رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد معاذ الخطيب، من جهته، لم يعلن دفن مبادرته، بل وجَّه نداءً وصفه بالأخير للرئيس الأسد، طالبه فيه «بوقف العنف والانصياع للحلّ السياسي وأن يتفهم معاناة الشعب السوري». وأعلن أنّ «النظام السوري لم يعط أي ردّ واضح على مبادرتي للحوار»، مهدداً بالتخلي عن المبادرة في حال تبيّن أنها «ستسقط الثورة». وصرّح الخطيب، في مؤتمر صحافي عقب لقائه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، «نحن لا نسعى للحرب وليس لدينا مانع من أن نتابع حتى نفنى جميعاً من أجل حرية سوريا، ونتحرر من هذا النظام». وأضاف «عرضنا لمبادرة تفاوضية لم يكن من باب ضعف، ولكن من باب مدّ اليد لوقف معاناة الشعب السوري، وأحذر النظام من أنه قد لا تتاح له فرصة أخرى لمثل هذه المبادرة». ونفى أن تكون مبادرته قسّمت المعارضة، غير أنّه أقرّ بوجود «اعتراض على طريقة تنفيذها»، مستدركاً «لكن الجميع اتفق على ضرورة رحيل نظام بشار». ورأى الخطيب أنّه «نحن نرفض التدخل الخارجي، ولكن إذا استمر النظام في تعنته فكلّ الخيارات مفتوحة». وتابع أنّ «هناك اجتماعاً خلال أيام للهيئة السياسية للمعارضة للسورية لمناقشة الأمر ودراسة الخطوات التالية»، مشدداً على أن «الاستمرار في المبادرة من عدمه مرهون بمصلحة الشعب السوري».
وفي القاهرة أيضاً، قال رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب إن العربي وعده بأن يكون لائتلاف المعارضة السورية مقعد في الجامعة العربية.
طهران، بدورها، واصلت خطابها المنفتح على المعارضة السورية، وقال وزير الخارجية علي أكبر صالحي، إنّ المعارضة السورية «حقيقة موجودة»، ويعلو فيها صوت «معتدل» و«عقلاني»، بحسب حديث نشرته صحيفة «الوطن» السورية أمس. وأضاف صالحي «إذا كان أحد قد راهن أو تصور أن تسقط الحكومة السورية، فهذا تصوّر خاطئ والأيام أثبتت ذلك، وفي الوقت نفسه فإن المعارضة أيضاً حقيقة موجودة لا نستطيع إنكارها». وأوضح أنّ بلاده تميّز «بين المعارضة الحقيقية والمرتزقة (من) غير السوريين ممن يحملون السلاح، وجاؤوا من الخارج لخدمة ملفات خارجية معينة».
في سياق آخر، أكّد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، «استمرار دعم سوريا لنضال الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق تطلعاته المشروعة»، مشيراً إلى أنّ «الكثير ممّا تواجهه سوريا اليوم هو نتيجة لمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية». ولفت، بعد لقائه وفداً من منظمة التحرير الفلسطينية، إلى «حرص سوريا على اللاجئين الفلسطينيين»، مشدداً على «ضرورة عدم زجّهم في الأحداث الجارية في سوريا».
ميدانياً، وقع انفجار كبير على الطرف التركي من الحدود مع سوريا، بالقرب من معبر باب الهوى. وقتل ثلاثة عشر شخصاً منهم ثلاثة أتراك، وأصيب نحو ثلاثين آخرين. وقال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إنّ «الانفجار يوضح لنا بشكل جليّ أننا على حقّ في مواقفنا التي نتبنّاها بشأن الإرهاب، والأزمة السورية الراهنة».
وامتنع نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج عن إعطاء تفاصيل عن سبب الانفجار، وأشار إلى أنّ «كلّ الفرضيات مطروحة». واكتفى بالقول إنّ «الانفجار أصاب حافلة صغيرة تحمل لوحة تسجيل سورية وآتية من سوريا».
بدوره، تحدثّ مسؤول في وزارة الخارجية التركية عن احتمال أن يكون الانفجار نجم عن اعتداء بسيارة مفخخة. وأعلن هذا المسؤول، الذي رفض كشف هويته، أنّ «هناك احتمالاً بنسبة 51 في المئة أن يكون هذا الانفجار هجوماً إرهابياً».
وتزامن التفجير مع موعد مقرّر لعبور موكب وفد من «المجلس الوطني السوري» المعارض، كان متجهاً للاجتماع مع قادة عسكريين معارضين في سوريا، بحسب ما أفاد الرئيس السابق للمجلس عبد الباسط سيدا. ولفت إلى أنّه «لأسباب تتعلق بالعمل تأخرنا عن الموعد، وكان الانفجار قبل وصولنا، لكننا تابعنا طريقنا والتقينا مع القيادة في الداخل».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق