السبت، 17 يناير 2009
جئناك، كن يا أمير قطر، أمير غزة .... بقلم :د. فايز ابو شمالة
[1] لم تكن قفزة في المجهول، كانت خطوة جريئة شجاعة، وحكيمة داس فيها أمير قطر على الخط الفاصل بين الكبرياء والمذلة، وحلق بأجنحة النجاح في سماء غزة، يداوي قلب عشاق الوطن، ويتغنى بفلسطين المروءة، والشهامة، والوفاء، رغم تلك الأصوات الناعقة التي صدرت عن طلاب تسلط في رام الله، وهم يصرخون، ويرمون الأمير بما يوصفون: لماذا فعلت ذلك يا أمير قطر؟ كيف تشطب فلسطين؟ أين الوطنية؟ ألم تصافح يدك يد اليهود؟، ألست من سمح بفتح مكتب لليهود في قطر، أليس في قطر أكبر قاعدة أمريكية؟نعم، إذا كانت تلك عيوب، فأنتم السابقون، وقد سار على دربكم الذي عبدتموه، وها هو أمير قطر [حمد بن خليفة آل ثاني] تائب عنها، وقام بتجميد علاقته بالدولة العبرية. فماذا أنتم فاعلون؟ ألن تصافحوا، وتقبلوا خد "أهود أولمرت" بعد اليوم؟ ألن تقوموا بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية؟ وهل ستطلقون سراح المقاومين الفلسطينيين من سجونكم، وتعيدون لهم سلاحهم؟ هل ستسمحون لسكان الضفة الغربية بالتعبير عن تعاطفهم الوجداني مع إخوانهم، ولاسيما أن شرق الأرض وغربها قد هب لنصرة غزة؟ اسمعوا شهداء غزة ماذا يقولون: من تخلى عن المقاومة، وينسق مع الإسرائيليين لا يحق له أن ينطق باسم الفلسطينيين
.[2] لا تصافح، ولو منحوك الذهب...
بعد محرقة غزة هل تقدر يد عربية أن تمتد لمصافحة "أهود أولمرت" دون أن ترتجف من الدم الذي يشر من أصابعه؟ وبعد مشاهدة اللحم العربي المشوي بنار إسرائيل، هل تستطيع عين عربية أن تنظر في عين "أهود أولمرت" دون أن تغرق في بحر من الحزن والهم؟ أيعقل أن يبتسم قلب زعيم عربي لأطفاله، أو لأحفاده بعد لقائه مع "أهود أولمرت" الذي قتل مئات الأطفال؟ أيمكن أن ينبض قلب فلسطيني في لقاء مع يهودي طمس نبض قلوب الفلسطينيين؟ وهل نصدق أن فلسطينياً يمكنه لقاء "أهود أولمرت" ولا تأخذه الحمية، والحرقة للأيتام، والأرامل، وآلاف الجرحى، فيرفع حذاء منتظر الزيدي؟ أشك في وجود فلسطيني واحد يقدر أن يدوس على الدم الطري الذي ما زال يغطي شوارع فلسطين، وما زال ينزف من قلب كل عربي أحب فلسطين.
[3] ليت غزة من بلاد الأتراك..
أقدم شاب تركي على حرق نفسه في أنقرة احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي المجرم على غزة، فيا ليت غزة أرض تركية لترفع رأسها وتفاخر بين الأمم، وتنام مطمئنة على أطفالها الذين يداهمهم الموت وهم نائمون، ولا يفجع نساءها اليتم، والفقد، والشتات على يد الجيش العبري، أو يا ليت غزة جارة لبلاد الأتراك كي لا يتجرأ مارق طريق على رفع فستانها، ويكشف عن ساقيها، وكي تظل أرضاً مهابة، وسماءً محفوفة باليمام، وبحراً يسبح في فضاء الكرامة مع رئيس وزراء تركيا [رجب طيب أردوغان] الذي يطالب بطرد الدولة العبرية من الأمم المتحدة، وعدم السماح لها بدخول بواباتها بسبب عدوانها، وعدم التزامها بوقف إطلاق النار، لقد وصف [الطيب أردوغان] التركي إسرائيل بالدولة الشريرة، بينما [الطيب عبد تعبان] الفلسطيني لم يشارك في مؤتمر الدوحة الذي انعقد من أجل غزة.* كاتب فلسطيني يقيم في قطاع غزة. fshamala@yahoo.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق