الثلاثاء، 27 يناير 2009

حماس 'المنتصرة' أقرب الى الفوز في حال اجراء انتخابات فلسطينية

جملة من التحديات تهوي بشعبية عباس الضعيفة أصلا ومن بينها تداعيات حرب غزة والمفاوضات اللامجدية مع اسرائيل.
اعداد: شاكر الرفايعة
تتشابك المعطيات السياسية الحالية على الساحة الفلسطينية لتمنح حركة المقاومة الاسلامية (حماس) فرصة كبيرة في الفوز بالانتخابات في حال اجريت في الوقت الراهن.
فرئيس السلطة الفلسطينية وزعيم حركة فتح محمود عباس (ابو مازن) يواجه جملة من الملفات الساخنة التي لا يستطيع التعامل معها بمفرده وبمعزل عن خصومه في حماس، لا سيما بعد الحرب الاسرائيلية على غزة التي راح ضحيتها اكثر من 1300 فلسطيني قتيل والاف الجرحى.
الا ان عباس، الذي يعاني ضعفا سياسيا بعد سيطرة حماس على غزة وعدم تحقيق اية مكاسب فلسطينية تذكر من المفاوضات الماراثونية مع اسرائيل، مرغم على التعاطي مع قضايا فرضتها المستجدات الداخلية والاقليمية والدولية، ولا تبدو حظوظه موفقة في الخروج منها منتصرا أو على الأقل الابقاء على حاله كما هي.
عباس.. الطرف الاضعف بعد حرب غزة
لم تكترث اسرائيل لشريكها في عملية السلام عندما شنت هجومها الدامي على غزة بل راعت فقط احتياجاتها الأمنية. وهنا لا يستطيع عباس التحدث عن الوحدة بين الضفة الغربية وغزة بعد ان وقعت الأخيرة تحت النار الاسرائيلية.
وعلاوة على تعزيز الانقسام الداخلي، فإن الشعب الفلسطيني يستطيع المقارنة بين احد اطرافه الذي قاد الصمود الغزي وأعلن النصر على آلة الحرب الاسرائيلية الى ان اندحرت، وآخر يكتفي باطلاق عبارات الشجب والاستنكار من مكتبه في رام الله.
وفي التاريخ الفلسطيني المعاصر، حققت الجماعات والمنظمات التي تبدي مقاومة ضارية للاحتلال الاسرائيلي مكاسب سياسية بصرف النظر عن خسائرها.
ولم يتوقع فلسطينيو غزة ان يعلن عباس الحرب على اسرائيل لأنها اجتاحت جزءا من الاراضي التي يعتبرها خاضعة لسلطته، لكن الامل كان يحدوهم فقط بقيامه بتحركات سياسية أكثر جدية وعدم الارتكان الى ما تمليه عليه الاطراف العربية القريبة من اسرائيل وأميركا او ما اصطلح على تسميتهم بـ"المعتدلين".
ابو مازن ولغز حكومة الوحدة الوطنية
طالب عباس مرارا بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس، لكن كيف ستقوم هذه الحكومة وحماس ترفض الاعتراف باسرائيل؟
ويبدو ان الرئيس الفلسطيني يريد اخراج الكرة من ملعبه على الصعيد الدولي لتتطابق دعواته بتشكيل حكومة الوحدة مع الشروط الدولية.
وابدت فرنسا استعدادها للحوار مع حماس وكذلك رباعي الوساطة الدولية (اوروبا وروسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة) شريطة قبولها بمبدأ التفاوض مع اسرائيل ونبذ المقاومة.
وقال ممثل اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط توني بلير مؤخرا انه يؤيد دعوة الرئيس الفلسطيني لتشكيل حكومة وحدة وطنية والتي اطلقها في اعقاب الهجوم الاسرائيلي المدمر على قطاع غزة.
الا ان الداخل الفلسطيني يعلم جيدا ان تشكيل حكومة الوحدة بعيد المنال وان الوضع في قطاع غزة سيبقى على ما هو عليه لفترة طويلة.
إعمار غزة.. ساحة جديدة للتجاذبات الفلسطينية
تبرز اعادة اعمار غزة كقضية جديدة ينقسم حولها الفلسطينيون بين تولي حماس هذه العملية باعتبارها المسيطرة على القطاع، وعباس الذي يعتبر رئيسا للسلطة التي تحكم الاراضي الفلسطينية ولو من الناحية الشكلية. ويرفض كل من الطرفين ترك هذا الامر للآخر.
وادى الهجوم الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما على قطاع غزة الى تدمير كبير في القطاع الذي يعاني اصلا حصارا فرضته اسرائيل منذ سيطرت حركة حماس على هذه المنطقة في يونيو/حزيران 2007.
ويقدر المسؤولون الفلسطينيون كلفة اعادة الاعمار بـ1.9 مليار دولار. لكن الورشة لا يمكن ان تبدأ ما دامت المعابر لم تفتح للسماح بدخول مواد البناء الى قطاع غزة.
ولا تزال اسرائيل تغلق هذه المعابر ولا تسمح الا بعبور المواد الضرورية، مؤكدة انها ستتعاون مع الفلسطينيين شرط الا تشرف حماس على عملية اعادة الاعمار.
ومن هذا المنطلق، تنبني اعادة الاعمار على اقامة حكومة الوحدة الفلسطينية، ليتسنى ايواء الالاف ممن تدمرت منازلهم خلال الهجوم الاسرائيلي. لكن الحل الذي ربما يسرع في حل ازمة المشردين هو ان تتم هذه العملية باشراف عرب او دولي.
وتسحب هذه المقاربة -وإن كانت عملية- البساط من تحت عباس كرئيس لا يمتلك مجددا اتخاذ القرارات حول غزة. ولأن فلسطينيي غزة المنكوبين لن يرضوا بالبقاء في العراء بانتظار تشكيل حكومة الوحدة، فإن إعادة الاعمار وان كانت سترفع المباني فإنها على الارجح ستقوض شعبية عباس الى مستويات منخفضة جديدة.
هل يحمل ميتشل مفاجأة سارة للسلطة الفلسطينية؟
انتهت الحرب في غزة مع تولي الرئيس الاميركي الجديد مهامه التي بدأها بتعيين مبعوث خاص للشرق الاوسط هو السناتور السابق جورج ميتشل الذي يجمع معلقون على انه لن يكون منحازا في المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية.
ولم يدل اوباما بأي تصريح حتى الان يفيد بأن الولايات المتحدة ستغير سياستها المساندة لاسرائيل. وفي هذا الظرف يمكن النظر الى ميتشل على انه مسبار اوباما لاختبار واقع عملية السلام الحقيقي.
ومع ان الاسرائيليين يبدون حذرا من تعيينه، والفلسطينيين يرحبون به؛ بيد انه وان استطاع تحريك المفاوضات التي تراوح مكانها منذ سنوات إلا أن مساهمته في حل أزمة الانقسام الفلسطيني لا تبدو كبيرة، في ظل رفض حماس التفاوض مع اسرائيل.
وقبل التفاوض، فإن مهمة ميتشل الاولى هي محاولة تثبيت الهدنة بين اسرائيل وحماس في غزة. وهنا تبرز حماس ايضا في واجهة الاحداث السياسية، رغم اعتبارها أميركيا "منظمة ارهابية".
الانتخابات الاسرائيلية.. مطب جديد أمام عباس
تجمع استطلاعات الرأي وتعليقات المحللين على ان تداعيات حرب غزة في الشارع الاسرائيلي ستؤدي الى فوز حزب ليكود اليميني بزعامة بنيامين نتانياهو بالانتخابات البرلمانية التي ستجرى في العاشر من فبراير/شباط.
وهنا يواجه الرئيس الفلسطيني تحديا جديا. فاذا كانت المفاوضات مع حكومة يقودها حزب كاديما الوسطي لم تأت بأية نتائج، فما الذي يمكن تحقيقه مع رئيس حكومة جديد يرفض فكرة اقامة الدولة الفلسطينية اساسا؟
وكان ليكود رفض وقف اطلاق النار الذي اعلنته اسرائيل في غزة من جانب واحد معتبرا ان الدولة العبرية "لم تحقق اهدافها منه".
ويتوقع ان يشكل نتانياهو حكومة يمينية تضم احزابا متطرفة في حال فوزه بالانتخابات، مما يضع العائق تلو الاخر امام المضي قدما في عملية التفاوض.
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق