الخميس، 29 يناير 2009

الاتحاد الأوروبي يتخلى عن شروطه للحوار مع حماس

خافيير سولانا لا يريد من حماس اكثر من التعهد بالسعي للتوصل إلى حل قائم على أساس دولتين.
القدس - اصدر الاتحاد الأوروبي لفتة نحو قبول حكومة وحدة وطنية قد تضم حماس في خطوة يأمل أن تساعد في رأب صدع بين الحركة الإسلامية وحركة فتح المنافسة المدعومة من الغرب.
واستخدم خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الذي كان يتحدث لصحافيين في القدس الأربعاء لغة جديدة في تحديد الشروط التي سيكون الاتحاد مستعدا للعمل في ظلها مع ائتلاف جديد إذا نجحت حماس وفتح في الاتفاق على تشكيله.
ولكن أوروبا ما زالت تصر على أن تتوقف حماس عن محاربة إسرائيل.
وأصاب الشقاق بين حماس وفتح منذ أن استولى الإسلاميون على السلطة في قطاع غزة في عام 2007 بالشلل الجهود الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية بموجب اتفاق للسلام مع إسرائيل ويشكل عقبة كبيرة في طريق الإعمار في غزة بتمويل من الغرب في أعقاب الهجوم الإسرائيلي.
وبدلا من ترديد الشروط الثلاثة التي يرددها الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة والتي تتبناها أيضا الولايات المتحدة والتي تدعو حماس إلى إلقاء السلاح والاعتراف بإسرئيل وقبول اتفاقيات السلام المؤقتة قال سولانا إنه يتعين على حكومة فلسطينية جديدة تضم حماس أن تتعهد بالسعي للتوصل إلى حل قائم على أساس دولتين.
وجمدت القوى الغربية المساعدات للسلطة الفلسطينية في عام 2006 بعد فوز حماس في الانتخابات البرلمانية وشكلت حكومة بدون الموافقة على الشروط الثلاثة.
وأعادت القوى الغربية المساعدات للسلطة الفلسطينية عندما شكل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم فتح حكومة جديدة بدون حماس في الضفة الغربية بعد أن استولت حماس بالقوة على قطاع غزة.
وتؤيد أوروبا جهود تحقيق مصالحة بين الفصيلين وهي عملية تتم بوساطة مصرية. ومع هذا يخشى الفلسطينيون من تشكيل حكومة وحدة جديدة إذا كانت ستخضع للعقوبات ذاتها التي فرضت عليها فيما بين عامي 2006 و2007.
وقال سولانا "عندما تتحقق هذه المصالحة يجب أن يكون فريقا من الناس يواصل السعي لتحقيق ما يتطلع إليه كثير من الناس... دولتان قادرتان على العيش معا".
وأشار سولانا إلى خطة السلام العربية التي تدعو إلى سلام إقليمي شامل مشروط بإقامة دولة فلسطينية وانسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة.
وقال سولانا "وبالطبع لا بد من مساعدة ودعم هؤلاء القادرين على العمل في ذلك الاتجاه".
ولم يتضح إذا كانت الصيغة الأوروبية الجديدة ستفيد محادثات المصالحة التي ترعاها مصر. وترفض حماس منذ فترة طويلة حل الدولتين رغم أنها لم تستبعد هدنة طويلة الأجل وترفض تأييد المبادرة العربية.
واقترحت مصر 22 فبراير/شباط موعدا لبدء محادثات بين الفصائل الفلسطينية.
وسلم سولانا بأن المصالحة ستكون "صعبة للغاية". فحماس لم تعد تعترف بعباس رئيسا.
وقال دبلوماسيون أوروبيون كبار إن الاتحاد الأوروبي لم يتخل عن الشروط الثلاثة التي أقرتها قوى رباعي الوساطة من أجل السلام في الشرق الأوسط ولكنه قلل التركيز عليها لمنح عباس ومصر هامشا أكبر للمناورة.
وقال دبلوماسي "إنه تغير في التركيز... الشروط هي الشروط ولكن يجب أن نعطي مساحة ما لعباس".
وعرضت حماس هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية تتوافر لها مقومات البقاء في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وقطاع غزة. ولكن ميثاق تأسيس الحركة الصادر في عام 1988 يدعو إلى القضاء على الدولة اليهودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق