري لإسرائيل في المنطقة، وأنهم على ما يبدو استجابوا لطلب إعادة دراسة أمر تنفيذ صفقة صواريخ «اس 300» مع سوريا. وأوضحت «يديعوت» بالقول إن الموضوع الإيراني كان أيضاً على جدول أعمال لقاء بوتين مع بيريز. وأنهم في ديوان بوتين اكتفوا بإعلان حذر وغير ملزم بأن «روسيا لن توافق على وجود سلاح دمار شامل في إيران». ومع ذلك فإن حاشية بيريز تعتقد أن الروس تقدموا خطوة أخرى نحو إسرائيل في هذا الميدان.



إلا أن تقارير إعلامية أخرى ربطت الموقف الروسي الجديد من قضية صفقة"إس 300" بالمصير الغامض للنظام السوري، وقناعتها بأن هذا النظام سيشد الرحال بين عشية وضحاها ، وأن سوريا نفسها أصبحت ككيان على كف عفريت، وليس ثمة سوى الأحمق من يسلم سلاحا حديثا من هذا النوع لبلد أصبح هو نفسه مهددا في وجوده ، ناهيك عن النظام نفسه. إضافة لذلك، لعب فشل النظام السوري في حماية بطاريات الدفاع الجوي الموجودة لديه وفي منع استيلاء المسلحين الإسلاميين على أكثر تسع كتائب منها و/ أو تخريبها، بينها ثلاث كتائب من طراز" سام 5" في ريف دمشق، دورا كبيرا في بلورة الموقف الروسي الجديد. ونقل صحفيون عن مسؤولين روس شعورهم بالمهانة والذل وهم يرون المسلحين يجتاحون كتائب بطاريات الدفاع الجوي في العديد من المحافظات السورية أو يدمرونها ويحولون محتوياتها إلى خردة. ونتيجة لهذا، أصبح الروس على قناعة بأن النظام السوري المتهالك لا يستطيع بأي حال من الأحوال حماية بطاريات"إس 300" ومنع تخريبها أو نقل محتوياتها من قبل المسلحين إلى أطراف أخرى، لاسيما وأن السلطة في سوريا تتآكل بسرعة وتفقد سيطرتها الأمنية على البلاد بشكل متسارع.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق