وأعرب خبراء إسرائيليون عن استغرابهم من هذه التدريبات ومن تصريحات الوزير، إذ أن الجيش الإسرائيلي نفسه قال: إنه يعرف أن حركة حماس لم تكن الجهة التي أطلقت الصواريخ باتجاه إسرائيل وأنها غير معنية بالتصعيد مع إسرائيل وأن الصواريخ أطلقت من طرف تنظيمات متمردة عليها. وحزب الله لم يطلق رصاصة باتجاه إسرائيل منذ حرب 2006. وأعربت صحيفة "معاريف" عن تقديرها أن هذه اللهجة هي تعبير على التغيير الذي حصل في وزارة الدفاع، إذ حل يعلون محل إيهود باراك. ويعلون متطرف بشكل عام ولا يثق بحماس ولا حتى بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، رغم تصريحاته ضد العنف ومحاربة أجهزته الأمنية للإرهاب.
وقالت: إن يعلون، لا يثق أيضا برئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان. ومع أنه وافق على أن يقدم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الاعتذار له حول مقتل تسعة أتراك على سفينة "مرمرة"، إلا أنه صرح بأن هذا الاعتذار لن يحل المشكلة مع تركيا وأنها تتخذ مواقف معادية من إسرائيل لأسباب استراتيجية وليس بسبب مقتل الأتراك. وعليه، فهو يحاول إظهار تغيير في لهجة وزارة الدفاع في عهده، وهذا لا يعني بالضرورة أنه تغيير في السياسة.
وكانت منطقة الجولان السوري المحتل في الشمال، ومنطقة النقب في الجنوب، قد شهدت في الأيام الأخيرة تدريبات مكثفة ومتواصلة، قال الجيش فيها إن تدريبات الجولان تحاكي خطة للجيش الإسرائيلي ترمي إلى احتلال الجنوب اللبناني، بادعاء أن حزب الله اليوم تغير وأصبح يملك ترسانة صاروخية أكبر وأكثر تطورا ويتمركز فوق وتحت الأرض والحرب معه واقعة لا محالة، وقال إن تدريبات الجنوب تحاكي عملية اجتياح لقطاع غزة "إذ أن إسرائيل لم تعد تحتمل إطلاق صواريخ على بلداتها".
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية لصحيفة "يسرائيل هيوم"، إن هناك قناعة ثابتة بأن الأوضاع في سوريا تقترب من الانهيار وأن لبنان بات ساحة أساسية في الصراع السوري، وفي هذا نذير سوء بالنسبة لإسرائيل وعليها أن تستعد لمواجهة أسوأ وأخطر الاحتمالات. وبدا من التدريبات أن الجيش يخطط لقصف مكثف مدمر للأبنية ومنصات إطلاق الصواريخ واجتياح جارف وسريع ومحاولة لإنهاء الحرب خلال أيام قليلة. وقد استخدم الجيش في تدريباته معدات وأجهزة متطورة لتنفيذ عمليات تحت الأرض، بادعاء أن حزب الله في لبنان وحماس والجهاد في قطاع غزة حفرت الخنادق وبنت تحصينات تحت الأرض.
ولكن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بهاتين الجبهتين، وراح يستعد لاحتمال أن تنضم سيناء إلى التصعيد الأمني، وذلك بقصف صاروخي أو هجمات فدائية. وأعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قوات الدفاع الجوي نصبت خامس بطارية لمنظومة "القبة الحديدية" المتطورة، المضادة للصواريخ التي تطلق على البلدات الإسرائيلية. وتم نصبها هذه المرة في إيلات، بدعوى أنها موجهة لصد صواريخ قد تنطلق من سيناء باتجاه إيلات جنوبا وتل أبيب ومنطقة المركز المحيطة بها شمالا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق