07-02
ورغم أن فضائيات الإعلام النفطي أعلنتها عبر متحدثين باسم «الجيش الحر» ساعة الصفر لـ«الملحمة الكبرى»، وهو اللقب الذي أطلقته فصائل المعارضة على معركة تشتهيها لـ«الاستيلاء على دمشق»، إلا أن نفيها تم لاحقا ببيان من «المجلس العسكري الثوري الأعلى للحر»، منوهاً بالمعارك التي تجري في مناطق مختلفة من محيط العاصمة. ولاحقا نقلت مواقع تابعة لـ«الجيش الحر» إعلان «كتائب» أخرى تابعة له المشاركة «في نداء الجهاد» آتية من مناطق أخرى من سوريا، وبينها منطقة النبك التي تقع بين دمشق وحمص.واستخدمت في المواجهات المدافع والطائرات الحربية، كما السلاح الخفيف وقذائف الهاون من قبل الجيش، فيما استخدمت المعارضة الوهابية ـ الأميركية بكثافة قذائف الهاون ومضادات الطائرات كما مدافع الدوشكا والسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، ولا سيما في محيط جوبر وفي مخيم اليرموك.
ووفقا لما روجته مواقع الإعلام الموالية للسلطة في سوريا، فإن الخطوة العسكرية التي جرت كانت «استباقية» لمخطط يستهدف دمشق. وبيّن مصدر رسمي بلهجة «هادئة ومطمئنة» لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر أن الهجوم كان منسقا وجرى بالتزامن بين منطقتين، حيث تكمن التجمعات الكبرى للمسلحين، وهما داريا ومنطقة جوبر المتاخمة لساحة العباسيين، ولكن من دون أن يكون هناك توقيت واضح لإنهائها، رابطا ذلك «بقدرة الجيش على تمشيط المناطق بعد انتهاء المواجهات".وهي مواجهات لا تخبو حتى تندلع من جديد، على ما يبدو، فما زالت العملية العسكرية مستمرة في مدينة داريا وفي محيط بلدة معضمية الشام المتجاورتين، والمحيطتين بمطار المزة العسكري، كما تستمر عمليات عسكرية يقوم بها الجيش في الزبداني وعدرا على مدخلي دمشق الشرقي والغربي. وجرت عمليات عسكرية قرب مدخل دمشق الجنوبي في الكسوة أيضا. وأعلنت الصفحات الموالية، ولا سيما «صفحة الدفاع الوطني» على شبكة «فايسبوك»، عن قتلى «بالمئات» لدى المسلحين ، وهو دجل لا أساس له. فإعلام السلطة الموازي دأب منذ أشهر على التعامل مع المسلحين كما لو أنهم "برغش" يجري قتله ببخاخات "بيف باف". وأوردت صفحات أخرى أسماءهم. وتزامن هذا مع إعلان صفحات للمعارضة عن أسماء قتلاها «من المجاهدين» ولا سيما في زملكا ودوما وبأعداد مرتفعة.
وخلافا لما ذاع إعلاميا، بقيت الحركة في مدينة دمشق طبيعية، وإن كانت على بعد عشرات الأمتار في بعض المناطق من أماكن المواجهات، كما جرت اعتقالات في مناطق كركن الدين وكفرسوسة والميدان في وسط دمشق، وشوهدت سحب الدخان الأسود من مناطق مختلفة أبرزها جوبر، فيما ظلت أصوات المعركة تشير على استمراريتها طوال النهار. ولاحقا أعلن الجيش السوري سيطرته الكاملة على بلدتي حران العواميد وكفرين بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيات مسلحة أسفرت عن تدمير مقارّهم بالكامل ومقتل كل من كان داخلها. من جهتها ذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن المعارضة تمكنت من الاستيلاء على حاجز «حرملة» في جوبر، وأنها رفعت الأذان من مسجده للمرة الأولى منذ عام.
على صعيد متصل، أقدمت عصابات "الائتلاف" الذي يترأسه المرتزق القطري ـ الأميركي معاذ الخطيب من مسلحي "الجيش الحر" على تصفية عشرات العمال بعد تفجير باصهم في حماة. وقالت وسائل إعلام مختلفة إن المسلحين فخخوا باصا لعمال مؤسسة معامل الدفاع في حماة ، ما أدى استشهاد نحو 30 عاملا وإصابة قرابة 200 بجروح غالبيتهم من العمال المدنيين من قرى العاصي جنوب غرب حماه، ومن قرى تابعة لمدينة السلمية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «إرهابيين انتحاريين فجرا سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات قرب الكراج في حي الجمعية الغربي السكني في تدمر، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى بين المواطنين».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق