واعتبر مشعل، في خطاب بث عبر قناة "القدس" الفضائية، أن "أهداف العدو (من العدوان على غزة) لم تتحقق، حيث فشل في الميدان كما فشل بالسياسة، وأضطر بعد ثلاثة أسابيع لوقف إطلاق النار والانسحاب من طرف واحد دون أي اتفاق أو شروط تلزم المقاومة أو تقيدها"، وشدد مشعل على أن ذلك "انتصار عظيم".
وبحسب ما يراه الزعيم الفلسطيني، فإن إسرائيل أرادت من عدوانها على قطاع غزة جملة أهداف "كسر المقاومة وإخراجها من غزة وفرض الهزيمة على شعبنا و وقف الصواريخ .. فكانت النتيجة صمود المقاومة وكانت ندا رغم فارق الإمكانات" مشيرا إلى استمرار المقاومة في إطلاق الصواريخ على البلدات والمستوطنات الإسرائيلية.
كما اعتبر مشعل، أن إسرائيل خسرت سياسيا "حيث كان العدو في الأيام العشرة الأخيرة التي سبقت وقف إطلاق النار يخوض معركة سياسية ضارية مع المقاومة عبر وسطاء محاولا أن يفرض شروط الهزيمة .. أرادوا أن يفرضوا علينا إخراج غزة من المقاومة عبر تهدئة دائمة، وإلزامنا بمنع السلاح"، إلا أن مشعل شدد بالقول "صدمنا في السياسة مع فصائل المقاومة ورفضنا شروطهم فاضطروا أن يوقفوا عدوانهم وأن ينسحبوا مدحورين دون أي شروط".
وشدد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، على أن معركة غزة هي "أول حرب حقيقية ينتصر فيها شعبنا (الفلسطيني) على أرضه" معتبرا ذلك بأنه "نقطة تحول في الصراع مع العدو .. وتؤسس لاستراتيجية جادة وفاعلة للتحرير .. تبدأ من فلسطين وتمتد بدعم الأمة لكل مكان".
وتحدث مشعل عن مرحلة إعادة أعمار غزة، مؤكدا على أن حركته "ستتحمل كامل مسؤوليتها تجاه صناع النصر" في إشارة إلى أهالي قطاع غزة المنكوبين.
وكشف مشعل عن أن خطة "حماس" وفصائل المقاومة لإعادة أعمار غزة، تنقسم في مسارين، أحدهما عاجل يقوم على منح أسر الشهداء والجرح والأسر المشردة مساعدات مالية "أترك تفصيلها لحكومة إسماعيل هنية"، كما يشمل هذا المسار وضع خطة لعلاج الجرحى في مشافي دول المنطقة.
أما المسار الثاني، فهو الشروع في برنامج إعمار يستهدف إعادة بناء ما هدم من مباني سكنية ومدارس ومباني حكومية وبنى تحتية.
وخاطب مشعل الدول العربية التي أعلنت عن تبرعات بمئات الملايين من الدولارات لإعادة إعمار غزة، وشكرها على ذلك، إلا أنه استدرك بالقول "دققوا أين تضعون ذلك المال .. في أي أيدي .. لا تضعوه في أيدي الفاسدين"، وحدد مشعل أين يجب أن توضع تلك الأموال من وجهة نظره، قائلا "إما أن تعطى للحكومة الشرعية في غزة برئاسة إسماعيل هنية، لتتولى الإعمار بنفسها وتحت رقابتكم، وأما أن تتولوا بأنفسكم وعبر شركات في دولكم عملية الإعمار، أو أي طريقة ترونها مناسبة"، مشددا بالقول "كل فلسطيني وعربي لا يقبل أن توضع تلك الأموال في أيدي الفاسدين" دون أن يحددهم.
وأكد مشعل، على أنه بقيت لدى المقاومة الفلسطينية معركتان هامتا "معركة كسر الحصار، ومعركة فتح المعابر ومقدمتها معبر رفح"، موضحا أن معبر رفح مع مصر هو أهم المعابر المحيطة في قطاع غزة لأنه "بوابتنا للعالم وحدودنا مع العرب والأمة .. لذلك له الأولوية ونطلب من أمتنا ولا نطلب من عدونا المساعدة على فتحه"، إلا أنه لم يشر إلى أي برنامج للحركة لتنفيذ ذلك الهدف.
وتحدث مشعل عن المصالحة الوطنية الفلسطينية، مؤكدا على أنه بعد "انتصار المقاومة في غزة"، يجب أن تتغير معايير الحديث عن تلك المصالحة "يجب أن تكون على قاعدة المقاومة والحقوق الوطنية، وليس على قاعدة المفاوضات العبثية والمساومة على القدس وحق العودة والسكوت عن جرائم الاحتلال". مضيفا "نعم نحن مع الحوار الفلسطيني الفلسطيني لكن حتى نؤسس لحوار جاد وناجح لا بد من خطوات .. الإفراج عن المعتقلين (من حركة حماس في سجون السلطة) ووقف التنسيق الأمني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق