الخميس، 15 نوفمبر 2012

ما يجري تصفية حسابات مع القسام ....الكاتب: مصطفى الصواف

لن يكون يوما عاديا في تاريخ الشعب الفلسطيني الأربعاء الرابع عشر من نوفمبر، هذا اليوم الذي تم فيه اغتيال القائد العسكري والسياسي الكبير الشهيد احمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام ورئيس أركان كتائب القسام.



ما جرى من عملية إرهابية إسرائيلية يندرج تحت تصفية الحسابات مع كتائب القسام وتحديدا مع الجعبري الذي مرغ انف الاحتلال مرات كثيرة كان آخرها بشكل علني صفقة تبادل الأسرى ( وفاء الأحرار) التي نتجت بعد عملية تفاوض لم يعرف الاحتلال وقادة مثيلا لها وشكلا نوعا جديدا من التفاوض مع الاحتلال عبر وسيط وذلك بعد أن نجحت كتائب القسام من أسر الجندي جلعاد شاليط والاحتفاظ به لستة سنوات قبل الإفراج عنه مقابل الإفراج عن ما يزيد عن ألف أسير منهم من أصحاب المحكوميات العالية



الشهيد الجعبري حول كتائب الشهيد عز الدين القسام من مجموعات جهادية إلى جيش شبه نظامي مزود بالأسلحة المتطورة ويعمل وفق خطط واستراتيجيات عسكرية والعمل على تطوير القدرات العسكرية والقتالية والتدريبات المختلفة التي تجعل من كتائب القسام على جاهزية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي.



الجعبري ليس أول الشهداء ولن يكون الاخير، فقد حاولت قوات الاحتلال استهدافه أكثر من مرة خاصة ان قوات الاحتلال كانت تعتقد أن الجعبري خطط واشرف وتابع عملية الوهم المتبدد التي كان نتيجتها أسر شاليط، ولكن كل هذه المحاولات فشلت، إلا أن قدر الله كان يوم أمس بعد أن كان يرى الجعبري انه في أي لحظة يتعرض يمكن ان يكون شهيدا وتحدث كثيرا عن هذا الأمر.



اغتيال الجعبري شكل ضربة قاسية لكتائب القسام ولكنها لن تميتها، وربما تزيد كتائب القسام قوة وصمود ولن تؤثر هذه الجريمة على حركة حماس التي تعرضت للكثير من مثل هذه الاغتيالات ولكنها لم تتأثر كثيرا سواء باغتيال الشيخ احمد ياسين والرنتيسي ومن قبل أبو شنب وشحادة والمقامة والقائمة تطول.



هذه العملية الإجرامية تعطي مؤشرات واضحة أن الاحتلال الإسرائيلي اعتمد في هذه المرحلة على سياسية كثيرا ما حذرنا منها وهي اعتماد إستراتيجية الاغتيالات على المستويين العسكري والسياسي إضافة إلى استهداف المراكز والمواقع والمؤسسات ومنازل المواطنين واستهداف المدنيين للضغط على المقاومة، وربما يصل الأمر إلى القيام بعملية برية على غرار عدوان 2008، 2009 أو أقل قليلا.



العدو الإسرائيلي لديه مجموعة من الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها بعضها متعلق بالجبهة الداخلية التي أصيبت بحالة من الرعب خلال التصعيد الأخير وهو يريد رسائل اطمئنان تؤكد على قوة الردع لدى قوات الاحتلال، كذلك الاحتلال مقبل على انتخابات جديدة وهو يريد أن يستخدم الدم الفلسطيني مدادا لدعايته الانتخابية كما كان يفعل في مرات عدة، من رسائل الاحتلال أيضا خلق حالة من الرعب والخوف في الشارع الفلسطيني حتى لا يقف خلف المقاومة، المقاومة واحدة من أهداف المحتل وهو العمل على أقناعة بأن لا طاقة لها أمام العدو وعليها أن تستسلم أمام قوة الاحتلال وإرهابه، ومن الرسائل التي يسعى الاحتلال إليها هو معرفة ردة الفعل العربية وتحديدا المصرية على التصعيد واستهداف قطاع غزة والتي سيبني عليها خطوته القادمة من زيادة جرعة التصعيد.



اعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي على الأقل في الساعات القلية القادمة سيستمر على نفس النهج الذي بدأه يوم أمس لعدة أيام وربما يضيف إلى ذلك سياسة جديدة قديمة وهي عملية برية لا تقل ضراوة عن عدوانها الأخير.



المقاومة وخاصة كتائب القسام مطالبة أن تقدم إجابة على سؤال واحد وماذا بعد؟، وسيتبعه سؤال آخر هل سيطول الرد على الجريمة يوازيها في قوة الفعل، العيون كلها شاخصة نحو المقاومة وتنتظر فهل سنرى ردا نوعيا مختلفا عما كان عليه سابقا، نحن ننتظر والشعب الفلسطيني ينتظر المقاومة.



كلنا ننتظر صوتا عربيا وتحديدا مصريا مختلفا لا يقف عند حد بيانات الشجب والاستنكار والإدانة ، بل يتعداه إلى خطوات عملية ملموسة وجادة تؤكد للاحتلال وقياداته أن هناك اختلاف، وهذا الاختلاف يجعل العدو يعيد التفكير قبل الإقدام على توسيع عملياته في قطاع غزة.



على الاحتلال أن لا يضحك كثيرا وسيكون هناك ثمنا سيدفعه الاحتلال إن لم يكن اليوم فسيكون غدا أو بعد غدا ولكن سيكون هناك رد مؤلم على هذا الإرهاب الصهيوني، والمسالة مسالة وقت وعلينا أن ننتظر.



صحيح أن الاحتلال بدأ العمليات الإرهابية وحرك كرة الثلج ولكنه لن يكون بمقدوره أن يوقف تدحرج هذه الكرة لأنه ليس الطرف الوحيد في المعادلة بل هناك أطراف أخرى أهمها المقاومة الفلسطينية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق