الجمعة، 22 فبراير 2013

صحيفة "غلوبز"الإسرائيلية: الترخيص منح لشركة "جيني إنيرجي" الأميركية التي يملك روبرت مردوخ معظم أسهمها ويتولى ديك تشيني منصب المستشار فيها!؟


كانت النتيجة الأولى ، غير المباشرة، للثورة الوهابية في سوريا هي ضياع الجولان "إلى الأبد" من أيدي السوريين. فسواء سقط النظام أو بقي، وبغض النظر عن أي مآل تنتهي إليه الأزمة السورية ، وأيا كانت طبيعة النظام الذي سيخلف النظام الحالي، فإنه لن يستطيع استعادة الجولان إلى السيادة السورية. لقد فشلت سوريا في ذلك، حربا وسلما، وهي في "أوج قوتها"، فكيف بها الآن وقد أصبح جيشها بحكم المفكك كليا، وأكثر من 30 بالمئة من تجمعاتها السكانية و50 بالمئة من بنتيتها التحتية واقتصادها مدمرا كليا، والتي تحتاج لإعادة إعمارها ـ في أفضل الحالات وبافتراض توقف الحرب غدا ـ إلى ربع قرن على الأقل!؟
القضية الثانية التي تكرس هذا الواقع هي اكتشاف النفط ، وربما الغاز أيضا، في القسم الجنوبي من الجولان ،وقرار الحكومة  الإسرائيلية منح تراخيص للتنقيب عنه لشركة أميركية من أبرز باروناتها ديك تشيني وروبرت مردوخ! فقد أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية، أمس، أنها منحت شركة أميركية ـ إسرائيلية للطاقة أول رخصة للتنقيب عن النفط في الجولان السوري المحتلوذكرت الوزارة إن شركة «جيني انرجي» حصلت على رخصة للتنقيب بعدما قررت إسرائيل العام الماضي السماح بالتنقيب عن النفط والغاز في الجولانوما زالت الشركة، ومقرها نيوجيرسي، تحتاج إلى الحصول على مزيد من تصاريح العمل قبل بدء الحفر، وهو ما قد يستغرق أعواما وجاء قرار الحكومة الإسرائيلية تصديقا لما كشفته صحيفة"غلوبز" الإسرائيلية، المتخصصة في المال والأعمال، قبل ذلك بيوم واحد. وكانت "غلوبز" كشفت في تقرير حصري بها أول أمس أن شركة" جيني إنيرجي" يتولى رئاستها المستوطن والوزير السابق إيفي إيتام ، وأن بارون الإعلام العالمي روبرت مردوخ أحد أبرز المساهمين فيها ، بينما يشغل ديك تشيني ، نائب الرئيس الأميركي السابق، وأحد أبرز عتاة المحافظين الجدد، منصب المستشار فيها.
وبحسب ما ذكرته "غلوبز"في تقريرها، فإن الترخيص يشمل نصف مساحة الجولان ، وتحديدا المنطقة الواقعة ما بين مستعمرة "كتسارين" في الشمال ومستعمرة تزيماخ الواقعة عند الزاوية الجنوبية لبحيرة طبرية، قبالة "الحمة" السورية.  
وطبقا للصحيفة، فإن عملية منح تراخيص التنقيب بدأت بعد إجراء الاختبارات الجيولوجية التي أشارت إلى احتمال كبير لوجود النفط  في جنوب هضبة الجولان. وعلى هذا الأساس، أعلن وزير الطاقة والموارد المائية ، عوزي لاندو، الصيف الماضي أن الجولان منطقة مفتوحة للتنقيب عن النفط والغاز والأنشطة الإنتاجية المتعلقة بها. وبعد الإعلان، تلقت مفوضية النفط في الحكومة الإسرائبلية طلبين للحصول على ترخيص للتنقيب عن النفط في منطقة جنوب الجولان تبلغ مساحتها آلاف الهيكتارات، وقد فازت شركة "جيني إنيرجي" الأميركية بالامتياز في مواجهة شركة "ألترا".
وقالت الصحيفة إن فوز"جيني إنيرجي" ينطوي على مغزى خاص بالنسبة لإيفي إيتام الذي يقيم في مستعمرة"موشاف نوب" في الجولان، في إشارة إلى أنه كان جنرالا في الجيش الإسرائيلي قاتل ضد الجيش السوري في حرب "يوم كيبور"(تشرين)العام 1973 ونال "وسام الشجاعة" على دحره الجيش السوري من المنطقة(القطاع الجنوبي) بعد أن كان السوريون استولوا عليها خلال الأيام الأولى للحرب.
ولفتت الصحيفة إلى أن قرار الحكومة الإسرائيلية منح الترخيص جاء عشية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسرائيل، مشيرة إلى أن  قرارات من هذا النوع كانت تغضب الأميركيين في الماضي، كما حصل عندما وافقت إسرائيل على بناء مستوطنات في القدس الشرقية المحتلة عشية زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن. وأشارت الصحيفة إلى أن الترخيص يمكن أن يتسبب في احتجاج دولي ، بالنظر لأن المنطقة محتلة وفقا للقانون الدولي، ولا يحق لإسرائيل منح هكاذا امتيازات فيها، والتي يصنفها القانون الدولي في باب جرائم الحرب. لكن الصحيفة نسيت أن سوريا غارقة في الدم والخراب إلى رأسها، وأن السلطة المافيوية التفريطية المجرمة الحاكمة فيها لم تكن لتستطيع أو تتجرأ على فعل شيء في وجه الممارسات الإسرائيلية في الجولان ، ولا حتى فوق القصر الرئاسي وضواحيه في "عين الصاحب" أو عمق الأراضي السورية في دير الزور، حين كانت في "أوج قوتها"، باستثناء بيانات الشجب والاستنكار، فكيف بها الآن وقد أصبحت مقسمة ومتناتشة بين سلطة من المافيات ومعارضة من الجواسيس والعملاء!؟
هكذا يلتقي النفط والديكتاتورية والوهابية مرة أخرى في تحالف موضوعي على التفريط بحقوقنا الوطنية. لكن التحالف هذه المرة ينطوي على مغزى خاص يتعلق بالجولان ، رمز الكرامة الوطنية المجروحة للشعب السوري الذي تسرق حقوقه الوطنية وتهان كرامته دون أن يستطيع فعل أي شيء سوى ...قتل بعضه بعضا بالسواطير والسبارات المفخخة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق