عن موقع سوري
بتوجيهات من الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، دون أدنى شك أو ريب، وبالتنسيق مع وحدة إنزال جوي من القوات الخاصة الأميركية المرابطة في تركيا، سيطر المئات من مسلحي"جبهة النصرة" عصر اليوم على موقع "حلبية ـ زلبية" ، المعروف باسم"الكبر"، الواقع شمال غرب دير الزور بحوالي 80 كم ، على الضفة اليسرى لنهر الفرات . كما وسيطر المسلحون على بطارية صواريخ"سكود" منصوبة في المنشأة. وقالت مصادر ميدانية ... إن ما يتراوح بين 20 إلى 30 جنديا أميركيا أنزلتهم طائرة هيلوكبتر قرب الموقع عصر أمس بعد حوالي ساعة من سيطرة المسلحين على الموقع وعلى بطارية صواريخ"سكود" منصوبة في المنشأة، وقد شرع الجنود الأميركيون في تفتيش الموقع بدقة وتصويره بكاميرات خاصة، بينما كان آخرون منهم يجرفون مناطق مختلفة من المكان ، داخل وخارج المنشأة، ويأخذون عينات من التربة جرى وضعها بأوعية خاصة استقدمتها القوة الأميركية معها. وطبقا للمصادر نفسها، فإن القوة الأميركية أقلعت من المكان باتجاه الحدود التركية شمالا بعد حوالي ساعة من وصولها. وتبعد المنطقة عن الحدود التركية حوالي 160 كم، وهي مسافة لا تحتاج سوى لأقل من 15 دقيقة لقطعها بطائرة هيلوكبتر.
وفيما قالت مصادر تركية..... إن جنودا إسرائيليين رافقوا القوة الأميركية، قالت معلومات أخرى إن جميع الجنود أميركيون. وأظهر شريط (منشور أعلاه) سيطرة المسلحين على حظيرة / هنغار بطارية صواريخ "سكود" داخل أحد عنابرها في المنشأة نفسها ، ولم يكن ممكنا تحديد "موديلها" بسبب رداءة التصوير.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قصفت الموقع في أيلول / سبتمبر من العام 2007 بزعم أنه موقع لمفاعل نووي. وقد حاولت وكالة الطاقة الذرية الدولية مرارا زيارة المكان وتفتيشه، إلا أن السلطات السورية رفضت طلبها محاججة بأنه موقع عسكري، ولم تسمح لها بذلك سوى مرة واحدة أخذت خلالها عينات كشف فحصها عن وجود آثار يورانيوم مشع فيها "مصنّع بشريا" ( أي ليس خاما في الطبيعة). وهو ما فسرته السلطات السورية بأنه ناجم عن قصفه بقذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب. وبعد القصف الإسرائيلي له، عمدت السلطات السورية إلى تجريف أنقاضه وإقامة مبنى جديد في المكان عبارة عن هنغار/ حظيرة بطول وعرض ستين مترا خصصته لبطارية صواريخ "سكود" بعيدة المدى. وكانت.... حذرت مرارا، خلال العام الماضي، من أن الأميركيين يخططون مع ما يسمى "الجيش الحر" في تركيا من أجل الاستيلاء على الموقع بمرافقة خبراء من أجل فحص المكان ومعرفة حقيقة ما كان يجري فيه قبيل قصفه.
وكان سبق للقوات الأميركية الخاصة أن فعلت الأمر نفسه في العام 2003 ، حين كانت مرابطة في العراق، ولكن لمطاردة عناصر من "المقاومة العراقية"، ولمسافة لم تتجاوز مدينة "أبوكمال". كما أن قوة خاصة إسرائيلية نفذت إنزالا بطائرات هيلوكبتر في موقع"حلبية ـ زلبية" نفسه صيف العام 2007 ، انطلاقا من الأراضي التركية (أو من المجال الجوي للبحر الأبيض المتوسط، فلا يزال الأمر مجهولا) من أجل الحصول على عينات من الموقع وتصويره من الأرض، قبل أن تبلغ الأميركيين به وتقصفه في أيلول / سبتمبر من العام نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق