الأحد، 18 نوفمبر 2012

(غزة هاشم ) تفاوض العدو بالصواريخ والدماء ...الكاتب: منذر ارشيد

عقود من المفاوضات السياسية مع العدو انتهت إلى أوهام لا بل كوابيس أرقت مفاوضنا الفلسطيني وقد قالها مراراً وتكراراً ( لا فائدة )

عقود من السلامات والقبلات والتحيات والورود التي قدمها مفاوضنا الفلسطيني حتى أظهر للعالم المتحضر أننا كفلسطينيين أكثر حضارة من حضارتهم وهم صناع السلاح المدمر لا بل هم من سفك دماء الشعوب في غزواتهم للعراق والصومال وأفغانستان

ماذا غيرت ثقافتنا الحضارية ونحن نثبت للعالم أننا طلاب سلام وقد أوقفنا كل أشكال المقاومة ومنعنا حتى الإحتكاك مع العدو وجنوده ومستوطنوه وهم يستبيحون الشجر والحجر والبشر في أبشع صور الإجرام الوحشي .!

اليوم غزة هاشم وبعد أن طالها ما طالها قبل أربع سنوات جراء الحرب التي شنها العدو عام 2008 وقد حولها إلى ركام وأنقاض وأكثر من ألفي شهيد وعشرات الالاف من الجرحى

اليوم غزة ترضخ للتفاوض مع العدو ولكن أي تفاوض ..!

إنه تفاوض بالنيران وليس بالإحضان , إنه تفاوض بلغة جديدة كانت تبحث عمن يتقنها , لغة عربية مبينه

لغة غابت عن مجتمعاتنا العربية أللهم أنها أثبتت جدواها في جنوب لبنان إبان الحرب التي شنها العدو عام 2006 وقد تم التعامل بها من مقاتلي حزب الله حينها وتفاوضوا مع العدو الغاشم بنفس اللغة التي يفهمها

نعم لغة العدو هي النار والدمار التي تعاملوا بها معنا نحن الفلسطينيين حتى بعد أن رفع أبو عمار لهم راية السلام
فكيف كان جوابهم ..! ما كان جوابهم إلا باللغة التي يتقنونها إنها لغة النار والدمار
فدمروا المقاطعة فوق رأسه وحاصروه حتى قتلوه

غزة اليوم وبعد أن تعلمت الدرس وأتقنت الفهم من خلال ثقافة سادت من خلال قوىً حية ما فتئت إلا أن تردد ( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة) ولا يفيد الخنوع

ولا الاستسلام لعدو ديدنه الإجرام

ظن الكثيرون أن غزة إستكانت بعد ما تعرضت له من دمار وهلاك مع الرصاص المسكوب

وظن الكثيرون أن الأنفاق ما هي إلا طرق مواصلات تهريبية للمواد والغذاء والسيارات والثروات دون التفكر بأن ما بين كل هذا هناك سلاح وصواريخ تعبر تحت ستار هذه المواد

حماس والجهاد والكتائب أبو علي والأقصى وكل المجاهدين لم يناموا ولم يستكينوا بل كانوا العين الساهرة وكانوا الأيدي القوية التي تعرف ماذا تريد فلسطين وغزة الجريحة

غزة المحاصرة والمجوعة والمكلومة لم تضع يدها على خدها وتندب حظها

غزة لم تستسلم ولم تقل لا حول ولا قوة إلا بالله بل نفذت أمر الله القائل..

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون صدق الله العظيم

غزة نفذت أمر الله القائل ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ..الاية )

غزة اليوم تقر بالتفاوض مع العدو لأن الواقع والمنطق يفرض ذلك

كما المنطق والعقل قال (رحم الله إمرءٍ عرف قدر نفسه ) المنطق الذي كان مبرراً لأن تستمر المفاوضات عشرات السنوات لأن لا قدرة لنا على مواجهة العدو

فالمنطق اليوم يتحدث من غزة وقد تعاملت غزة معه بكل جدارة

لأول مرة تبكي إسرائيل بكاءً مراً جراء المنطق الغزاوي الذي تعامل مع منطقهم بنفس اللغة

فكانت لغة الصواريخ التي عبرت أجواء فلسطين لتستقر في مستوطناتهم ومستعمراتهم حتى طالت تل أبيب وكما وصلت إلى القدس مخاطبة مسرى النبي صلى الله عليه وسلام

لتقول له ( والله لن ننساك ولن نتركك بين أيديهم )

رعب ..رعب ..رعب .. يا له من واقع ويا له من منطق أنطق نتنياهو عبر الهاتف متوسلاً أوباما للتوسط لوقف العدوان الغزاوي

غزة اليوم أدركت بكل جدارة أساليب العدو في محاولة كشف المستور لديها من السلاح والقوة

فأظهرت ما هو ضروري وما زالت تخفي ما هو اكثر ضرورة وأهمية , وكما أنها أثبتت كذب العدو الذي قال أنه أنهى ودمر َ القوة الصاروخية من خلال مئات الصواريخ التي انطلقت بعد ذلك لتقول له خسئت فها نحن هنا ومن تحت الأرض نخرج إليك ..

غزة اليوم أدخلت العدو في حيرة مع رعب من خلال المفاجئات التي خرجت عليهم وقد ظنوا بأن غزة وديعة ضعيفة مع حصار السنين فوقفت قوية لم تستكين

يا لها من مفارقة عجيبة.. فبعد أن كنا نذهب لمجلس الأمن نطلبهم بوقف العدوان الصهيوني

ورغم تفوقهم الجوي والبحري والبري ورغم القصف الذي قامت به طائراتهم فما زالت غزة واقفة شامخة يتجول الغزاوييون في الشوارع والأسواق وكأن شيئا لم يكن

اليوم يصرخ العدو ويبكي الصهاينة في شوراع المستوطنات وفي ملاجئهم ويستنجدون بأمريكا

ويوسطون وكلائهم في الشرق الأوسط فيهرع الوكلاء المرعوبيون خاصة أن الحملة على سوريا

قد أخذت تسارعاً كبيراً في الضربة الكبرى القادمة عبر الحدود

غزة اليوم تُجبرمن يهمهم الأمر وخلال أيام أن تجتمع الجامعة العربية وأن يتداعى زعماء عرب وعالميين للقدوم إليها ليس لأنها ضعيفة بل لأنها قوية بينما قبل سنوات والرصاص المسكوب يفتك بأهلها لم يجتمع العرب إلا بعد أن هلك الناس ودُمر الأساس

لأول مرة لا تظهر طائرات الأباشي التي كانت تسرح وتمرح في سماء فلسطين وتطلق ألعابها النارية المدمرة

لأول مرة تختفي هذه الطائرات من أجواء غزة في تحول إستراتيجي

لأول مرة تقصف الطائرات الحربية من على بعد مضاعف خشية صواريخ الثوار

لأول مرة تتحشد الدبابات وهي لا تجروء على التقدم نحو غزة خشية من نار ملتهبة تنطلق من حيث لا يدرون

لأول مرة تنطلق الصواريخ ولا تستطيع طائرات الاستطلاع المرتجفة أن تحدد مكان إنطلاقها



قتلوا البطل الجعبري قائد قوات القسام وظنوا أنهم قتلوا حماس وإذا بحماس والجهاد والأقصى أبو علي مصطفى ولجان المقاومة وكل الأوفياء ينتفضوا ويتفاوضوا معهم بالنيران والصواريخ

غزة تحررت من عقد العرب حراس إسرائيل , غزة تنفست الصعداء أخيراً بعد أن سقط الجدار الذي صنعه الخائن مبارك والذي كان يمنع حتى المتضامنين من الدخول الى غزة

غزة تحررت بعد أن ذهب أبو الغائط النذل الذي شارك ليفني في مجزرة غزة آنذاك

غزة تنفست الصعداء وقد إستطاعت خلال أربع سنوات ان تحشد وتجند وتدرب كل ما يمكنها لكي تأخذ ثأرها بعد أن تخاذل العربان وتركوها تحت رحمة الرصاص المسكوب

اليوم الصاروخ المسكوب فوق رؤوس الصهاينة يجدد لنا الثقة بأن الله حق ووعده حق

غزة اليوم تقول للعالم لن نستسلم لقوانينكم الظالمة ولن نرضخ لإملائاتكم المشبوهة

غزة بعد اليوم ما عادت ترضخ لأحد لا بل تُرضخ كل من يريد الحديث معها

غزة تنتظر دبابات العدو بفارغ الصبر لكي تلقنهم الدرس الذي لن ينسوه لتقول لهم

(زمن أول حول ) فاليوم دخول غزة ليس نزهة كما كان الحال أيام الامبارك المدحور
غزة اليوم أصبح لها عمق عربي وقد تحررت الشعوب العربية من طواغيتها الذين كانوا يحرمونهم مد العون لإخوانهم الفلسطينيين

غزة اليوم أعطت فلسطين كل فلسطين لا بل العرب أجمعين أعطتهم الثقة بالله أولا ً والثقة بالسواعد المتوضئة وبأن الإرادة إن توفرت فإن إسرائيل ما هي إلا وهم

غزة اليوم وضعت نقاط جديدة على الحروف القديمة

وضعت على مقولة ( إسرائيل وأمريكا قوة لا تُقهر ) فأضافت بعد كلمة لا ..بل

غزة اليوم تقول للعالم ( إسرائيل وأمريكا قوة لا.. بل تُقهر )

نصيحة إلى قادة غزة ... لا يغرنكم النخوة العربية من خلال بعض القادة الذين منهم جل غايتهم إرضاء أمريكا ..لا يغرنكم الكلام المعسول , فالكل جاء بأمر من سيد البيت الأبيض وليس من أمر ضمائرهم الحية ..فلا ضمائر حية بل مصالح حية

إياكم والوقوع في لأفخاخ المسمومة .فأنتم اليوم الأعلون .. لا تهبطوا إلى الحضيض

إياكم والغرور ...إياكم والغلو ... لا تكبروا حجركم ..فحجركم كبير بما يكفي ليعطي العدو درساً لن ينسوه ... إعرفوا حجمكم ... وقد أخذتم نصيبكم من الكرامة والشهامة والصمود

حافظوا على قواكم ولا تثرثروا كثيراً ..تواضعوا ...تواضعوا ..تواضعوا
إسرعوا الى المصالحة وتوحيد الصفوف ..هذه فرصتكم وأنت في اللوج وفي المقدمة

فوالله إن اتفق عليكم الجمع سيكون الوضع فوق طاقاتكم وستندمون يوم لا ينفع الندم

لا يغرنكم الأفاقون الذين يأتونكم بإبتسامات ودولارات وهم أعوان بني صهيون

..أنتم أذكياء والمؤمن كيس فطن ...كيس قطن ...كيس فطن

فغزة بسواعد أبطالها أمثال الشهيد الجعبري الذي وضع العالم في حيرة وهم يبحثون عن شاليط
والذي إستطاع الشهيد الجعبري أن يحتفظ بشاليط مشافى ً معافى طيلة أربع سنوات وتحت سماء مكشوفة للعدو وقد فرض شروطه بإطلاق الاف الأسرى مقابل هذا الأسير
غزة وفلسطين اليوم فيها ألف جعبري وألف عياش والف أبو جندل



غزة اليوم ومعها الضفة والشتات وكل فلسطين يجب أن يكونوا يداً واحدة على من ظلمهم واحتل وطنهم ..فهيا إلى الوحدة هيا إلى التوحد وللتكاتف الجهود فتقوى عزيمة الأبطال



غزة اليوم تفاوض و تقول .......هذه شروطنا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق