وقالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، أمس، إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بالتعاون مع أجهزة استخبارات غربية تبذل جهوداً كبيرة في محاولة لتعقب خطة إيرانية لاستئناف إدخال صواريخ «فجر 5». وأشارت الصحيفة إلى أن إيران أدخلت صواريخ «فجر 5»، التي يصل مداها إلى 75 كيلومتراً، إلى قطاع غزة خلال السنتين اللتين سبقتا العملية العسكرية «عمود السحاب» التي تشنها إسرائيل ضد غزة حالياً. وأضافت إنه في موازاة ذلك تم صنع صواريخ بقطر 8 بوصات على أيدي حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بالاستناد إلى خبرات إيرانية ويصل مداها إلى 80 كيلومتراً أو أكثر قليلاً.
وأعلنت إسرائيل أنه في الغارات الجوية الأولى على القطاع، التي أعقبت اغتيال القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري، دمرت معظم مخزون الصواريخ المتوسطة المدى في القطاع وقسماً من ورشات صنع صواريخ كهذه. وقالت الصحيفة إنه لا تزال إسرائيل تواجه صعوبة في تقدير دور إيران في جولة القتال الحالية في غزة، وإن معظم ضباط الاستخبارات الإسرائيليين يقدرون أن جولة التصعيد الحالية اندلعت لاعتبارات محلية لدى الفصائل في غزة، لكنهم يرجحون أن التوتر يخدم مصلحة إيران لأنه يصرف الأنظار الدولية إلى غزة بدلاً من التركيز على البرنامج النووي الإيراني.
في المقابل، أعلن اللواء جعفري، على هامش افتتاح المنظومة التصويرية للتعبئة «الباسيج»، أن ايران لم ترسل أي أسلحة بشكل مباشر الى غزة، قائلاً «نحن فقط نقلنا وسننقل تقنيتنا على الصعيد العسكري الى غزة وباقي الشعوب المضطهدة والمسلمة التي تتصدى للمتغطرسين والمستكبرين». وحول صاروخ «فجر 5» قال جعفري: «لم نرسل هذه الصواريخ بشكل مباشر الى غزة، لكننا نقلنا تقنيتها من ايران الى المقاومة، وكميات كبيرة من هذه الصواريخ تنتج حالياً»، مشيراً الى أن حصار غزة لا يسمح بإدخال صواريخ الآن.
إلا أن رئيس مجلس الشورى الايراني (البرلمان) علي لاريجاني، أكد من جهته، أن بلاده تقدم مساعدة «عسكرية» للفلسطينيين ولحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. ونقل موقع البرلمان الإيراني على الانترنت عن لاريجاني قوله «نحن فخورون بالدفاع عن الشعب الفلسطيني وحماس... نحن فخورون بأن مساعدتنا كانت مالية وعسكرية».
وانتقد المرشد الأعلى للثورة الايرانية علي خامنئي، موقف الدول العربية والإسلامية في تعاملها مع حوادث غزة، وطالبها بأن تساعد أهالي القطاع وتسعى إلى رفع الحصار عنهم. ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن خامنئي، قوله، «إن تعامل الدول العربية والإسلامية تجاه أحداث غزة لم يكن تعاملاً مناسباً، لأن البعض اكتفوا بالكلام فقط، فيما البعض الآخر لم يدينوا الصهاينة بالكلام حتى». وأضاف إن «الذين يدعون الى وحدة العالم الإسلامي وقيادته، يدخلون بصراحة في القضايا الأخرى التي تضمن مصالحهم، إلا أنهم في هذا الموضوع يمتنعون حتى عن الإدانة الصريحة للصهاينة لأن أميركا وبريطانيا طرف فيه، وكأقصى أمر ممكن يكتفون بالدعم اللفظي العديم القيمة».
وقال إن «على الدول الإسلامية وخاصة الدول العربية، أن تعدل من سلوكها في هذه القضية، وأن تساعد أهالي غزة المضطهدين، والشجعان في الوقت ذاته، وأن تسعى إلى رفع الحصار عنهم».
(أ ف ب، مهر، يو بي آي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق