الثلاثاء، 20 يناير 2009

قادة أوروبا حاولوا إقناع أولمرت بالاعتراف بحكومة وحدة فلسطينية

في الوقت الذي انسحبت فيه غالبية القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، بدأت عجلة المحادثات السياسية تتحرك باتجاه التوصل الى اتفاقات مكتوبة بين إسرائيل ومصر من جهة وبين حماس ومصر من جهة ثانية. على صعيد آخر، تسعى دول أوروبا الى التوصل لتفاهمات، تنهي حالة عدم الاعتراف بحماس. والشرط الذي يضعه الأوروبيون على حماس هو أن تقبل بالعودة الى الوحدة الفلسطينية الداخلية على أساس اتفاق مكة والعودة الى حكومة وحدة وطنية تكنوقراطية أو برئاسة حماس، ولكن تحت كنف الرئيس محمود عباس (أبو مازن).
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، قد طلب من زعماء أوروبا الذين التقاهم في مقره، الليلة قبل الماضية، ألا يعترفوا بحماس قبل أن تغير سياستها، وتستجيب لشروط الرباعية الدولية (الاعتراف باسرائيل والاتفاقيات الموقعة معها ونبذ الارهاب). ولكنهم أوضحوا له ان تجاهل حماس ومحاصرتها لم يحققا شيئا بل تسببا في زيادة التطرف.
وأن العودة الى الأسلوب القديم في مقاطعتها ومحاصرتها سيزيد الوضع تعقيدا وسيؤدي الى مزيد من التطرف. ونصح الأوروبيون أولمرت بأن تقبل اسرائيل صيغة جديدة للواقع في المنطقة بحيث تعود اللحمة الوطنية الى الصف الفلسطيني بتشكيل وحدة وطنية تحت كنف الرئيس الشرعي أبو مازن، الأمر الذي تسعى اليه مصر والعديد من الدول العربية. وحسب مصدر اسرائيلي، فإن الأوروبيين مقتنعون بأن الوضع الفلسطيني بلغ درجة لا يستطيع فيها أي فصيل أن يحكم وحده. فلا حركة فتح التي يقودها أبو مازن مؤهلة للعودة الى السلطة في قطاع غزة لتشكل بديلا عن حماس، حيث انها ما زالت عاجزة عن عقد مؤتمر لها، ولا حماس مؤهلة للحكم وحدها، خصوصا ان الحرب دمرت أركان سلطتها والعالم لن يتجند لإعادة إعمار غزة وهي تحت حكم حماس. وأكد الأوروبيون انهم معنيون بالمساهمة بقسط كبير في إعمار غزة، ولكن هذا غير ممكن تحت قيادة حماس وحدها. وانهم يرون ان المطلوب الآن هو التوصل الى تسوية شاملة للصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني والصراع الاسرائيلي ـ العربي.

والخطوة الأولى لتحقيق ذلك تكون بوحدة صف فلسطينية. بيد ان أولمرت لم يعط جوابا قاطعا، خصوصا ان أيامه في الحكم باتت معدودة. وفي حالة فوز رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، بالحكم فإنه سيصبح العنوان لهذا البحث. وحرص أولمرت على دعوة نتنياهو الى حفل العشاء الذي أقامه على شرف الزعماء الأوروبيين، الليلة قبل الماضية، وهم: الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورؤساء حكومات كل من بريطانيا، غوردون براون، واسبانيا، خوزيه لويس ثاباتيرو، وايطاليا سلفيو برلسكوني، والتشيك، ميرك تبولينك، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي. والتقى نتنياهو الزعماء الأوروبيين في أحاديث ثنائية وتداول معهم في موضوع حماس. وأبدى موقفا متشددا من توجههم، علما بأنه لا يوافق على أن يؤدي الأوروبيون دورا أساسيا في تسوية الصراع. وكان قد انتقد المظاهرات الجماهيرية التي انطلقت في أوروبا ضد اسرائيل خلال الحرب وهاجم مطالب زعماء أوروبا بأن توقف اسرائيل قصف المدنيين. وتساءل يومها: «أين كنتم طيلة ثماني سنوات، عندما تعرضت بلدات اسرائيل الجنوبية للقصف من حماس». ولكن نتنياهو لم يغلق الباب أمام الأوروبيين. وادعى انه «طالما يوجد في اسرائيل رئيس حكومة، فإنه لن يدير محادثات حول اتفاقات مستقبلية». من جهة ثانية، أدلت وزيرة الخارجية ورئيسة حزب «كديما»، تسيبي ليفني، التي تنافس نتنياهو على رئاسة الحكومة، بتصريحات سياسية، أمس، قالت فيها ان اسرائيل معنية بوقف النار لفترة طويلة، ولكنها في حالة خرق حماس لوقف النار، سترد بقسوة. ولن تتردد في العودة الى قطاع غزة بقوة أكبر مما فعلت حتى الآن.
وقالت ان اسرائيل بقيادتها ستكون عاقلة وحازمة ولا توجه فقط التهديدات. واضافت «الفارق بيني وبين نتنياهو انني ملتزمة بالسلام، وأرى ان السلام وحده هو الذي يحل الصراع. وأنا أضع في راس سلم اهتماماتي أمن اسرائيل وسلامها، وأفعل هذا من خلال مواقف مسؤولة وعاقلة لا تتسم بالتطرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق