السبت، 31 يناير 2009

تفاصل اجتماع الوطني الفلسطيني بعمان : القدومي وقبعة وأبو ميزر وليلى خالد يتصدون لمن خونوا «حماس»

شاكر الجوهري
رئيس تحرير صحيفة المستقبل العربي

عزام الأحمد نفى وجود مقاومة في غزة وأبو عياش اتهم «حماس» بالتآمر مع إسرائيل..!
ليلى خالد : أحمد سعدات انحكم 30 سنة حبس وأبو مازن لم يحاكم من سلمه بعكس اتفاقنا معه
أبو ميزر : «فتح» هي التي أفقدت المنظمة فاعليتها وهي غير مؤهلة لتفعيلها..لم أعتقد أننا مدعوون للردح
.
رفض بيان أصدره سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني بإسم أعضاء المجلس المقيمون في الأردن ، واستنكر ما اسماه «الإنقلاب على منظمة التحرير الفلسطينية». وقال إن أعضاء المجلس «أكدوا أن هذه المؤامرة مخطط ومبيت لها منذ زمن عندما عقدت عدة اجتماعات لما يسمى بالمؤتمر الوطني الفلسطيني في حينه ، واعتبرها (الأعضاء) محاولات لإيجاد بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية».
وحين طلبت إحدى عضوات المجلس من الزعنون إطلاع الأعضاء على مشروع البيان الذي سيصدر عن اجتماعهم ، وكان قد تم إعلانه عبر الفضائيات قبل بدء النقاشات ، أجاب الزعنون إنه تولى صياغة البيان بالإتفاق مع تيسير قبعة نائب رئيس المجلس الوطني ، وفاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير ، الذي كان غادر المكان.
وقد نفى ذلك لـ «الحقائق» كلاً من قبعة والقدومي ، وقالا إنه لا علم لهما بصياغة البيان.
النقاشات التي دارت بين أعضاء المجلس كشفت تباينات كبيرة في وجهات النظر ، فهنالك ممثل لحركة «فتح» تصدى لإبراهيم أبو عياش الذي خوّن خالد مشعل وحركة «حماس» ، قائلاً إذا كان الذين يقاتلون الإسرائيليين خونة ، فماذا تكون أنت..؟ هل تقضي أنت طوال وقتك على جبهة القتال. وحدث تلاسن بينهما.
كما تباينت المواقف حول مسؤولية قيادة منظمة التحرير مما آلت إليه أمور المنظمة من تردي وفساد.
ونفى عزام الأحمد رئيس كتلة حركة «فتح» في المجلس التشريعي الفلسطيني أن تكون حركة «حماس» قاتلت أو قاومت العدوان الإسرائيلي الأخير ، أو أن تكون قد انتصرت. وقال إن حركة «حماس» لم تقاوم.
البيان الذي أعلنه الزعنون طالب مشعل بـ «التراجع عما أعلنه وأن تقوم حماس بالتوجه إلى القاهرة من أجل إنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة الوطنية». وحيا «حركة الجهاد الإسلامي التي أعلنت رفضها المساس بمنظمة التحرير الفلسطينية». ودعا الآخرين لأن يحذوا حذوها. كما طالب «قادة فصائل منظمة التحرير مجتمعين ومنفردين» ، و«جميع أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في كل مكان للتصدي لهذه المؤامرة والعمل على توجيه خطاب موحد للجماهير لكشفها وشرح ابعادها التي تهدف إلى القضاء على مشروعنا الوطني الفلسطيني».
وأعرب الزعنون عن الأمل في أن «تبوء المحاولة الجديدة» لتشكيل مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية بالفشل.
وختم مؤكداً «إننا سنواصل العمل الجاد على مواصلة الحوار الصادق ونستمر بالدعوة إلى الوحدة لإنهاء الإنقسام في ساحتنا الفلسطينية ، وفي نفس الوقت ندعو القوى الإقليمية ، التي أصبحت معروفة لدى شعبنا ، إلى عدم التدخل في شؤوننا الداخلية وقرارنا الوطني المستقل».
افتتاح الزعنون
الزعنون كان افتتح الإجتماع غير الرسمي بتحية فاروق القدومي ، الذي كان وصل العاصمة الأردنية في الليلة السابقة قادماً من دمشق. وشكك من طرف خفي في أن تكون حركة «حماس» حققت انتصاراً في غزة ، قائلاً «أوقفت إسرائيل النار من جانب واحد ، ولا زالت المعركة قائمة ، لأنهم اعادوا انتشارهم ، وهم يعتدون ويقتلون كل يوم في قطاع غزة».
واضاف «يؤسفنا ونحن في هذه الظلال التي تخيم على شعبنا بالكآبة والدمار ، والأمهات الثكلى بالعودة الإسرائيلية المتوقعة لضربنا جميعاً ، ولا تنتقي أحداً»..«وقبل أن ينقشع غبار المعركة ، ظن البعض أننا انتصرنا في الجهاد الأصغر ، ويجب أن نعود وقد انتصرنا على إسرائيل ، وأننا عدنا للجهاد الأكبر بالإنتصار على الشعب الفلسطيني عبر منظمة التحرير الفلسطينية الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني».
واستعرض الزعنون ما أسماه محاولات فاشلة سابقة لتشكيل مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
لكن الزعنون أشار كذلك إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية تحولت بعد اتفاق اوسلو إلى «وسيلة وأداة للسلطة ، فقزمت المنظمة». وأضاف أن التوجه لإعادة تقوية المنظمة تم بعد اكتشاف النوايا الإسرائيلية ، حيث «اصبحنا نريد العودة للمنظمة وتقويتها».
وأضاف ملمحاً إلى مشعل «من يهدم بيتاً لا يجوز الإستعانة به لبناء بيت جديد».
وتعرض الزعنون إلى إعلان القاهرة لسنة 2005 ، الذي تم التوافق فيه على إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ، قائلاً «مؤسف أنه سنة 2005 وضعنا نصاً غير دقيق ، وحمال أوجه..اعتبرنا نحن أننا نريد أن نعيد تفعيل منظمة التحرير ودخول حركتي الجهاد الإسلامي و«حماس» أو أي منظمة جديدة ، لكن «حماس» مقابل التهدئة لمدة سنة ، أطلقت تفسيراً مفاده أن الإتفاق يعني تفكيك وتفعيل المنظمة». ووصف هذا الفهم بأنه «فلسفة خطيرة بدأت من تلك اللحظة».
واستعرض الزعنون كيف انشق خالد مشعل عن الإتحاد الوطني لطلبة فلسطين في الكويت ، مشكلاً «رابطة الطلاب الإسلامية» ، وتساءل «هل يريد تكرار الأمر الآن..؟».
وقال الزعنون ، مشيراً لمشعل «لا يمكن أن يقف شاب في الدوحة ليقول أريد إنشاء منظمة بديلة». وأكد «ستفشل هذه المحاولة كما فشلت المحاولات السابقة».
كلمة تيسير قبعة
المتحدث الثاني كان تيسير قبعة نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني (جبهة شعبية) قال لا يوجد وطني فلسطيني يوافق على إيجاد قيادة بديلة لمنظمة التحرير وبقاء حالة الإنشقاق في الساحة الفلسطينية. واعتبر أن «انقلاب غزة أضعف مجمل القضية الفلسطينية ، ونصر لإسرائيل». وأضاف «جاهل من يفكر بإيجاد قيادة بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية. لا يستطيع أي فصيل أن يصمد في وجه المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف قضيتنا الفلسطينية».
وأشار إلى أنه جرت عدة محاولات لإيجاد بدائل للمنظمة باءت كلها بالفشل..لافتاً إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية تحظى باعتراف الشعب الفلسطيني ، والإعتراف الرسمي العربي والدولي. وأبدى أن فقط دولة أو دولتين يمكن أن تعترفا بمنظمة بديلة لمنظمة التحرير. وأكد «أي خطوة لتشكيل قيادة بديلة لن يكتب لها النجاح ، ولن يعترف بها».
لكن قبعة عاود القول «إن الطبيعة تكره الفراغ. ولذا ، يجب أن يتم تفعيل وتطوير المنظمة ودوائرها». وقال «في هذه الحالة لا أحد يمكنه أن يقترب من المنظمة». وتساءل «لم لا نفعل كل لجان المجلس الوطني ، والصندوق القومي..؟». وقال «قبل عقد المجلس الوطني يجب أن تسود عقلية الشراكة من أجل تعميق الوحدة الوطنية». وأكد ثانية «واثق أن مشعل لن ينجح في إيجاد قيادة بديلة ، أو أي جهة أخرى». وقال «منظمة التحرير هي الوطن الفلسطيني إن لم ننجح في تحرير الوطن».
كلمة فاروق القدومي
الكلمة الثالثة كانت لفاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» ، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الذي تحدث بلغة مختلفة قائلاً مبدياً أنه ليس فقط «الإخوة هم الذين يريدون إزالة المنظمة ، ولكن كذلك القوى التي تقدم الأموال والمساعدات».
وأشار القدومي إلى أن 13 دولة أوروبية رفضت استنكار ما قامت به إسرائيل من عدوان على قطاع غزة. وقال إن المقاومة الفلسطينية في غزة ألحقت هزيمة بالإستراتيجية الإسرائيلية التي كانت تعتمد الحرب الإستباقية ، والحرب الخاطفة ، والقتال على أرض العدو. وقال كل هذا لم ينجح في غزة.
وقال إن صواريخ المقاومة الفلسطينية ضربت أرض العدو. وأشار إلى أن من يحتل أرضاً لا ينسحب منها ، كما انسحبت إسرائيل من أرض غزة.
ولفت إلى أنها المرة الأولى التي لم يكن فيها دعم عربي للمقاومة الفلسطينية. لكنه أشار إلى أن تركيا انحازت في هذه الحرب معنا. وقال «الدم الإسلامي جرى في تركيا ، رغم عضويتها في حلف الناتو».
وأضاف القدومي «انتصرنا بصمود غزة ، التي صمدت وهي محاصرة بشعبها الذي يعد مليوناً ونصف المليون نسمة». ولفت إلى أن معركة غزة كانت أقسى من حرب سنة 2006 على لبنان ، لأن إمكانات المقاومة في غزة قليلة مقارنة بإمكانات حزب الله». ومع ذلك ، قال القدومي «قطعنا مسافة..لا هزائم بعد اليوم».
وتابع القدومي «أقول بعد تجربة خمسين عاماً في العمل الوطني يجب أن نسير للأمام وأن لا ننظر للمهاترات بيننا».
وأضاف «توجد قضية هامة..شاب بيني وبينه ثلاثين عاماً بطلع بحكي كلمتين..كل هذا الكلام لا تخافوا منه. الشعب الفلسطيني مسيس لا يمكن أن يقبل».
لكن القدومي لفت إلى أنه لم يسمع من مشعل قوله أنه يريد أن يشكل بديلاً لمنظمة التحرير..«شخص آخر قال هذا الكلام».
وعاود القدومي الحديث عن انتصار غزة قائلاً «بوش انصرع..الله لا يرده. حتى الأوضاع في الدول المجاورة». وأشار من طرف خفي إلى الذين ينكرون الإنتصار في غزة قائلاً «لا بد من أن تمر بعض الحالات الشاذة في الساحة الفلسطينية».
وتابع «مرة أخرى نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية..لا نمدح ولا نهاجم..مشاكل الدول العربية كثيرة..خلينا على الحياد لنكسب الجميع».
وأشار إلى أنه في السابق «قبل هذه المقاومة الباسلة دخلنا كثيراً في قضايا العرب. سنة 1974 اعترف بنا ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني. قلنا من يريد أن يدعمنا أهلاً وسهلاً ، ومن لا يريد أن يدعمنا لا نقول له أف لكما».
وأكد القدومي «الشعب العربي يجب أن يكون معنا في كل المراحل السياسية. لا بد من تفعيل منظمة التحرير ، وأن تكون المنظمة بكل مؤسساتها في الخارج. المسار طويل..إذا كنا نريد إزالة إسرائيل لن تزول مرة واحدة عبر هجوم عربي واحد. نحن الذين نستطيع أن نضرب كل مفاصل إسرائيل بواسطة حرب نفسية تقلل الهجرة اليهودية لإسرائيل ، وتزيد الهجرة العكسية».
كلمة عزام الأحمد
الكلمة الرابعة كانت لعزام الأحمد رئيس كتلة حركة «فتح» في المجلس التشريعي الذي ألقى كلمة معاكسة تماماً في اتجاهاتها لكلمة القدومي. قال الأحمد «مشكلتنا أننا نستحي ونضيع المسألة الرئيسة»..«أنا أريد أن أقول أن مشعل أخطأ ، وأن الإخوان المسلمين حركة انشقاقية». وأضاف هم ظلوا يرفضون دخول منظمة التحرير منذ تأسيسها. وحين تأسست حركة «حماس» بعد شهرين من الإنتفاضة ، ظل الرئيس الراحل ياسر عرفات يحاول ضمهم لمنظمة التحرير وهم يرفضون. ووسط تنظيمات الإخوان المسلمين في الكويت والسودان واليمن ، «أسس لهم قواعد الشيوخ التي استمرت لمدة شهرين ، لكنهم لم يصمدوا لأنهم شعروا أنهم سيصبحوا فلسطينيين..عبد الله عزام أخذ جماعته وفل».
وأشار إلى عمل حركة «حماس» على تمييز نفسها خلال الإنتفاضة الأولى من خلال برامج وفعاليات مختلفة عن فعاليات القيادة الموحدة للإنتفاضة.
ووصل الأحمد إلى اعتبار أن حركة «حماس» ساعدت على تنفيذ مخطط شارون الساعي إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
واتهم «حماس» بعدم الإصغاء إلى نصائح محمود عبّاس من خلال وسطاء من بينهم زياد أبو عمرو ، الذي كلف الإتصال مع «حماس» والقول لهم عبر هاتف الرئاسة في رام الله «لا تغلطوا..لا تدمروا غزة» ، والتأكيد على ضرورة تفويت الفرصة على إسرائيل التي تخطط لتدمير غزة ، وقال إن تدمير غزة تتمة لتدمير الضفة الغربية سنة 2002 ، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يتم إعادة إعمار ثلثي ما دمر في الضفة. ورأى الأحمد أن هدف إسرائيل من تدمير الضفة ثم غزة هو هدم البنية التحتية للدولة الفلسطينية ، بهدف تعطيل قيامها.
ونفى الأحمد وجود مقاومة في غزة. وقال إن المقاومة ليست ضرب صواريخ «من بعيد لبعيد». وأكد «المقاومة غير موجودة في غزة».
وطالب الأحمد بعدم خلط الأوراق عند الحملة على مشعل.
وشن الأحمد هجوماً عنيفاً على دولة قطر لدعوتها إلى عقد قمة عربية لمناقشة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة..وعاد للقول في الجملة التالية مباشرة ، أنه في اليوم الأول للعدوان على غزة ، أتخذ قرار الإتصال مع حركة «حماس» ، وكلف بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب (الشيوعي) ، من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الإتصال بهم. وقال إنه شخصياً اتصل مع أسامة حمدان ممثل «حماس» في لبنان بواسطة إذاعة لندن. كما أنه اتصل بموافقة الرئيس أبو مازن مع الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» لمدة 45 دقيقة يطلب الحوار مع «حماس» فرد عليه قائلاً سندرس الموضوع ونرد عليك ، ولم يرد حتى الآن.
ونفى الأحمد حدوث مقاومة للعدوان الإسرائيلي على غزة. وقال ما حدث كان مجرد مقاومة محدودة للقوات الإسرائيلية التي دخلت غزة. وعاد وقال إن حركة «فتح» قدمت شهداء في الدفاع عن غزة أكثر من «حماس».. قائلاً إن عدد شهداء «حماس» هو الأقل من بين شهداء جميع الفصائل..معدداً «فتح» 82 شهيداً ، الجبهة الشعبية 16 شهيداً ، وكذلك الجبهة الديمقراطية..«أقل شيء حماس والجهاد الإسلامي».
وعاد الأحمد ليقول لا مفر من الحوار.
ورد الأحمد بشكل موارب على ما قاله القدومي من أن مشعل لم يقل مرجعية بديلة ، وإنما فقط جديدة ، وهو ما ذهب إليه القدومي. وقال «ما سمعته أنا أن مشعل قال مرجعية جديدة وبديلة».
ودعا الأحمد إلى «عقد مجلس وطني فلسطيني بتشكيلته الحالية بهدف تفعيل دوائر منظمة التحرير ، وتجديد اللجنة التنفيذية للمنظمة ، ورئاسة المجلس الوطني الفلسطيني». وقال «لا يجوز أن نظل ننتظر حتى يتكرم علينا خالد مشعل وحركة الجهاد الإسلامي بالموافقة على عقد مجلس وطني يشارك به الجميع». وأضاف «حين يوافق مشعل والجهاد نعقد مجلساً وطنياً جديداً».
كلمة ليلى خالد
بداية الرد على هذا المنطق بدأ مع كلمة ليلى خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ، التي قالت إن الأحمد يتحدث وكأننا لسنا أعضاء في المجلس الوطني ولا نتابع الأحداث.
الزعنون بادر فوراً إلى مقاطعتها قائلاً هل سنرد على بعضنا البعض بوجود الصحافة..؟
خالد واصلت «توجد حقائق لا يمكن لأحد أن يدحضها..منظمة التحرير هي الكيان الذي تعمد بدماء شعبنا..لذلك ، لا يسمح لأحد أن يتجرأ على هذه المنظمة»..معتبرة إياها «المنجز الوطني الوحيد للكفاح المسلح ، والهوية الوطنية للفلسطينيين». لكن خالد لفتت إلى وجود فرق بين المنظمة ككيان وبين القيادة التي تقود المنظمة. وقالت «إن الإنقسام في الساحة الفلسطينية لم يبدأ مع سيطرة «حماس» على قطاع غزة سنة 2006 ، وإنما منذ توقيع اتفاق اوسلو سنة 1993 ، وأصبح انقساماً عمودياً وأفقياً».
وأشارت خالد إلى أنه في كل اجتماع يطرح سؤال ما العمل ، وتوضع خطط وتطرح آراء «وكل ما توضع خطة نتراجع عنها». وأضافت «يوجد جدل حول عبّاس وحول فيّاض ، لكنه لا يوجد جدل حول مؤسسات منظمة التحرير بهيئاتها التشريعية». وطالبت بتفعيل دوائر المنظمة ولجان المجلس الوطني الفلسطيني والإتحادات الشعبية الفلسطينية.
وتساءلت خالد «من حبس أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية في أريحا..؟». وكشفت «اتفقنا مع أبو مازن على تحريك محاكمات للمسؤولين عن ذلك. وهيه انطق 30 سنة حبس دون أن يحاكم الذين حبسوه»..!
وأضافت «هل نتذكر شي وننسى شي تاني»..؟!
وتابعت «ومع ذلك..نحن منظمة التحرير ، وسنظل نناضل حتى نغير القيادة الحالية التي تحصر خياراتها بالمفاوضات». وأعادت إلى الأذهان كيف أن أبو عمار كان وقع على اتفاق اوسلو وحرك في ذات الوقت كتائب الأقصى. وقالت «هكذا تكون القيادة المحنكة..مبين القيادة الحالية مش محنكين».
عند هذا الحد غادر الزعنون مقر الإجتماع ليعلن البيان الذي صدر بإسم المجتمعين ، فيما كانت الكلمات تتوالى.
أبو الرائد الأعرج «فتح» : لفت إلى أن زكي بني ارشيد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني قال قبل مشعل إن «حماس» هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
غالب فريجات «فتح» : طالب القدومي بالرد على مشعل.
عمران الخطيب «الجبهة العربية الفلسطينية» : نحن ضد أي مساس بمنظمة التحرير الفلسطينية ، ونطالب بموقف متناغم مع حجم تضحيات شعبنا.
وقال أبو أكرم «الديمقراطية»: الدفاع عن المنظمة لا يكون بالشعارات ، وإنما بخطوات إصلاحية عملية. وطالب القدومي بأن يرد على مشعل من داخل دمشق. «يجب أن يصلني موقفه من داخل دمشق ، وليس من أي عاصمة أخرى..يجب رفض ثنائية التمثيل».
مداخلة محمد أبو ميزر
محمد أبو ميزر (عضو سابق في اللجنة المركزية لحركة فتح) ، بدأ حديثه معيداً إلى الأذهان أن حركة «فتح» سبق لها أن طرحت في وقت مبكر فهمها للوحدة الوطنية بأنه يعني «اللقاء على أرض المعركة».
ونفى أبو ميزر أن تكون الوحدة الوطنية الفلسطينية تحققت في يوم من الأيام داخل منظمة التحرير ، مذكراً بأنه كان عضواً دائماً في لجان دراسة الوحدة الوطنية الفلسطينية. ورد على السؤال الذي طرحه : هل استطعنا أن نحقق الوحدة الوطنية..؟ بالقول «حتى الآن لا زلنا نطالب بالوحدة الوطنية».
وقال الآن نطالب بتفعيل منظمة التحرير ، وهذا يعني أن المنظمة فاقدة لفعاليتها. وسأل من أفقد المنظمة فعاليتها..؟ وأجاب «قيادة منظمة التحرير وفتح بالتحديد».
وعاد أبو ميزر للتساؤل «هل القيادة التي أفقدت المنظمة فعاليتها قادرة على إعادة تفعيلها..؟ وأجاب «كلا»..!
وكشف أبو ميزر عن أنه سبق التوافق بين جميع الفصائل الفلسطينية ، بما في ذلك حركتي «حماس» والجهاد الإسلامي ، على مشروع لإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير وذلك بعد عدة أشهر من اتفاق القاهرة ، لكن هذا المشروع حين بعث به لرام الله ، لم يعترف به ، وتم رفضه ، وأميتت الوحدة الوطنية.
الزعنون قاطع أبو ميزر قائلاً : لم تقل لنا كيف نواجه خالد مشعل..؟
أبو ميزر : هل هذا هو هدف هذا الإجتماع..؟ إن كان كذلك ، فأنا أقول إن الذي خلق مشعل و«حماس» هو فساد السلطة. لولا الفساد الذي ينخر جسد السلطة لما وجدت «حماس».
الزعنون : «حماس» لم تصدر بيانات حول فساد السلطة..تأبط شراً وأراد تشكيل البديل. على كل حال شكراً.. لكل وجهة نظر ، وأنا أعذر الأخ أبو ميزر.
أبو ميزر : لم أظن الأمر من أجل الردح.
إبراهيم أبو عياش : «أوافق على كل ما قاله الأخ عزام الأحمد. وأضيف الهجوم على غزة تم ضمن مؤامرة تقسيم الشعب الفلسطيني. «حماس» جزء من المؤامرة ، ومشعل هذا الصبي «ما بطلعله» يمس المنظمة. نحن نعرف كيف أنشئت حركة «حماس». رابين هو الذي أنشأها لتكون بمواجهة منظمة التحرير. «حماس» ليست معنية بغير إبقاء الإمارة الإسلامية الظلامية في غزة..يجب صدور بيان واضح في إدانته لخالد مشعل وأحمد جبريل».
تيسير قبعة «شعبية» : لا يجوز التخوين ، موجهاً كلامه لأبي عياش.. كيف سنحاورهم بعد شهر أو اثنين إذا خوناهم الآن..؟
هل هم خون..؟
أبو عياش : نعم هم خون.. متفقون مع إسرائيل على حل الثلاث دول.
قبعة : هذا تطرف لا يفيدنا. لا يجوز تخوين أي تصريح لا يعجبنا.
هنا سمع صوت مرتفع تبين أنه صوت عثمان مرار (أبو مجاهد) من «فتح»: طول عمرك في الجبهة يا أبو عياش..؟ العالم كله وقف معهم ، هل نقف نحن ضدهم..؟! هل انتهت إسرائيل وأصبحت «حماس» هي عدونا..؟.. لا يجوز تخوين إخواننا ، وكلام الأخ تيسير منطقي».
وتعالى صياح عدد من الأعضاء ضد أبو عياش.
عليان عليان «شعبية» : بدأتم تتحدثون بغرائزكم وليس بعقولكم. لم يتحدث أحد عن كيفية معالجة الأمر. هذا مجلس وطني لا أحد يستطيع أن يخون «حماس» أو أي فصيل. ما حدث في غزة نصر ومقاومة. لا يجوز التشكيك.
وتساءل هل حافظنا نحن على المنظمة وبرنامجها وميثاقها..لقد حولت المنظمة إلى تابع للسلطة ، وهذا سهل مهمة «حماس» وغيرها. الحل في العودة إلى إعلان القاهرة لسنة 2005.
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق