هاجمت اسرائيل الاراضي السوريه مرتين، حيث دمرت في الهجوم الاول قافله شاحنات اقلت صواريخ مضاده للطائرات كانت في طريقها الي حزب الله. وفي هجوم اخر، بلغ عنه السوريون انفسهم، دمر "معهد بحث" قرب دمشق.
وحسب منشورات اجنبيه، عملت اسرائيل من الجو، بقوه 12 طائره قتاليه. وقد شاركت في الطلعه الاولي،اربع طائرات وتسللت الطائرات الي المجال الجوي اللبناني فوق مدينتي الشاطئ صور وتوجهت نحو بلده الناقوره، المجاوره لراس الناقورة وغادرت المجال الجوي اللبناني. و بعد بضع دقائق من ذلك، تسللت الي سماء لبنان اربع طائرات قتاليه اخري، حامت في سماء لبنان حتي الساعه 2:00 بعد منتصف الليل. اما الغاره الثالثه فكانت عند الساعه 8:00 وشاركت فيها اربع طائرات اخري عادت كلها بسلام.
وحسب مصادر اجنبيه، دمرت الغاره الليليه قافله شاحنات اقلت صواريخ مضاده للطائرات بين بلده الزبداني السوريه وقريه نبشيت في لبنان. وحسب وكاله "ايه. بي" فان الصواريخ التي اخفيت في الشاحنات هي صواريخ روسيه دقيقه من طراز SA17 . وهذه صواريخ ذات حراك وتشغيل سهل نسبيا، وهي قادره علي مفاجاه الطائرات والتاثير علي حريه عمل اسرائيل خلف الحدود. كما ان الصواريخ هي ذات قدره علي اصابه طائرات قتاليه، بما في ذلك الطائرات ذات الطيران المنخفض.
ولكن "الرادارات لم تشخص اي تسلل ولهذا فمن ناحيه سوريا لم يكن هجوم". كما ان وكالات الانباء الحكوميه اللبنانيه افادت بان "لا صحه للتقارير عن هجوم في لبنان او في الحدود اللبنانيه السوريه".
و بعد بضع ساعات من ذلك يبدو ان شيئا ما تغير في السياسه السوريه. فبعد الساعه التاسعه مساء بقليل ظهر في وكاله "سنا" السوريه للانباء بيان بموجبه "تسللت طائرات اسرائيليه الي المجال الجوي السوري مع الفجر وضربت معهد بحوث علميه في منطقه جماريه شمال غرب دمشق. وحسب الجيش السوري، فان هذا معهد بحوث غايته رفع مستوي الدفاع الذاتي".
وحسب "سنا"، فقد تسللت الطائرات من شمال جبل الشيخ وحامت علي ارتفاع منخفض. وجاء ان العمليه ادت الي تدمير مبني المعهد. ونشر موقع لبناني امس بان المعهد الذي قصف "طور سلاحا كيميائيا". وفي البيان السوري، علي اي حال، ادعي الجيش السوري بانه في اعقاب الهجوم "واضح ان اسرائيل هي التي تشجع، تستفيد واحيانا تنفذ اعمال الارهاب في الاراضي السوريه". ". يبدو انهم في سوريا فضلوا الاعتراف بالهجوم علي الموقع قرب دمشق لصرف الانتباه عن الانباء "التي تدينهم" عن نقل السلاح الي لبنان. وبالمناسبه، فعند منتصف الليل ادعي الثوار بانهم هاجموا المنشاه.
بشكل رسمي، كما اسلفنا، اسرائيل لم تتطرق الي الهجمات، ولكن تدمير السلاح، اذا كانت نفذته اسرائيل بالفعل، فانه ينسجم مع الخطوط الحمراء التي ترسمها منذ فتره طويله وبموجبها لن تسمح بان ينقل الي حزب الله سلاح يخرق توازن القوي الناشيء في المنطقه بعد حرب لبنان الثانية. السلاح الذي "يحطم التوازن" كهذا هو سلاح غير تقليدي او سلاح تقليدي يسمح بالقفز درجه في قدرات منظمات الارهاب. والتقدير هو ان اسرائيل غير معنيه بالتصعيد والرساله هي انها لن تتردد في الهجوم في المستقبل اذا ما انتقل سلاح "محطم للتوازن" من سوريا الي حزب الله. وصرح رئيس الموساد الاسبق داني ياتوم في صوت الجيش امس فقال: "اذا كان هجوم، فان السبب هو انه تم اجتياز خطوط حمراء. لقد اوضحت اسرائيل ما هي خطوطها الحمراء، ولا يمكن تحديد خطوط حمراء دون الحفاظ عليها".
من ناحية اخرى كشف ضابط في قيادة الدفاع الجوي الحقيقة قائلا : " أن العدوان الإسرائيلي على دمشق صباح أمس الباكر استهدف هدفين وليس هدفا واحدا كما زعمت السلطة. واضاف إن الغارة الأولى استهدفت قافلة عسكرية سورية مؤلفة من حوالي خمس سيارات شاحنة على طريق يعفور ـ دير العشائر ، وفي عمق الأراضي السورية بعيدا عن الحدود بحوالي أكثر من خمسة كيلومترات. أما الهدف الثاني فهو "مركز جمرايا" للبحوث العلمية. وأكد الضابط أن السلطة أخفت عددا من المعلومات المهمة ، أولها أنها أنكرت واقعة الغارة على قافلة السلاح التي كانت متوجهة إلى لبنان. والثانية تتعلق بعدد الشهداء والجرحى في "مركز جمرايا". وقال المصدر في هذا الصدد"صحيح أن وقت الغارة كان بعد منتصف الليل، ولا يوجد في هذا الوقت خبراء وكوادر في المركز، لكن كان هناك عدد كبير من الضباط والعسكريين والحرس المناوبين. وفي معلوماتي الأولية هناك عشرات الشهداء والجرحى ، وليس فقط شهيدان وخمسة جرحى"، وهو ما ينطبق أيضا على عدد الشهداء والجرحى في القافلة أيضا.
وعن طبيعة الدمار في "مركز جمرايا"، قال المصدر إنه كبير جدا، موضحا بالقول"عمليا لم يبق هناك مركز. ورغم أنه ليس معروفا بعد عدد الصواريخ والقنابل التي ألقتها الطائرات على المركز، لكنها لا تقل عن عشرة، قسم منها خارق للأنفاق، وتمكن من ضرب المستودعات الخاصة بالمركز في باطن الجبل وتدميرها بالكامل ، فضلا عن تدمير أربعة كتل من المباني يتألف كل منها من عدة طوابق ، وسوت بعضها بالأرض". وأكد المصدر أن الطائرات المعادية، وبخلاف أكاذيب البيان الرسمي،اكتشفت كلها من قبل رادارات "محطة الاستطلاع الجوي" في المنطقة الوسطى (في شنشار ، جنوب حمص)، وعددها 12 طائرة دخلت من جنوب لبنان، وليس عبر المجال الجوي للجولان المحتل.
** حقيقة الهجوم :
روايات المواطنون القاطنون بالقرب من مركز البحوث العلمية اكدوا أنهم كانوا يتابعون سيناريو قصف المركز عن بعد لحظة بلحظة بعد سماعهم سقوط القذيفة الأولى على المركز.
وحسب رواية المواطنين أنهم اعتقدوا للوهلة الأولى أن الطيار الحربي هو سوري ومن المحتمل أن يقصف قواعد للجيش الحر، وأن القذيفة الأولى جاءت بالغلط في المركز، لكنهم تفاجؤوا بعدها بلحظات بوابل من القذائف على المركز وصلت
عددها لتسعة قذائف.
وقال المواطنون: أن القذيفة الأولى كانت الأخطر والرئيسية التي فجرت معظم أنحاء المركز، وللوهلة الأولى ومن قوة صوت الانفجار اعتقدوا أن قنبلة نووية قد تم تفجيرها.
وكشف أحدهم أن الوحدات العسكرية القريبة منهم كانت تراقب الغارة وكأن شيئاً لا يعنيها، مستغرباً أنهم حين سألوا أحد الضباط عن الضربة قال لهم: أن المسلحين كانوا يخططون لمهاجمة المركز ظناً منهم أن عناصر من حزب الله بداخله، والطائرات تقوم بضربهم وصدهم قبل الوصول للمركز.
وكذب مواطن آخر رواية النظام حول أعداد القتلى والجرحى (قتيلين وثلاثة جرحى)، مؤكداً ان المركز وعلى مدار الساعة يتواجد فيه أكثر من مائتي خبير وفني وعامل.
المضحك في الأمر أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة قالت في بيانها: الطائرات الإسرائيلية انتهكت الأجواء السورية، وقصفت بشكل مباشر أحد مراكز البحث العلمي المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس الواقع في منطقة جمرايا بريف دمشق»..
إن كانت المراكز المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس هذه حالها، فماذا بخصوص المناطق الأخرى؟! ولماذا لم تؤكد القيادة مجددا كما في السابق أنها سترد في الوقت المناسب؟!.
يبدو أن القيادة قررت أخيراً التنازل عن حق الرد لأجل علاقات حسن الجوار!!
** دوافع اسرائيل للاعتداء على الاراضي السورية :
لاشك ان الاعتداء العسكري الاخير للطيران الحربي الاسرائيلي على سوريا يعد تطورا جديدا على صعيد الازمة السورية الدموية التي ازهقت منذ اندلاعها قبل 23 شهرا ارواح اكثر من ستين الف شخص.
فبعيدا عن ان هذه الخطوة تعد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وتجاهلا جديدا للاسرة الدولية من قبل تل ابيب وبضوء اخضر من الادارة الاميركية ، بامكاننا ان نسلط الضوء عليها من خلال ربطها بالازمة السورية .
صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مصادر اميركية لم تكشف عن هويتها انهم كانوا على اطلاع بالنوايا الاسرائيلية في الاعتداء على سورية وطبعا انهم برروا الهجوم بانه كان يستهدف قافلة كانت تحمل السلاح الى حزب الله .
ولكن من الواضح ان الهجوم استهدف مركزا عسكريا للابحاث في ضواحي دمشق كان يمارس نشاطه في حقل المشاريع تسليحية .
اما الادعاء الاخر الاسرائيلي لتبرير الاعتداء فيذهب الى ان هذا المركز كان مخصصا لخزن الاسلحة الكيمياوية هذا في الوقت الذي يعرف المسؤولون في تل ابيب جيدا ان اي جيش كلاسيكي لايحتفظ بسلاحه الكيمياوي قرب المدن الكبيرة لان اي خطا سيقود الى كارثة انسانية في حين ان المركز الذي استهدف لم يكن في الصحراء بل في ضاحية مدينة دمشق . اذن ان اهداف تل ابيب من هذا الاعتداء العسكري على سوريا تكمن في:
1 - اضعاف القدرة العسكرية لسوريا وتعطيل برامجه التسليحية .
2- دعم المسلحين عبر كسر شوكة الجيش السوري وزعزعة معنوياته.
3- تمهيد الاجواء واعداد المناخ الدولي للتدخل العسكري في سورية.
وتفيد التقارير ان الهجوم الاسرائيلي على المركز العسكري البحثي السوري جاء عقب فشل محاولات الجماعات المسلحة في السيطرة عليه.
sameerqodeh@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق