الخميس، 15 نوفمبر 2012

هارتس": مصر ستقطع علاقاتها مع اسرائيل اذا استمرت العمليات ضد غزة

قال محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل أن مصر قامت أمس الاربعاء، عمليا بتقصير سلسلة ردها الدبلوماسي ومجال مناوراتها الدبلوماسية التي اعتادتها إسرائيل في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وذلك عندما أعادت السفير المصري على أثر اغتيال الجعبري وليس بفعل أزمة سياسية. صحيح أن إعادة السفير ليست بمثابة قطع للعلاقات الدبلوماسية لكن هذه الخطوة تقلص كثيرا مجال الرد الدبلوماسي المصري، وبالتالي التأثير المصري على مجرى العمليات العسكرية، حسب برئيل، الذي يمضي قائلا، قدرت مصر، لغاية أمس، أنها لم تنجح ، كما في الماضي، بوقف موجة العنف وترسيخ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

لقد أتى اغتيال الجعبري على هذه المعادلة وحشر مصر في زاوية لاتخاذ قرار لم يكن أمامها مفر من اتخاذه. ويبدو للوهلة الأولى، كما يقول برئيل، أنه في حال استمرت الحملة العسكرية وتبين أنها تقتل الكثير من السكان المدنيين في القطاع فسوف يتراجع مخزون وحجم الردود المصرية باتجاه تشديد اللهجة وتدهور العلاقات مع إسرائيل إلى درجة القطيعة.


في المقابل، يقول تسفي برئيل، فإن الرئيس المصري محمد مرسي يبث رسالة إضافية فقد استدعى ، على وجه السرعة، وزارء الخارجية العرب بهدف التشاور وتوجه لمجلس الأمن الدولي الذي عقد الليلة جلسة طارئة حول ما يحدث في قطاع غزة. ومن شأن توسيع دائرة المشاركين العرب في القرار والتوجه لمجلس الأمن أن يخرج مصر من الزاوية التي تم حشرها فيها. فنقل معالجة ملف الأزمة في غزة من مصر لدول عربية أخرى والمجتمع الدولي، يعني تقاسم عبء المسئولية ، وهو ما قد يقود إلى تخفيف حدة الانتقادات لمصر ( سواء جاءت من الداخل المصري أم من حماس) حول عدم اتخاذها لخطوات أكثر حدة كقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. ويساهم استبعاد سوريا عن هذه الاجتماعات( بسبب ابعادها من جامعة الدول العربية)، يساهم حسب المعلق الاسرائيلي، في تمكين مصر والسعودية والأردن من اتخاذ قرارات معتدلة نسبيا قد توضح لحركة حماس حجم التأييد الذي يمكن أن تحصل عليه.


وبحسب برئيل فإن مصر الغارقة في أتون نزاع داخلي حول صياغة الدستور، والذي يطلب منها الآن العمل بشدة ضد المنظمات السلفية المسلحة، ليست بحاجة لتحدي سياسي إضافي خطير في مواجهة إسرائيل. استمرار التعاون الهادئ بين إسرائيل ومصر في ميدان الحرب على الإرهاب في سيناء هو أمر ضروري لنظام مرسي لتقديم إنجازات أمام الشعب المصري، الخوف المصري هو من أن يؤدي تدهور العلاقات مع إسرائيل، بدرجة أكبر، إلى دفع إسرائيل للتحرك بشكل مستقل في سيناء وبالتالي ضرب مكانة الحكومة المصرية في عيون الشعب المصري.


برئيل يرى ان من شأن تقاطع المصالح بين مصر والأردن والسعودية، في المرحلة الحالية، أن يقود إلى تصعيد في اللهجة والخطاب الموجه ضد إسرائيل لكن ذلك لن يتجاوز حدود استدعاء السفير المصري في تل أبيب. ولكن في حال استمرت الحملة دون تحقيق تهدئة فإن من شأن مصر بدعم من الدول العربية، أن تفتح من جانب واحد معبر رفح ليس فقط أمام حركة المواطنين وإنما أيضا البضائع، وأن تهدم بالتالي سياسة الحصار الإسرائيلية. كما قد يضطر ذلك الأردن، في وقت لاحق، إلى استعادة سفيرها هي الأخرى. هذه هي المرحلة الثانية من الردود العربية التي ترغب الدول العربية بالامتناع عنها والسؤال المطروح الآن إلى أي حد ستقبل الولايات المتحدة الآن بإخراج "الكستناء "من النيران للتوصل إلى تهدئة، يقول برئيل.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق