السبت، 24 يناير 2009
أنصار الهزيمة في فلسطين .... بقلم : د. فايز ابو شمالة
ما انفك نفر من فلسطين غير مصدق لما جرى على الأرض، وما برح هذا النفر غير مقتنع بأنه قد تمت منازلة الجيش الإسرائيلي فعلاً، وأنه انسحب مذعوراً تلاحقه صواريخ المقاومة، وما زال هذا النفر لا يقر بأن صواريخ المقاومة قد منعت التجول على مليون إسرائيلي، وأنها أوقفت التعليم لمائتي ألف طالب لمدة ثلاثة وعشرين يوماً، وأن صواريخنا قد أوقفت كل أشكال العمل غير المحمي بثلاثة طوابق، وأن بعض الأسر اليهودية ظلت في الملاجئ لمدة ثلاثة أسابيع تشكو نقص الطعام، والغطاء، وأن (إسرائيل) اشتكت من نقص المختصين النفسيين طوال فترة الحرب.
ينقسم هذا النفر الفلسطيني إلى مجموعتين؛ الأولى تجرعت تجارب عسكرية سابقة هزمت فيها الجيوش العربية، وهزم فيها جيش منظمة التحرير، فباتت مقتنعة بأن يد (إسرائيل) هي العليا دائماً، بالتالي لا يعترفون بانتصار غزة، لأن نصر غزة هزيمة لتجاربهم الشخصية، ولآرائهم، وتحليلاتهم، ومشوارهم التنظيمي، والحياتي، والنفسي، وهذه المجموعة أمرها بسيط، إذ يكفي أن تتكرر تجربة صمود غزة لتمسح عن وجدانهم غبار الهزيمة، وتثبت مفهوم النصر في عقولهم، وهؤلاء نسبتهم أقل من 10% وفق آخر استطلاع للرأي نفذته شركة الشرق الأدنى للاستشارات ـ ورغم ما لنا عليها من ملاحظات ـ فقد أشارت إلى نسبة10% فقط من أهل غزة الذين يرون بوقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي انتصاراً لـ(إسرائيل).
المجموعة الثانية تدلل على أن وراء عدم الاعتراف بانتصار المقاومة فلسفة سياسية تقوم على: تسفيه المقاومة، وتحقير منهجها، والتقليل من شأنها، ومن قدرتها على إحداث متغيرات سياسية على الأرض، وفي مقابل ذلك ينتصرون للهزيمة بهدف تعظيم دور المفاوضات، والرفع من شأنها خياراً استراتيجياً، واحداً، وحيداً يتبناه وحيد زمانه المفاوض الفلسطيني، وهؤلاء أمرهم معقد، ولن يغيروا ما بهم، فقد ران أسلوب التفاوض على قلوبهم، ولن يروا غير ذلك سبيلاً.
سألت المذيعة الإسرائيلية في [ريشت بيت] وزير الأمن الداخلي "أفي دختر" قائلة: إذا كان النصر حليف (إسرائيل) في حربها على غزة كما تقولون، فلماذا تراجعت نسبة التأييد لحزب "كاديما" في هذا الأسبوع من 29 مقعداً إلى 25 مقعداً، لصالح أحزاب اليمين، وجميعنا يعرف أن من قاد هذه الحرب هو حزب "كاديما" بزعامة "تسيفي ليفني" ؟.
تكرر السؤال أكثر من مرة وسط تلعثم الوزير، وعدم قدرته على إقناع محدثيه بنصر (إسرائيل) الزائف الذي كشف عنه رئيس الوزراء، وهو يصف وزير دفاعه بالقائد الفشل، ليفضح نفسية قائدين منهزمين يتبادلان التهم فيما بينهما.
ينقسم هذا النفر الفلسطيني إلى مجموعتين؛ الأولى تجرعت تجارب عسكرية سابقة هزمت فيها الجيوش العربية، وهزم فيها جيش منظمة التحرير، فباتت مقتنعة بأن يد (إسرائيل) هي العليا دائماً، بالتالي لا يعترفون بانتصار غزة، لأن نصر غزة هزيمة لتجاربهم الشخصية، ولآرائهم، وتحليلاتهم، ومشوارهم التنظيمي، والحياتي، والنفسي، وهذه المجموعة أمرها بسيط، إذ يكفي أن تتكرر تجربة صمود غزة لتمسح عن وجدانهم غبار الهزيمة، وتثبت مفهوم النصر في عقولهم، وهؤلاء نسبتهم أقل من 10% وفق آخر استطلاع للرأي نفذته شركة الشرق الأدنى للاستشارات ـ ورغم ما لنا عليها من ملاحظات ـ فقد أشارت إلى نسبة10% فقط من أهل غزة الذين يرون بوقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي انتصاراً لـ(إسرائيل).
المجموعة الثانية تدلل على أن وراء عدم الاعتراف بانتصار المقاومة فلسفة سياسية تقوم على: تسفيه المقاومة، وتحقير منهجها، والتقليل من شأنها، ومن قدرتها على إحداث متغيرات سياسية على الأرض، وفي مقابل ذلك ينتصرون للهزيمة بهدف تعظيم دور المفاوضات، والرفع من شأنها خياراً استراتيجياً، واحداً، وحيداً يتبناه وحيد زمانه المفاوض الفلسطيني، وهؤلاء أمرهم معقد، ولن يغيروا ما بهم، فقد ران أسلوب التفاوض على قلوبهم، ولن يروا غير ذلك سبيلاً.
سألت المذيعة الإسرائيلية في [ريشت بيت] وزير الأمن الداخلي "أفي دختر" قائلة: إذا كان النصر حليف (إسرائيل) في حربها على غزة كما تقولون، فلماذا تراجعت نسبة التأييد لحزب "كاديما" في هذا الأسبوع من 29 مقعداً إلى 25 مقعداً، لصالح أحزاب اليمين، وجميعنا يعرف أن من قاد هذه الحرب هو حزب "كاديما" بزعامة "تسيفي ليفني" ؟.
تكرر السؤال أكثر من مرة وسط تلعثم الوزير، وعدم قدرته على إقناع محدثيه بنصر (إسرائيل) الزائف الذي كشف عنه رئيس الوزراء، وهو يصف وزير دفاعه بالقائد الفشل، ليفضح نفسية قائدين منهزمين يتبادلان التهم فيما بينهما.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق