فأفتى سلطان العلماء العز بن عبدا السلام - رحمه الله - بتحريم بيع السلاح للصليبيين ، و لم يكتفِ بذلك .. بل هاجَمَ الملكَ الصالح إسماعيل على منبر الجامع الأموي يوم الجمعة ، و ذمّه على فعلته الشنيعة ، و لم يدعُ له في الخطبة كما كان معتاداً إنما صار يدعو فيقول : "اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أولياؤك، و يذل أعداؤك" و الناس يضجون بالتأمين و الدعاء .
غضب الملك الصالح إسماعيل على العزّ بن عبدالسلام ، فضيّق عليه .. حتى اضطر العزّ - رحمه الله - إلى الرحيل ، فاختار أن يرحل إلى مصر ، فلما ودّع دمشق ، و صوّب أنظاره جهة مصر و حرّك خطواته الأولى إليها ، أرسل إليه الملك الصالح إسماعيل أحدَ خاصّته يفاوضه و يلاينه و يعرض عليه البقاء ، و قال له رسول الملك : ( بينك و بين أن تعود إلى مناصبك و زيادة أن تنكسر للسلطان و تقبل يده لا غير )
فانتفض الشيخ قائلا : ( و الله يا مسكين ، ما أرضاه أن يقبّل يدي فضلاً عن أن أقبل يده ، يا قوم أنتم في وادٍ، و أنا في وادٍ ، و الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق